يقرأ حاليا
خبير في العلاقات الدولية يعدد أسباب نهاية نفوذ الإليزيه داخل المنطقة المغاربية
FR

خبير في العلاقات الدولية يعدد أسباب نهاية نفوذ الإليزيه داخل المنطقة المغاربية

على ما يبدو أن قصر الإليزيه لم يعد باستطاعته التحكم بخيوط اللعبة السياسية داخل المنطقة المغربية، خاصة بعد الأزمات الدبلوماسية التي عاشتها الدبلوماسية الفرنسية من مختلف دول المنطقة واستمرار الرئاسة الفرنسية في التعامل مع مختلف القضايا التي تخص المنطقة بنفس المنطق التقليدي للجمهورية.

 

ليس هذا فقط، بل إن الجمهورية الفرنسية عرفت في السنوات الماضية منافسة شرسة وهادئة من قبل بعض الدول الأخرى التي استطاعت حجز مكان لها داخل القارة السمراء حيث توسعت نفوذها الاقتصادية والسياسة وعلى رأس هذه الدول أمريكا، الصين، وروسيا.

تحولات طرحت العديد من التخوفات، المتمثلة أساسا في أن محاولة إقامة التوازن بين المغرب والجزائر في ظرفية ارتفع فيها منسوب العداء بينهما من شأنه أن يضعف الدبلوماسية الفرنسية داخل الدولتين.

في هذا الإطار اعتبر خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح لـ “نقاش21” أن “مسألة إضعاف غير واردة، لكن ما يقع هو أن الدولة الفرنسية تحاول من خلال دبلوماسيتها، الموازنة في علاقاتها وتعاملاتها مع الجارين، المغرب والجزائر”.

وأوضح المتحدث أنه “في إطار هذا التوازن نلاحظ أن الدبلوماسية الفرنسية وكأنها “تتجمد”، مما يجعل القرارات الفرنسية تراوح مكانها مع محاولة الموازنة بين مصالحها مع كلا الطرفين”.

وأكد المتحدث في تصريحه أن الدبلوماسية الفرنسية مرتبط أساسا بأطر ونخبة سياسية فرنسية يظهر أنها غير متمرسة في العمل الدبلوماسي، كما أنها غير مدركة للعمق التاريخي والثقافي الذي يؤطر التعامل مع هذا النوع من الأزمات أو التنافس الإقليمي لدولتين تشكلان مكونان أساسيان ضمن الدبلوماسية الفرنسية”.

وربط محلل العلاقات الدولية ما تعيشه الدبلوماسية الفرنسية من ضعف داخل المنطقة المغربية بـ”الظرفية الحالية التي تضغط عليها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، واهتمام فرنسا بالتزود بالطاقة مما يفسر محاولات قصر الإليزيه للتقرب أكثر من قصر المرادية وذلك على حساب المملكة المغربية”.

إقرأ أيضا

وأشار خبير العلاقات الدولية في معرض حديث إلى أن “فرنسا تعيش أزمة فقدان نفوذها داخل المنطقة، فلا يجب نسيان بأن النفوذ الفرنسية تراجعت في دول الساحل بشكل كبير، وذلك لصالح كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والآن تفقد نقودها الاقتصادية داخل المملكة المغربية، التي أضحت تعتبرها بشكل من الأشكال منافس لها داخل المنطقة أو القارة الإفريقية”.

وفي ختام تصريحه أكد محمد شقير خبير العلاقات الدولية إلى أن “كل هذه عوامل تؤكد وجود تراجع كبير للدبلوماسية الفرنسية وربما التنافس المغربي الجزائري زاد من حدة هذا التراجع”.

جدير بالذكر أن فرنسا خلال السنة الماضية وبعدما كانت تحظى بنفوذ اقتصادية داخل المنطقة المغاربية، خسرت صدارتها التجارية مع آخر بلد مغاربي ألا وهو تونس، حيث فقد وصف الشريك التجاري الأول لتونس ولذلك لصالح إيطاليا، مما يسجل بداية تراجع كبير للنفوذ الفرنسية التي حظيت بها بعد الحقبة الاستعمارية لحساب بلدان أخرى بدأت تنشأ شراكات مع مختلف الدول الإفريقية في مختلف المجالات.  

انتقل إلى أعلى