يقرأ حاليا
تعزيز الأمن الغذائي لإفريقيا.. رسائل الهبة الملكية للغابون – تحليل
FR

تعزيز الأمن الغذائي لإفريقيا.. رسائل الهبة الملكية للغابون – تحليل

قدم ملك المملكة المغربية، محمد السادس، على خلفية المباحثات التي قام بها مع علي بونغو أونديمبا، رئيس جمهورية الغابون هبة ملكية لصالح الفلاحين تتكون من 2000 طن من الأسمدة، في إطار المبادرات التضامنية والعناية التي تخصها المملكة لمختلف الدول الإفريقية الصديقة خاصة مع ما يعرف السياق الحالي من تقلبات مناخية انعكست سلبا على المجال الفلاحي.

 

مبادرة ملكية يرى مجموعة المتابعين والمحللين السياسيين، أنها تندرج في إطار تعزيز شراكة جنوب-جنوب القائمة على مبدأ رابح-رابح كما أن من شأنها تعزيز وتمتين جسر الشراكة بين المملكة ومختلف الدول الإفريقية.

وبالنسبة لرشيد ساري، الخبير الاقتصادي، فقد أكد أن “هذه الهبة تدخل في إطار مبادرة المكتب الوطني للفوسفاط، من خلال فرع ومبادرة إفريقية لتمويل ومد إفريقية بالأسمدة”. 

وأوضح  ساري، في تصريح للجريدة الالكترونية “نقاش 21”، أن “المغرب ملتزم بتمويل الدول الأفريقية بأزيد من 550 ألف طن من الأسمدة”، معتبرا أن هذا “الأمر سيكون عاملا لملايين المزارعين الأفارقة، من أجل ضمان الأمن الغذائي وسبل فلاحية جيدة، خاصة مع ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية وانعدام سوق الأسمدة بشكل قبلي”.

وأضاف ساري أن المغرب عبر المكتب الشريف للفوسفاط يؤمن الأمن الغذائي للدول الإفريقية”.

وأشار المتحدث إلى المشاريع التي قام بها داخل القارة من خلال إنشاء مجموعة من المعامل أو مصانع الأسمدة ومشتقاتها داخل مجموعة من الدول الإفريقية كإثيوبيا ونيجيريا، وكوت ديفوار، والسنغال”.

واعتبر الخبير أن “هذا التمويل ليس فقط من أجل ضمان الأمن الغذائي، وإنما إيجاد أرضية خصبة من أجل زرع العديد من النباتات والمنتجات الفلاحية الأخرى”. وأضاف  “المعامل استطاعت أن تصدر كميات مهمة من الأسمدة التي تم إنتاجها خارج إفريقيا”.

وشدد  في حديثه أن “الهبة تعكس ضمنيا علاقة المغرب بمجموعة من أشقائه، كما أنها تعبر على أن ما يربط المغرب بمجموعة من الدول  الإفريقية الشقيقة، هي علاقة رابح رابح وعلاقة مد يد العون في وقت الأزمات، خاصة وأن مجموعة من الدول الإفريقية تعاني اليوم جراء ارتفاع المواد الفلاحية الراجع إلى نقص تسميد مجموعة من الأراضي”.

كما أن هذه الهبة يقول ساري “تعكس بشكل كبير تلاحم المملكة مع باقي الدول الإفريقية التي تجمع بينهم العديد من العلاقات، فالمغرب لا يمدهم فقط بالاستثمارات أو بالمواد التي هم بحاجة لها، لكن أيضا بالخبرات التي تساهم في تحقيق مجموعة من الأرباح لصالح هذه الدول”.

ومن جهته، اعتبر المحلل الاقتصادي، محمد جدري، في تصريح لـ“نقاش21”، أن “الهبة التي قدمها المغرب للغابون بخصوص ما يتعلق بالأسمدة، تأتي في إطار التعاون جنوب-جنوب بين المملكة المغربية ومجموعة من الدول الإفريقية”.

إقرأ أيضا

وأوضح جدري، أن “المغرب خلال جائحة فيروس كورونا، ساعد الدول الإفريقية من خلال إمدادهم باللقاحات والكمامات، واليوم المجمع الوطني للفوسفاط يقوم بعمل كبير من أجل تزويد مجموعة من الفلاحين الأفارقة بالأسمدة، من أجل تحقيق الأمن الغذائي”.

واعتبر الخبير الاقتصادي، جدري أن “تعاون جنوب-جنوب بين المملكة المغربية والدول الإفريقية هي تجربة ناجحة وعلى المغرب المواصلة في هذا العمل، على اعتبار أنها تعكس روح التعاون وعلاقة رابح-رابح بين المملكة وباقي الشركاء، وهي العلاقة التي تبحث عنها العديد من الدول خلال السنوات الأخيرة”.

وشدد المتحدث ذاته، على أن هذه الخطوة تأتي “من أجل تحقيق السيادة الغذائية، والأمن الطاقي مع تحقيق تنمية حقيقية لمجموعة من الدول الإفريقية”.

وختام تصريحه أكد جدري، أن “المغرب يعتمد على إفريقيا لتحقيق التنمية، والقارة الإفريقية اليوم لا يمكنها اليوم إلا الاعتماد على سواعدها لتحقيق إقلاع اقتصادي وانتعاشه، هدفها ضمان عيش الشعب الإفريقي بكرامة وأريحية خلال السنوات القليلة المقبلة”.

انتقل إلى أعلى