يقرأ حاليا
تحليل: البوليساريو تعيش حالة من التفكك والضعف
FR

تحليل: البوليساريو تعيش حالة من التفكك والضعف

كشف المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو الوهمية عن الإنقسام الداخلي والضياع الذي أضحت تعيشه الجبهة المزعومة، في ظل الرفض الواسع والانتقادات التي طالت رئيس الجبهة الوهمية إبراهيم غالي، خاصة وأن الأخير له ماض إجرامي (قتل واغتصاب وتهجير) قلل من مصداقيته، مما يطرح التساؤل حول أسباب  تقهقر الجبهة وضعف أطروحتها المزعومة.

 

ولعل تنصيب إبراهيم غالي لولاية ثانية من أجل الاستمرار في قيادة الجبهة خير دليل على تحكم قصر المرادية، بقيادات الجبهة فرغم الرفض الواسع لصعود غالي لما يتميز به من استبداد إلا أن الجزائر ظلت متمسكة به لضمان خدمة أجندتها المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

في هذا السياق أكد المحلل السياسي، عبد العزيز كوكاس، أن المؤتمر الأخير أظهر ما تعيشه القيادة من انقسام  وتفكك خاصة أنه لم يفرز عن أي نتائج إيجابية تذكر”.

واعتبر المتحدث أن “هذه حصيلة سنوات سنوات من الضياع”، مضيفا أن “الحركات التي تكون عادة مثل الجبهة الانفصالية وترفع شعار التحرير وغيره تتميز في البداية بالصلابة على اعتبار أنها تقدم تغطية أيديولوجية متماسكة متراصة خاصة عندما يوجد لديها بعد الحرب الذي لا تسمح بالدمقراطية لكن مع مرور الوقت الأمر يتغير وتصبح أكثر ضعفا”.

وأشار المتحدث إلى أن “العالم تغير، ومنذ 1991 أي سنة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وزمن توقيف الحرب، حكم على جبهة البوليساريو بانهيار خطها الأيديولوجي أولا، في سياق الانهيارات الكبرى التي بدأت من انهيار جدار برلين ونهاية الحرب الباردة، وما حدث داخل الجزائر من ثورات كثورة أكتوبر وما ترتب عنها من تأسيس الاتحاد المغاربي، حيث بدت الجبهة وكأنها مشلولة”.

وأردف المحلل السياسي “العشرية الدموية الواقعة في الجزائر زادت من هذا التفكك والضعف، وزمن اللاحرب واللاسلم لا بد أن يؤثر على البنية التنظيمية لجبهة البوليساريو إذا ما يقع هو تحصيل حاصل ونتيجة لسنوات طويلة من التراكمات”.

وشدد كوكاس على أن “جبهة البوليساريو الانفصالية أصبحت عارية ومستسلمة كليا للجزائر، التي أضحت تشرف بشكل مباشر في بعض الأحيان على إدارة الأمور، خاصة في زمن الانتفاضات والأزمات داخل مخيمات تندوف وداخل الجبهة بحد ذاتها”.

إقرأ أيضا

“لم يكن من المتصور أن تدعم الجبهة شخصا آخرا غير إبراهيم غالي، وهذا قياسا للحظة التي توجد فيها الجبهة وهي لحظة أزمة على جميع الأصعدة سياسيا، عسكريا، وأيديولوجيا أيضا”، يقول المحلل السياسي.

وتابع: “لن يكون أي شيء خارج عن الإرادة الجزائرية، لكن هذا يدل على وجود معارضات تنتقد شكل تدبير الأزمة وتنتقد أيضا استحواذ من يلقبون بجزائريي جبهة البوليساريو على مجريات الأمور، وما تتلقاه المخيمات من مساعدات، حيث يتم المتاجرة بها، وما يتلو ذاك من جرائم وفساد”.

وفي ختام تصريحه أكد المحلل السياسي، عبد العزيز كوكاس، أن “ما يقرب نصف قرن لا بد أن يفجر أزمات كبرى تجلت في المؤتمر الأخير، الذي عكس حقيقة عمق المأزق الذي وصلت إليه الجبهة سواء على المستوى التنظيمي، الإيديولوجي، العسكري أو السياسي”. 

انتقل إلى أعلى