عززت المملكة المغربية علاقاتها مع عدة دول أسيوية، أبرزها الهند حيث تم إبرام مجموعة من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، في المجال العسكري والاقتصادي، واشترى المغرب من الهند في الآونة الأخيرة مجموعة من المعدات العسكرية، بينما تسعى هي الأخرى للإستفادة من الفوسفاط المغربي، لتجاوز الأزمة الغذائية الكبيرة التي تعاني منها.
وفي هذا السياق، يقول عبد النبي صبري، خبير في العلاقات الدولية، بأن “العلاقات المغربية الهندية يمتد عمرها لحوالي 22 سنة، وتطورت بشكل كبير خلال تولي الملك محمد السادس الحكم، حيث أصبحت هذه العلاقات بمثابة تحول جيوستراتيجي، وخاصة عندما سحبت الهند اعترافها بالجمهورية الوهمية البوليساريو”.
وأكد عبد النبي صبري، لـ“نقاش21“، بأن “العلاقة بين الهند والمغرب، هي علاقة صامدة لا تحركها العواصف الجيوسياسية، حيث أشاد الملك محمد السادس في خطاب له سنة 2015 بدولة الهند، مؤكدا جلالته على ضرورة تطوير العلاقات الإستراتيجية معها، وخاصة لأنها من الدول الداعمة للمغرب في قضية الصحراء المغربية”.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن” الاتفاقيات التي وقعت بين المغرب والهند مؤخرا، تسعى من خلالها المملكة إلى تنويع علاقاتها مع شركاء جدد، عوض الاقتصار على الشركاء التقليديين، وشملت هذه الاتفاقيات مجالات متعددة، أبرزها التعاون الأمني متعدد الأبعاد، من خلال محاربة الإرهاب والتطرف، ومجال بناء المساكن الاقتصادية، حيث انفتحت الهند على هذا المجال بمساعدة الخبرات المغربية، من أجل تحسين جودة المباني الاجتماعية في المدن الهندية”.
وتابع الخبير حديثه قائلا: بأن” الهند ستستفيد كثيرا من هذه العلاقات، لكون المغرب يعرف بأكبر احتياط عالمي من الفوسفاط، سيساعدها على تجاوز أزمتها الغذائية، التي تعاني منها منذ سنوات كثيرة، بحيث يعتبر المغرب من الشركاء الأساسين، الذين لا يمكن التخلي عنهم، من أجل تأمين الغذاء لعدد كبير من المواطنين الهندين”.
وأشار عبد النبي صبري، بأن” الهند ستعمل على فتح مجموعة من المصانع من أجل تحويل الفوسفاط إلى مواد وأسمدة، تساعدها على زيادة الإنتاج وتأمين الأمن الغذائي والطاقي”، مضيفا على “أن الدولتين قامتا بمجموعة من التدريبات العسكرية، جمعت بين البحرية المغربية والبحرية الهندية السنة الماضية”، بالإضافة إلى “شراء معدات عسكرية هندية، استعملت في صناعة الأسلحة بالمملكة المغربية، وهذا دليل قاطع على قوة العلاقات بين البلدين”.
وأنهى الخبير حديثه، بأن” المغرب والهند سيستفيدان كثيرا من إمكانيات بعضهم الكبيرة، سواء في القطاع العسكري أو الاقتصادي، حيث أصبحت الدوليين من الدول الجاذبة للاستثمار الخارجي”.
