يقرأ حاليا
أوريد يشرح تفاصيل رواية “الموتشو” ويكشف الدوافع الكامنة وراء كتابتها
FR

أوريد يشرح تفاصيل رواية “الموتشو” ويكشف الدوافع الكامنة وراء كتابتها

قدم الروائي والأديب المغربي، حسن أوريد آخر إصداراته الروائية المعنونة بـ “الموتشو”، يوم أمس الأربعاء، برحاب مكتبة الألفية، حيث عمل الكاتب على تقديم روايته وتوضيح أهم الجوانب المتعلقة بها، وإبراز جوانبها الخفية، والدوافع الكامنة وراء كتابتها.

 

وفي كلمة له أشار الدكتور والأديب المغربي، حسن أوريد، إلى بعض القواعد التي من الواجب الاحتكام إليها من طرف الكاتب، وأولها “التواري” بعد إصدار أي عمل، على اعتبار أن الكتاب يصبح ملكا للجمهور. مضيفا أنه لا يدافع عن “الموتشو”، فهو يعرف به في بعض الفترات لكنه يظل ملكا للقارئ.

وبخصوص القاعدة الثانية، والتي اعتبرها الكاتب المغربي جد مهمة، تمثلت أساسا في المتعة، فلا يمكن الحديث عن عمل روائي إن لم يتوفر فيه عنصر المتعة.

بالإضافة إلى وجود قاعدة “التبيين”، فمن المفترض تسليط الضوء على واقع وقضايا تهم الجمهور، والكتاب عليه احترام هذين القاعدتين المتجليتين أساسا في الامتاع والتبيين.

واعتبر أوريد أثناء حديثه أنه “من غير الممكن الانسلاخ عن الذاتية بشكل جدري، كما أنه ينطلق من الواقع ويستقي مادته منه”.

وفي حديثه عن الشخصيات التي أتت رواية “الموتشو”، قال الكاتب المغربي، “الأشخاص المتحدث عنهم داخل الرواية تختلف توجهاتهم، ولا ينبغي أن نقرأ هذه الشخصيات بمعزل عن مرجعياتها التي يحيلون إليها”.

وأعطى مثالا بشخصية الكوهن ذات الخلفية التصوفية والتي مثلت فئة لا نتحدث عنها، بالإضافة إلى وجود العنصر اليهودي الغائب في عملنا الإبداعي، باستثناء بعض الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجيا، حيث يحكي اليهود المغاربة عن أنفسهم فقط”.

وأوضح المتدخل أن “الشخصيات المتحدث عنها في الرواية، حقيقية وموجودة على أرض الواقع، غير أن الشخصية الروائية تختلف عن الواقعية أو على الأقل لها خصوصيتها التي تميزها، رغم وجود علاقة صلة بينهما”.

وأضاف أن “الشخصيات رغم اختلاف توجهاتها إلا أنها تلتقي في قضايا أهمها توزع المجتمع، فالرواية لم تعرض قضايا لأشخاص في زاوية معزولة، لكنها قضايا طرحت منذ سنوات وهي من صميم المجتمع”.

وشدد المتحدث على “وجوب عدم اختزال الرواية في مقطع أو في شخصية معينة، في المقابل يجب قراءة العمل الأدبي في شموليته، خاصة وأن هذا يعتبر إخلالا بالعمل وربما إخلالا بذوات تلك الشخصيات، كما أن اختزال الرواية في أجزاء فقط، يفقد الرؤية القارئ”.

وفي حديثه عن دوافع كتابة الرواية أوضح الأديب المغربي، حسن أوريد، أن “القيام بمثل هذا العمل الأدبي لم يكن يتبادر لذهنه، ولكن “تمت كتابتها عندما علمت أن ما يعتري العالم العربي هو تداخل الأزمنة”.

واعتبر المتحدث، أن هناك “فئة تعيش الحداثة، بينما فئة ما زالت تعيش القرون الوسطى، وأخرى تعيش بين الحداثة والقرون الوسطى، ولا يمكن أن نتحدث عن تحديث إن لم تعش كل فئة عصرها والحد مما نسميه تداخل الأزمنة”.

إقرأ أيضا

“لا أحد من الشخوص يتحدث باسمي كما أنني لا أتحدث باسم أي واحد منهم، ربما لي جوانب داخل هذه الشخصيات لا كنني وصلت لأكون شاهدا وأعرض قضية دقيقة و نظرتنا للآخر”، يقول الكاتب المغربي حسن أوريد.

وفي ورقة تقديمية لدار النشر “المتوسط-إيطاليا”، فإن الروائي المغربي، حسن أوريد، يقدم للقارئ، “مرافعة أدبية لما يعتري العالم العربي، وما يتوزعه، وعلاقته بالآخر، منذ الفترة المؤسسة، مع حلم الوحدة، وما رافقها من انكسار، إلى الربيع العربي، فالأصولية، حتى موجة التطبيع”.

وتحكي رواية “الموتشو” قصة أمين الكوهن الملقب بـ “الموتشو”، ذو التوجه اليساري وما عاشه مع صديقه بنيس العجوز بعد الحادثة التي أصابته والتي أدت إلى فقدانه الذاكرة واختلاط الأزمنة، والقصة ستبرز أكثر مع استغناء الجريدة التي يشتغل بها عنه.

وحسب دار النشر فإن “بنيس كان شاهدا على التحولات الكبرى التي جرت على العالم العربي، بأحلامه و جراحه واهتزازاته. وهنا سيكون تعبيرا شفافا عن حالة فقدان الذاكرة وتداخل الأزمنة التي مست العالم العربي”.

ولم يخفي أوريد بهجته خلال حفل تقديم وتوقيع كتابه، بعدما لقي كتابه نجاحا مهما، معتبرا أن الكاتب لا يوجد لذاته لكنه يوجد من خلال جمهور، والكاتب هو الذي يكتب لمتلقي وإلا لن يكون كاتبا، وسيكون من المجحف إن اختصرنا الكاتب فيمن يخط بعض السطور أو الكلمات.

كما أكد أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يرغب في أن يكون مجرد تضخم أدبي، “أن أوجد بإسمي وليس بأعمالي”.

انتقل إلى أعلى