يقرأ حاليا
توالي سقوط الطائرات الجزائرية.. حقيقة الخردة العسكرية التي يتغنى بها نظام شنقريحة
FR

توالي سقوط الطائرات الجزائرية.. حقيقة الخردة العسكرية التي يتغنى بها نظام شنقريحة

مع توالي سقوط السلاح الجزائري خلال بعض المهام التدريبية، التي تودي في معظم الأحيان بحياة الجيش المشرف على هذه العملية، طرحت مجموعة من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث؟ وكيف بينت ضعف الترسانة العسكرية الجزائرية التي أهلتها لاحتلال مراكز متقدمة على مستوى التصنيفات الدولية؟

 

وحسب وسائل إعلامية فإن مروحية عسكرية من طراز “إم آي 171″، تحطمت ضواحي العاطفة بولاية عين الدفلى شمالي الجزائر، وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ويعزي العديد من الخبراء سبب هذه الحوادث إلى ضعف الصيانة وقدم هذه الترسانة.

وفي هذا السياق، أكد خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، محمد الطيار، أن “الترسانة العسكرية الجزائرية، تعتمد بالأساس على الترسانة الروسية، بسبب ارتباط الجزائر بالاتحاد السوفياتي”.

وأوضح المتحدث “أن معظم القادة العسكريين تلقوا تدريبات هناك، كما هو الحال بالنسبة لرئيس أركان الجيش الجزائري شنقريحة الذي تلقى تدريبا عسكريا بالاتحاد السوفياتي”.

وأشار الخبير، إلى أن “اعتماد الجزائر على العتاد السوفياتي تم الروسي يعود لسهولة إبرام صفقات ضخمة تشوبها جميع مظاهر الفساد حيث يتم تضخيم الأرقام بسهولة”.

واعتبر الطيار أن “هذه المسألة اعترف بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي أكد أن الأرقام المعلنة في الصفقات مخالفة للواقع، خاصة مع وجود عملات كبيرة يتم تقاسمها”.

وشدد المحدث على أن “الجيش الجزائري ما زال يعتمد على دبابات صنعت في أواخر الأربعينيات من زمن الاتحاد السوفياتي، وهي ما تزال في الخدمة، كما تم استعراض عدد من الدبابات من قبيل “ت-50″ و”ت-72″ في الاستعراض العسكري الذي أقيم السنة الماضية، وهي دبابات أصبح الصدئ وضعف الصيانة باديا عليها”.

وأضاف المتحدث أنه “داخل الجزائر يوجد ما يمكن تسميته بـ “مقابر الدبابات”، حيث يتم شراء العديد منها ولا يتم استعمالها، بالإضافة إلى وجود مخازن يتم تزويد البوليساريو منها بالسلاح والمتاجرة بالبعض الآخر مع التنظيمات المسلحة التابعة للقبائل في شمال مالي والنيجر، كما أن عدد منها يتم المتاجرة به مع التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل وإفريقيا بشكل عام”.

وأكد خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، على “انتشار الفساد داخل المؤسسات العسكرية الجزائرية”، معتبرا أن “قصر المرادية يعمل على تضخيم البيانات المتعلقة بشراء الأسلحة، وفي المقابل يتم الاستيلاء على أموال كثيرة وتهريبها للخارج اتجاه مجموعة من الدول الغربية كـ “سويسرا”.

“وبالتالي المعطيات المقدمة للجهات المسؤولة على تصنيف الجيوش خاطئة، يتم تضخيمها من أجل إظهار الجزائر على أساس أنها قوة عسكرية والحقيقة غير ذلك”، يقول محمد الطيار.

وأوضح الطيار أنه “لا توجد حقيقة أو معطيات دقيقة عما تمتلكه الجزائر من ترسانة، إضافة إلى وجود بعض الشكوك التي تحوم حول امتلاك الجزائر لصواريخ “س-300” أو “س-400″ أو صواريخ الاسكندر خاصة وأن روسيا لم تخرج بأي بيانات تثبت بيع هذا النوع من الأسلحة للجزائر، التي لم تقم بعرضها في استعراضاتها العسكرية”.

وأردف المتكلم في تصريحه أن “الجزائر تسجل ضعف وخصاص على مستوى حصولها على الطائرات المسيرة، ولها القليل جدا من الطائرات الصينية، وذلك بحكم قلة الخبراء ممن لهم القدرة على التعامل مع هذا النوع”.

إقرأ أيضا

وأقر الطيار بأن “ضعف الاهتمام وقلة الصيانة يؤدي في العادة إلى إتلاف العديد من هذه الأسلحة لذلك نلاحظ سقوط أعداد كبير من هذه الأسلحة أثناء قيامها ببعض المهام”.

واعتبر خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أنه “في الوقت الذي نجد فيه المغرب قد أعلن عن دخوله مجال التصنيع العسكري، من خلال إقامة مصانع عسكرية تخص صناعة أنواع متنوعة من الأسلحة والذخيرة، ستساعده على تقليص فواتير صناعة الأسلحة، نجد الجزائر تتجه نحو رفع ميزانية التسلح التي اعتبرت الأضخم خلال هذه السنة والأكبر في تاريخ الموازنات الجزائرية”.

وقال محمد الطيار، خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، “حتى لو صدقنا الأرقام والمعطيات المقدمة من قبل الجزائر للمؤسسات المسؤولة عن تصنيف الجيوش، فالترسانة ليست مقياس لقوة الجيش بل هنالك العديد من المعايير التي يجب توفرها للحكم على قوة الجيش”.

وتابع الخبير في معرض تصريحه أنه “لا بد من توفر عقلية وتخطيط استراتيجي وعقيدة عسكرية مترسخة، بالإضافة إلى الرفع من معنويات الجيش، وأن يؤمن الجندي بقضية وهو ما لا نجده بالجزائر”.

وفي ختام تصريحه أشار طبار إلى أن “نظام السخرة مرتفع داخل المؤسسات العسكرية الجزائرية، مع تسجيل ارتفاع في نسب الانتحار والهروب من الخدمة العسكرية وغيرها من المظاهر التي تؤكد ضعف المعنويات في صفوف الجيش ناهيك عن تسريب العديد من الوثائق العسكرية السرية داخل مواقع التواصل الاجتماعي أو لوسائل الإعلام”.  

جدير بالذكر أن توالي هذه الحوادث تكشف عن عدم جاهزية قصر المرادية من أجل خوض المعارك الميدانية، خاصة وأن توالي سقوط الطائرات يعد عنصرا مهما لتحديد جاهزية الجيش.

انتقل إلى أعلى