يقرأ حاليا
في طريق البحث عن العلاج.. النصب والاستغلال الجنسي باسم “الرقية الشرعية”
FR

في طريق البحث عن العلاج.. النصب والاستغلال الجنسي باسم “الرقية الشرعية”

أصبحت الرقية الشرعية في المغرب، تخرج عن نطاقها المعروف، بالعلاج الروحاني أو العلاج بالقرأن، المستمد من السنة النبوية الشريفة، إلى ممارسة مجموعة من أعمال الشعوذة، التي أصبحت تتخذ أبعادا مخيفة وخطيرة، بسبب الممارسات العنيفة التي يقوم بها مجموعة من الرقاة، مشكلين خطرا كبيرا على صحة الزوار الذين يقومون بزيارتهم.

 

وفي هذا السياق، يقول عادل غزالي، مختص في علم الإجتماع، بأن “دعاة العلاج بالرقية الشرعية، أصبحوا يستغلون مرض الناس وهشاشتهم النفسية، من أجل المتاجرة بهم من خلال ممارسة مجموعة من الأفعال المشينة، التي لاتبت للعلاج و لا للدين بصلة”، مشيرا إلى أن “مواقع التواصل الإجتماعي كشفت حقيقة مجموعة من الرقاة، الذين يستغلون المرضى من أجل الربح المادي أو ممارسة الجنس، تحت ظل عملية إخراج الجن”.

وأكد عادل عزالي لـ “نقاش 21″، بأن “عقل العديد من المواطنين المغاربة لا زال يسيطر عليهم شبح الأسطورة، لأن الأمراض النفسية والعضوية تحتاج إلى علاج طبي، يشخص المرض وليس الذهاب إلى مراكز الرقية الشرعية، من أجل القيام بحصص قصد العلاج، لأن الطرق التي تقام بها تلك الحصص، تتنافى مع الدين ومع العلاج”.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن “ممارسي الرقية الشرعية، لا يفقهون شيئاً في تشخيص الأمراض النفسية، ما يجعلهم عاجزين أمام التطور العلمي الذي يعرفه مجال الطب، الذي لم تدركه فئة كبيرة من الناس المهتمة بهذا المجال، الذي يرجع أسباب المرض النفسي إلى السحر أو العين، بالإضافة إلى” التابعة” ، ما يجعل الناس يقبلون على هذا النوع من الممارسات بشكل مخيف”.

وتابع المختص حديثه، بأن “العديد من الناس في المجتمع المغربي، يرجعون أسباب فشلهم سواء في الزواج أو العمل أو الدراسة إلى عوامل خارجية، ما يجعل ذهنهم يركز على إيجاد حلول لمشاكلهم، من خلال أشياء تبتعد عن الطبيعة، وتغرق في الميتافيزيقا، ما يجعلهم رهينة بين أيادي أصحاب محالات الرقية الشرعية”.

إقرأ أيضا

وأشار عادل غزالي، بأن “دعم هذه الأفكار الرجعية ونشرها في المجتمع، يجعل الناس يؤمنون بها كثيرا، رغم التطور العلمي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة”، مؤكدا على أن” زيارة الرقاة هي في المتناول بينما زيارة أخصائي نفسي أو طبيب، تحتاج إلى مسار طويل وإستشارات طبية وإلى مصاريف مادية كتيرة، ما يجعل الناس يختصرون الطريق ويذهبون إلى المسافة القريبة المحفوفة بالأخطار والمبنية على النصب والإحتيال”.

وحمل المختص، المسؤولية الكبيرة في إنتشار هذه الظاهرة، إلى مجموعة من القنوات العربية التي تدعم الرقية الشرعية وتروج لها عربيا، من خلال إستقبال مجموعة من الدجالين الذين لا يفقهون شيء في علم النفس أو الطب، و يستخدمون مصطلحات دينية وعلمية، من أجل اللعب على عقول الناس وإقناعهم بممارسة الرقية الشرعية، كما دعى عادل غزالي، الجهات المسؤولة إلى محاربة هذه الأفة لأنها أصبحت تشوه صورة المغرب، في ظل الإنتشار الواسع الذي عرفته مواقع التواصل الإجتماعي. 

انتقل إلى أعلى