يقرأ حاليا
معاناة المتشردين تتضاعف مع برودة الطقس.. فئة تنتظر إجراءات عملية من الحكومة لحمايتهم
FR

معاناة المتشردين تتضاعف مع برودة الطقس.. فئة تنتظر إجراءات عملية من الحكومة لحمايتهم

حينما يهطل المطر، كل واحد منا يجد بيتاً يحميه وسرير يأويه، غير أن الكل لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب. فئة ما زالت تعاني الأمرين، فقدان الأسرة كملجأ الأمان، وفقدان الرعاية والاهتمام. مشردون يتوسدون الأرصفة ويلتحفون السماء رغم قساوة البرد.

 

ظروف صعبة هي التي أضحت تعيشها هذه الجماعة من حلول فصل الشتاء، وأمام هذه الأوضاع المزرية جمعيات المجتمع المدني تدق ناقوس الخطر، معتبرين الشارع “غابة” لا تصلح للعيش.

قساوة المناخ تزيد الأمر سوء

في هذا السياق أوضحت هند العيدي، رئيسة ومؤسسة، جمعية جود لرعاية المشردين، في تصريح لـ “نقاش21” أن “الجمعية تنشط في 6 مدن، كما أن عملها يرتكز أساسا على ما هو ميداني، مشيرة إلى أنه و”خلال نشاطها لاحظت الزيادة في عدد المشردين، يوم بعد يوم”.

وأكدت المتحدثة أن “هذه الفئة بحاجة لملاجئ ومراكز الإيواء الاستعجالي تقوم بإيوائها بالإضافة إلى وجوب توفير مرشدي الرعاية الاجتماعية من توجيه هذه الفئة”.

وأشارت رئيسة ومؤسسة جمعية جود لرعاية المشردين، إلى “صعوبة التواصل مع الجهات المسؤولية في حالة وجود بعض الحالات المستعجلة والتي بحاجة إلى الرعاية الفورية”.

وفي سؤال حول المخاطر التي تواجه المشردين؟، وكيف تزداد وضعيتهم سوء مع حلول فصل الشتاء؟، قالت  العيدي “الزنقة صعبة، الزنقة غابة”، معتبرة أن “هؤلاء الأشخاص معرضون للسرقة والاغتصاب والعنف”.

وتابعت: “البرد القارس، وقساوة فصل الشتاء أصعب ما يمكن أن تواجهه هذه الفئة خاصة وأنه تودي بحياة العديد منهم”، مضيفة أن “هذا الأمر واجهته الجمعية عدة مرات”.

واعتبرت العيدي، أن “قلة النوم التي تعاني منه هذه الجماعة له العديد من الانعكاسات سواء على المستوى النفسي أو الجسدي للشخص”.

وفي سؤال حول الخطط التي تم وضعها من طرف الجمعية قالت هند العيدي “وضعنا العديد من البرامج لكن لم نستطع الجلوس على طاولة الحوار رفقة وزارة التضامن والأسرة، كما أننا لا نلاحظ مجهودات مبذولة من طرف الجهات المسؤولة لمساعدة هذه الفئة مع العلم أنها تعيش في بعض الأحيان ظروف لا إنسانية كما أنها حاجة للمساعدة أكثر”.

المراكز المؤقتة حل لا محيد عنه:

من جهة أخرى اعتبر مهدي ليمينة، عضو جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أنه “خلال فصل الشتاء يتم إحداث لجان على رأس العديد من الولايات والأقاليم مع انخراط المجتمع المدني من أجل توزيع بعض المساعدات والتي يتم اعتبارها عمل إنساني وتضامني”.

وأكد المتحدث أن من بين الطالب ” توفير مراكز ذات محيط جيدة، بالإضافة إلى وجوب إدماج بعض الأشخاص داخل أسرهم الذين أضحوا عرضة للشارع بعد للتفكك الأسري”.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “ظاهرة المتشردين لا يعاني منها المغرب أو دول العالم الثالث فقط، بل إن الدول المتقدم ورغم ما تتوفر عليه من إمكانيات إلا أنها هي الأخرى تعاني من نفس المشكل”.

إقرأ أيضا

وشدد ليمينة أن “المجتمع المدني منخرط في هذه الدينامية عن طريق تقديم وجبات أكل خفيفة وأغطية وملابس”.

“كما أن الجمعية في غضون الأسابيع المقبلة سيتم تنظيم عمل تضامني سيشمل مدينة الدار البيضاء من أجل وضع الأشخاص المنتمون لهذه الفئة إما بدار المسنين فيما يخص كبار السن أو دار الرعاية الاجتماعية بالنسبة لصغار السن للتكفل به خاصة خلال هذا الفصل”، يقول المتحدث.

وحول دور الرعاية والإيواء وهل هي كافية ومتوفر قال مهدي، “للأسف هنالك نقص، وحتى إن وجدت هذه الدور نجد أن هنالك اختلاط على مستوى الفئات العمرية، حيث ليست لدينا مراكز متخصصة لإيواء هذه الفئة التي تجد الشارع ملجأها الوحيد”.

وأشار المتكلم إلى وجوب “توفير مراكز مؤقتة توفر الاستحمام ووجبات الأكل والمبيت على اعتبار أن البعض من هذه الفئة ترفض المكوث بشكل دائما داخل المركز”.

وتابع “في المغرب توجد مراكز قارة لها طاقة استيعابية محدودة، في حين يوجد البعض يختار العيش في الشارع خاصة المدمنين منهم مما يستوجب على الدول أن توفر ضمن سياستها العمومية إطار قانوني ومراكز مؤقتة تقدم لهم خدمات اجتماعية تضامنية”.

انتقل إلى أعلى