يقرأ حاليا
أزمة الطب النفسي بالمغرب
FR

أزمة الطب النفسي بالمغرب

يعيش قطاع الطب النفسي في المغرب، أزمة حقيقة تكمن أساساً في قلة الموارد البشرية، وضعف البنية التحتية والتقنية، بحيث “لا يتوفر المغرب سوى على طبيب واحد لكل 100 ألف نسمة”، حسب تقرير وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، فالطب النفسي، يشهد إنتشار مجموعة من المتطفلين على هذا المجال. يمارسون هذه المهنة، بشكل عشوائي، ما جعل العديد من الأطباء النفسيين في المملكة، يتساءلون عن مصير هذا التخصص، في ظل سيادة هذه الفوضى والعشوائية.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور محسن بنزاكور، أخصائي في علم النفس الإجتماعي، إن “ميدان علم النفس والأخصائيين النفسيين، هما جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية في العالم بأكمله، والمغرب لا يعد نشاز في هذه القضية”.

وأكد  بنزاكور،  في تصريح لـ“نقاش 21”، بأن “سبب قلة الموارد البشرية في مجال الطب النفسي بالمغرب، يعود إلى عدم إقبال عدد كبير من الأطباء على ممارسة هذا التخصص كخيار أولي”، بالإضافة إلى أن “البنية التحتية للطب النفسي، لازالت ضعيفة مقارنة مع ما هو مطلوب منها، وهذا ما جاء على لسان وزير الصحة خالد أيت طالب”.

وأشار بنزاكور، إلى أن “عدد الأسرة في جميع المستشفيات والمصحات النفسية بالمغرب لا يتجاوز  814  سرير، علاوة على أن غالبية المراكز الإستشفائية تنتمي إلى المركز الاستشفائي الجامعي، وبالتالي هذا يشكل عائقا بالنسبة للمواطنين، الذين يحتاجون لهذا النوع من التطبيب”.

وتساءل  الخبير النفسي ذاته، عن “أسباب إهمال قطاع الطب النفسي، هل يعود إلى تأخر الإستثمار في جانب قطاع الصحة العقلية، من خلال تكريس جميع المجهودات إلى الصحة الجسدية”؟،  أم أن المغرب أدرك أخيرا بعد التصاعد الكبير في الحالات النفسية المرضية والإضطرابات النفسية، خصوصا أخر إحصاء الذي أشار إلى إرتفاع معدل الكأبة في المجتمع المغربي”.

وأضاف الأخصائي في علم النفس الإجتماعي، بأن “التطفل  الذي يعرفه المجال، لا يتعلق بالطب النفسي وإنما بالعلاج النفسي، حيث أصبحت بعض الظواهر في المجتمع المغربي، وخاصة ما يسمى بالكوتشينغ أو المعالج النفسي، يعرف طفرة غير صحية، بسبب وجود خلل في منظومة القانونية المغربية”.

إقرأ أيضا

وحمل محسن بنزاكور مسؤولية “إنتشار المعالج النفسي، للمُشرع المغربي، وخاصة أن هذه المهنة لا يعترف بها قانونيا”، بالإضافة إلى “غياب تأطير المنظومة التشريعية، لهذا المجال مما يفتح الباب على مصراعيه لهذه الفئة من المتطفلين، تحت دعوة التحايل من خلال خلق شراكات تجارية متخصصة في التوجيه والتأطير”.

ودعا محسن بنزاكور بعض وسائل الإعلام، إلى الكف عن إستقبال هذه الفئة التي تدعي فهمها في مجال العلاج  النفسي، من أجل تقديم نصائح وتوجيهات للمواطنين،  مشددا على أنه “يجب الاستعانة وفتح الفرصة للمختصين ودارسين المجال، من أجل رد الإعتبار لهذه المهنة النبيلة”.       

انتقل إلى أعلى