يقرأ حاليا
“جوجل” والتلاعب بقيمة الدرهم.. هل هو مجرد خطأ أم استهداف لاقتصاد المملكة؟
FR

“جوجل” والتلاعب بقيمة الدرهم.. هل هو مجرد خطأ أم استهداف لاقتصاد المملكة؟

أثار الارتفاع القياسي في سعر صرف الدرهم مخاوف كبيرة في صفوف المجتمع المغربي، والمهتمين بالشأن الاقتصادي، حول ما إذا كانت المؤسسات المالية عملت على تليين كبير لسعر صرف الدرهم.

 

غير أن مصادر مصرفية أوضحت فيما بعد أن الأمر يتعلق أساسا بخطأ وقع على مستوى منصة “غوغل فاينانس”، ليشهد بعدها سعر صرف الدرهم ارتفاعا صاروخيا وصل إلى 70 في المائة مقابل العملة الأوروبية اليورو ليصل إلى أزيد من 18 درهما.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل والخبير الاقتصادي، محمد جدري، في تصريحه لـ“نقاش21″، أن “كل ما راج خلال الساعات القليلة الماضية حول ارتفاع سعر الدولار وتجاوزه مستويات قياسية تجاوزت 16 درهما مقابل الدرهم المغربي تبقى مجرد إشاعات”.

واعتبر المتحدث أن الغرض الأساسي منها هو المس بالاقتصاد الوطني، خاصة وأنه بعد الاطلاع على البنك المركزي المغربي ومجموعة من الأبناك التجارية المغربية تبين أن سعر الدولار حافظ على مستواه العادي.

وأوضح جدري، أن “تعويم الدرهم المغربي عملية غير كاملة حيث أنه دائما ما نجد في المغرب 5 بالمئة صعودا و 5 بالمئة نزولا وبالتالي لا يمكن في ظل الوضعية النقدية الحالية أن يتجاوز سعر الدولار هذه المؤشرات وكل هذه الأمور تبقى مجرد إشاعات مغرضة هدفها المس بالاقتصاد الوطني”.

ومن جهة أخرى أكد حسن خرجوج، خبير في مجال التسويق الإلكتروني والبرمجة المعلوماتية، أن “المشكل التقني الذي حدث على مستوى جوجل لا أحد يعلم ما حدث بالضبط خاصة وأن الشركة لم تخرج بأي توضيح بخصوص هذا الموضوع”.

واعتبر المتحدث أن “حدوث مثل هذه الحوادث أمر وارد، وطبيعي أن يحصل الفينة إلى الأخرى خلال على مستوى اللوغاريتمات، فقط لا نلاحظها”.

وأوضح خرجوج، أن “العطب لاحقته هذه الضجة  على اعتبار أن هذا المجال يلقى متابعة من طرف فئة كبيرة مهتم بسعر الصرف، وأضاف هذا مجرد عطب تقني لا أقل ولا أكثر”.

وفي سؤال حول احتمالية تعمد هذا الحادث من أجل استهداف الاقتصاد الوطني، قال المتحدث  “لا أعتقد أن هذا خاصة وأنه أمر من المستبعد حصوله خاصة وأن محرك البحث جوجل ليس بالمحرك المحلي بل عالمي ومن الصعب التلاعب به أو يدخل في نطاق لعبة سياسية”.

واستدرك المتحدث، “نعم يدخل في بعض القضايا السياسية الأخرى، لكن استهداف منطقة معينة بعينها يظل أمرا من الصعب حدوث، خاصة وأن المغرب لا يشكل مصدر ازعاج ولا يوجد صدام مباشر مع الشركة”.

وفي ختام تصريحه أشار الخبير إلى أن “المغرب مستقل للعديد من محركات بحث جوجل كما مكنهم المغرب من مجموعة من الوسائل لاستغلالها وتطوير مشاريعهم سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي”.

بدوره أكد نائب مدير العمليات النقدية والصرف في بنك المغرب، يونس عصامي، يوم أمس أنه لم يطرأ أي تغيير في الوقت الراهن على مستوى نظام أسعار صرف العملات.

ونفى المسؤول ذاته، بشكل قاطع، حدوث هذا الانخفاض في قيمة الدرهم مقابل الأورو، مفندا وجود أي صلة بين هذا الخبر الزائف والتغيير على مستوى نظام أسعار الصرف.

إقرأ أيضا

وقال يونس عصامي خلال ندوة صحفية إن “أي تغيير في نظام أسعار الصرف سيعلن عنه عبر قنوات التواصل لوزارة الاقتصاد والمالية وبنك المغرب

كما اعتبر المتحدث أن الدرهم عملة غير قابلة للتحويل، وتتم معالجتها خلال ساعات افتتاح سوق الصرف المغربي، مؤكدا أن بوابة  بنك المغرب هي المصدر الوحيد الموثوق به للاستعلام حول أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدرهم المغربي، إلى جانب موقعي (Bloomberg) و(Refinitiv).

وعملت غوغل في ما بعد على تصحيح الخطأ، بعدما لاحظت أن سعر صرف الدرهم في مقابل اليورو لم يتجاوز 10.98 دراهم.

وكان بلاغ لبنك المغرب قد أكد يوم الأربعاء، أن سعر الصرف المرجعي ليوم 18 يناير 2023 بلغ حوالي 11 درهما مقابل الأورو.

جدير بالذكر أن المغرب قبل بضع سنوات تبنى نظام تليين سعر صرف الدرهم لكن من غير الوصول إلى التعويم، حيث اعتمد المغرب على نظام يحدد بموجبه سعر صرف الدرهم، داخل نظام تتحرك فيه العملة ضمن هامش 2.5 بالمئة.

وللإشارة فقط فإن صندوق النقد الدولي طالما كانت تدفع المملكة المغربية قدما في اتجاه تليين سعر الصرف، خاصة وأن الصندوق يعتبر أن العجز متحكم فيه بالإضافة إلى أن التحكم في مستوى مضبوط كما أن رصيد العملة الصعبة مريح. 

انتقل إلى أعلى