أثارت الهزائم المتتالية لفريق الوداد البيضاوي في البطولة الوطنية، مخاوف جمهور الفريق الأحمر، خاصة وأن الفريق على مشارف خوض منافسات كأس العالم للأندية المقرر تنظيمه بالمغرب، مما أضحى يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية الفريق لخوض المنافسة.
وفي هذا السياق، أوضح حسن فاتح، محلل رياضي، أنه “لا يمكن إصدار حكم على مستوى فريق الوداد البيضاوي من خلال المباراتين الأخيرتين، كما لا يمكن استنتاج ما سيؤول إليه كأس العالم للأندية بناء عليها”.
وأوضح المتحدث في تصريح لـ“نقاش 21”، أن “فريق الوداد البيضاوي استطاع أن يثبت خلال منافساته الإفريقية عن قدراته وإمكانياته، والآن ربما هناك نوع من التعثر، خاصة وأننا نتحدث عن مدرب حديث الالتحاق بصفوف النادي، وبالتالي هو بحاجة لوقت أكثر من أجل الانسجام مع الفريق”.
وشدد المحلل على أن “الوقت غير كافي لاستقطاب عناصر جديدة تعزز الفريق، فالوقت لا يسمح بذلك، لكن ما يجب العمل عليه هو تطوير التشكيلة الأساسية وتعزيز جانبها النفسي من أجل تجاوز هذه المرحلة”.
واعتبر فاتح، أن “الهزائم المتتالية من شأنها التأثير على الجانب النفسي للاعبين، وبالتالي المدرب الحالي عمله الأساسي يجب أن ينصب حول الجانب النفسي للفريق”.
وأضاف المعلق الرياضي أن “فريق الوداد البيضاوي مدرك لأهمية المنافسة التي يخوضها فهو لن يمثل الفريق لوحده، لكنه سيمثل المغرب ككل، وبالتالي سيعمل على تحقيق نفس نتائج فريق الرجاء البيضاوي التي حققها خلال هذه المنافسة فيما مضى، سواء من خلال الوصول إلى النهائي أو الضفر باللقب”.
وأشار المتكلم في تصريحه إلى أنه “لا يجب التسرع وإعطاء الهزائم حجم أكبر مما تستحق، أو نبني عليها تصوراتنا لمعرفة ما إذا كان الفريق سيظهر بنفس المستوى خلال التظاهرة الكروية المقامة بالمغرب”.
واعتبر المتحدث أنه “من الأفضل العمل على تطوير هذه المجموعة التي تتوفر على عناصر حققت الإنجاز الإفريقي ونتائج إيجابية سواء على مستوى البطولة أو المنافسات الدولية”.
وفي سؤال حول حظوظ الفريق المغربي مقارنة بباقي الفرق المنافسة، قال المحلل الرياضي، إن “الحديث عن المستوى النظري، وتوقعات ما إذا كان المنتخب الوطني سيحقق الانتصار بالمقارنة مع الفرق الأخرى هذا أمر، لكن الحديث عما يجري على رقعة الميدان أمر آخر”.
وللتوضيح أكثر أعطى حسن فاتح، مثالا بتجربة فريق المنتخب الوطني المغربي خلال كأس العالم، قائلا “من كان يعتقد أن المغرب سيصل إلى مرحلة نصف النهاية ويتجاوز فرق عالمية مثل البرتغال وبلجيكا وإسبانيا ومنتخبات أخرى، وبالتالي أعتقد أن التخوفات القبلية التي ندخل بها المنافسة والخوف من فرق كبرى أمر يمكن تجاوزه”.
وتابع: “الآن كل فريق يدخل غمار منافسة دولية أصبح يؤمن بحظوظه كاملة، فلم نكن نتصور وصول فريق الرجاء البيضاوي إلى النهائي فيما مضى، ونفس الأمر بالنسبة لفريق الوداد البيضاوي لا يمكن استبعاد وصوله إلى النهائي”.
وأضاف: “الفريق عليه الاستعداد جيدا وخوض المباريات دون تخوفات أو استصغار الذات. كرة القدم اليوم أضحت تلعب على أرض الميدان وليس فقط بناء على احصائيات أو نتائج أو صور نمطية يتم تكوينها على فريق معين”.
وأوضح المتحدث في معرض تصريحه، أن “الحلم دائما قائم، وبالتالي لماذا لا يتم الحديث عن إمكانية فوز الوداد البيضاوي بالكأس خلال هذه التظاهرة الكروية”.
وحول نقاط قوة فريق القلعة الحمراء، أكد حسن فاتح، أن “الفريق له تجربة كبيرة على مستوى خوض المنافسات الكبرى، خاصة على مستوى منافسات القارة الإفريقية، والتي من خلالها استطاع أن يكتسب خبرة لخوض غمار تجارب كبرى”.
ومن أهم نقاط قوة الفريق حسب ما ذكره المحلل “هو الجمهور العريض الذي سانده ويسانده في جميع مبارياته”.
وشدد المحلل الرياضي، في ختام تصريحه على أن “الوداد لن يكون مدعوما فقط بجماهيره وإنما الجماهير المغربية ستكون وراء الفريق، على اعتبار أنه سيمثل البلد ككل وليس الفريق فقط وبالتالي هذه هي نقاط قوة أخرى تحسب للفريق”.
