يقرأ حاليا
سوسيولوجي: “الألتراس” هي المسؤولة عن اندلاع أعمال الشغب في المباريات
FR

سوسيولوجي: “الألتراس” هي المسؤولة عن اندلاع أعمال الشغب في المباريات

  شهدت مدينة تطوان أمس يوم الأحد، مجموعة من أعمال الشغب والعنف، التي قام بها مشجعي وأنصار فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، الذين حجوا إلى حمامة الشمال، من أجل مساندة فريقهم، في المباراة التي خاضها ضد فريق المغرب التطواني في ملعب سانية الرمل، ضمن إطار الجولة 11 من منافسات البطولة الوطنية.

 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الفيديوهات التي وثقت لأعمال التخريب والعنف، التي هزت شوارع الحمامة البيضاء، وأدخلت الرعب في نفوس السكان.

وفي هذا السياق، يقول عالم الاجتماع ومؤلف كتاب عن الألتراس، عبد الرحيم بورقية، بأن “أسباب الشغب التي قامت بها الجماهير بعد وقبل المباراة متعددة، وتنقسم إلى قسمين، القسم الأول يرتبط بشكل مباشر بعالم الألتراس وأنشطة المشجعين، والقسم الثاني يرتبط أكثر بالتكوين النفسي والفيزيولوجي والذهني للمراهق والشاب المغربي”.

وأكد عبد الرحيم بورقية لـ “نقاش 21” بأن “عالم الألتراس عالم مبني على ممارسة العنف والشغب، اتجاه الفرق والمدنيين والناس بصفة عامة”، مشيرا على أن “بعض الأشخاص يتخذون الألتراس كمجال لممارسة أعمال النهب والسرقة والتخريب، ضمن مجموعات قد لا تكون تنتمي إلى هذا الكيان، من أجل نشر ثقافة العنف والفساد داخل المدن التي تقام فيها المباريات”.

وأضاف المتحدث نفسه قائلا: على أن “ما نراه من عنف في الملاعب أو ما يحيط بعالم كرة القدم بشكل كبير، يحيل على أن هذه الفئة من الشباب التي تمارس العنف، هم منتوج اجتماعي أخرجته المدرسة والأسرة والسياسات العمومية، التي أقصت شريحة من الشباب، ولم تعطى لهم الأولوية”.

وتابع الخبير كلامه، موضحا، بأن “الحل الأمني، يبقى هو الحل الرادع لمثل هذه الأفعال الخطيرة، غير أن هذا الحل لن يجدي نفعا، لأنه يكون بعد قيام أحداث العنف والشغب”. ودعا بورقية إلى “التفكير في مقاربة أخرى، تكون أعمق ولها حلول جذرية أكثر من المقاربة الأمنية رغم ضروريتها، ولكن يجب أن تكون هناك مقاربة اجتماعية تعنى بالمراهقين والشباب، من خلال تفعيل دور الشباب والمسارح والنوادي الرياضية من أجل علاج ظاهرة الشغب”.

إقرأ أيضا

وأشار الباحث السوسيولوجي، بأن” هذه الأعمال لن تؤثر على مسار البطولة، يمكن فقط معاقبة الفريقين من خلال لعب المباريات المقبلة بدون جمهور، وتبقى الجهة الوصية هي المختصة بإقرارها”.

وتأسف عالم الاجتماع، عبد الرحيم بورقية، عن أعمال الشغب التي تقع بين مشجعي الفرق الوطنية، لأنها تغيب الروح الرياضية والحس الوطني، الذي يجب أن تبنيه الأسرة والمدرسة في الطفل منذ نعومة أضافره، من أجل التصدي لهذا المشكل الكبير ومحاربته من الجذور.  

انتقل إلى أعلى