يقرأ حاليا
المحمدية تُعاني من اجتثاث المساحات الغابوية.. وأصوات المجتمع المدني تُندد
FR

المحمدية تُعاني من اجتثاث المساحات الغابوية.. وأصوات المجتمع المدني تُندد

عاشت مدينة المحمدية في الأيام القليلة الماضية على وقع، “كارثة” بيئية أخرى انضمت للعديد من الحوادث البيئية المسجلة على مستوى المدينة، والحديث هنا عن اجتثاث غابة “الشبشابة” المطلة على شاطئ المركز بالمحمدية.

 

في هذا الإطار أكد الفاعل البيئي، سحيم محمد السحيمي، في تصريح لـ “نقاش21″، أن “الشبشابة غابة طبيعية تتميز بوجود غطاء غابوي طبيعي مكون من أشجار ونباتات منذ سنوات، لكن خلال هذا الأسبوع تم قطع هذه الأشجار المطلة على البحر”.

وأوضح المتحدث، أنه “فيما مضى وجدت بعض البنايات إلى جانب الغابة لكن لم يكن من المتوقع اجتثاث الغابة بشكل كامل وفي مدة قصيرة متمثلة في 3 أيام”.

واعتبر المتحدث في تصريحه إلى أن “الأرض تنتمي لمجال غابوي، حيث توجد قوانين تؤطر هذه الأمور، وبما أنها مطل على البحر فهي تدخل في إطار قانون الساحل الذي يؤطر كل ما له علاقة بالمجالات الغابوية، وما إلى غير ذلك”.

“وحسب هذا القانون يمنع الاقتراب من هذه المجالات إلا بوجود سبب، يتعلق بالإطار العمومي وليس الإطار الخاص حيث لا يمكن قلع الأشجار من أجل بناء إقامات”، يقول الفاعل البيئي.

وحول الآثار المرتقبة لهذه العملية شدد سحيم، على أن “المحمدية من المدن الأكثر تلوثا في المغرب، خاصة وأنها تستقطب بعض المصانع الخطيرة، ولعل تسرب الغاز بالمدينة دليل أثبت وجود بعض المصانع التي لها علاقة بالغاز بالإضافة إلى وجوب بعض المحطات الحرارية التي تشتغل بالفحم الحجري، وأخرى تنبعث منها مواد كيميائية”.

وتابع: “نحن بحاجة للأشجار، وخاصة الأشجار الأصلية للمدينة التي نمت في جو يتميز بارتفاع نسبة الرطوبة” وأضاف المتحدث أنه “حتى إن قمنا بجلب أنواع جديدة لن نتمكن من استخلاص نفس النتائج التي نحصل عليها من المنطقة”.

وقال سحيمي، إن “هذا الاجتثاث سيؤثر لا محال على التنوع البيئي داخل المدينة، كما يهدد وجود بعض الأنواع الأخرى من الكائنات الحية الأخرى كالطيور وأنواع أخرى من الزواحف”.

وأردف المتكلم أن “الغابة تقع في مكان استراتيجي فهي أمام البحر، وبالتالي تساعد على تقليص نسبة الرطوبة، التي تشكل ضررا على الرئة”.

واعتبر الفاعل البيئي أن “تعويض المساحة الغابوية، بمساحات اسمنتية لن يفيد الساكنة في شيء حتى وإن تم زرع بعض الشجيرات التي يكون هدفها في غالب الأحيان إضفاء الجمالية فقط”.

خلال الأيام القادمة إن وجد تضامن من طرف جمعيات أخرى ومنظمات تعنى بالمجال البيئي سنعمل على مراسلة الجهات الرسمية بعض جمع والتوصل إلى معطيات دقيقة.

إقرأ أيضا

ومن جهتها، عبرت نادية احمايتي، باحثة وناشطة بيئية، عن أسفها مما يقع معتبرة أن “غابة شبشابة من بين المناطق الخضراء المتبقية بعد الهجوم العمراني على سواحل المحمدية، والذي يمكن اعتباره أمرا مؤلما، خاصة وأن المغرب يعمل على التخفيف من وقع التغيرات المناخية مع التخفيف من آثار الغازات السامة والدفيئة عبر عدة استراتيجيات وإجراءات مكلفة”.

وأوضحت المتحدثة أن “قطع هذه الأشجار يعتبر خرقا لهذه الاستراتيجيات المعمول بها، بحيث أن هنالك عوامل طبيعية تقوم بدور التخفيف من حدة التلوث داخل مدينة ملوثة”.

وأكد نادية أن “هذه الخطوة تعرض المدينة إلى آثار وخيمة وأهمها مشاكل صحية يمكن أن تصيب الساكنة وجودة العيش، بالإضافة إلى تخوفات تحوم حول مستقبل الأطفال واستدامة الموارد الطبيعية في ظل اللا وعي البيئي عند بعض المسؤولين عن هذه التجاوزات”.

وأشارت المتحدثة إلى أن “مدينة المحمدية لا تتوفر على مساحات خضراء محترمة، والأشجار المتبقية يتم الآن اجتثاثها، لا نعلم إن كانت برخصة أو بدونها لكن من سيعطي رخصة لتدمير منطقة خضراء، ليستفيد شخص أو بضع أشخاص على حساب ساكنة برمتها لا يمكن وضعها إلا في خانة اللا مسؤولية البيئية”.

بدورها حاولت “نقاش21” التواصل مع رئيس جماعة مدينة المحمدية من أجل استفساره عن الأمر، وتقديم أجوبة حول الأسباب التي دفعت الجهات المسؤولة إلى اتخاذ هذه الخطوة، لكن هاتفه ظل يرن دون مجيب.

انتقل إلى أعلى