أفاد تقرير المهمة الاستطلاعية، التي شكلها مجلس النواب المغربي، وتمت مناقشتها داخل الجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، وقوف أعضائها خلال الزيارة التي نظموها إلى معبر الكركرات في شهر شتنبر الماضي على وضعية المعبر الحدودي، الذي أمنته القوات المسلحة الملكية، بعد طرد عصابات البوليساريو الانفصالية، التي كانت تقوم بعرقلة حركة سير الشاحنات وسرقة أصحابها.
ونص التقرير، الذي كشف عنه مجموعة من النواب البرلمانين، على أهمية إعادة تهيئة الطرق المؤدية إلى معبر الكركرات، بشكل يليق بأهميته كمعبر حدودي يربط المغرب بإفريقيا، من أجل ضمان سلامة السائقين المارين منه”، بالإضافة إلى “تجهيز المنطقة بمجموعة من الفنادق والمرافق التجارية والترفيهية، علاوة على المراكز الاستشفائية، نظرا لدور الاقتصادي الكبير، الذي يلعبه هذا المعبر في تنشيط الجانب التجاري بين المغرب وعمقه الإفريقي”.
وفي هذا السياق، يقول أمين سامي، خبير في الإستراتيجيات، بأن “معبر الكركرات يعتبر البوابة الرئيسية والوحيدة للمملكة المغربية تجاه القارة الإفريقية، بعد غلق الحدود البرية بين المغرب والجارة الشرقية، كما يعد شريان المبادلات التجارية بين المملكة المغربية وعدد كبير من الدول الإفريقية، من خلال مرور عشرات الشاحنات المحملة بالخضار والفواكه ومجموعة من المواد الغذائية والصناعة ومواد أخرى، سواء القادمة من المغرب أو أوروبا تجاه دول غرب إفريقيا”.
وأكد أمين سامي، لـ “نقاش 21” بأن “إعادة تهيئة معبر الكركرات، هو أمر ضروري نظرا للبعد الكبير الذي يلعبه على المستوى الاقتصادي والتجاري في القارة الإفريقية، بحيث يجب هيكلة الطرق الرئيسية التي تمر منها الشاحنات من أجل تسهيل عملية العبور”، بالإضافة إلى “إنشاء طرق فرعية، من أجل تجنب وتفادي عملية الاكتظاظ، التي تنتج بفعل تراكم الشاحنات، سواء القادمة من المغرب أو دول غرب إفريقيا”.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن “هذا المعبر الحدودي يحتاج إلى مرافق صحية ومستشفيات، من أجل تلبية حاجيات المشتغلين فيه، علاوة على الساكنة القاطنة بجانبه، التي تحتاج للكثير من الاهتمام والدعم”، مشيرا إلى أنه “يجب تشجيع الاستثمارات الخارجية والداخلية في المنطقة، من خلال إنجاز مرافق تجارية وترفيهية، تتمثل في المقاهي والفنادق والمحلات التجارية، التي ستلعب دورا كبيرا في زيادة الرواج التجاري والبشري في المعبر، بالإضافة “إلى تشغيل عدد مهم من الشباب الذي يعاني من شبح البطالة”.
وأشار الخبير، إلى “ضرورة تعزيز المعبر بمجموعة كبيرة من النقط الأمنية الخاصة بالمراقبة، من أجل السهر على تأمين حركة الشاحنات والمسافرين المدنيين، ومنع عمليات تهريب السلع والمخدرات من إفريقيا اتجاه المغرب أو من المغرب اتجاه إفريقيا”.
ونوه أمين سامي، في نهاية حديثه، بـ”الدور الكبير الذي قامت به القوات المسلحة المغربية، بتطهير المنطقة من العصابات التابعة لجبهة البوليساريو المدعومة من طرف الجزائر”، مبرزا أن “المغرب بفضل انضباط واجتهاد أبنائه، أصبح من أقوى الدول الإفريقية والمغاربية في العالم على جميع المستويات، سواء الاقتصادية أو الديبلوماسية، بالإضافة إلى التجارية”.
