يقرأ حاليا
نصائح العلاج النفسي.. الباب مفتوح على مصراعيه في صفحات الأنترنت وخبير يكشف الخطورة
FR

نصائح العلاج النفسي.. الباب مفتوح على مصراعيه في صفحات الأنترنت وخبير يكشف الخطورة

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، صفحات ومجموعات “متخصصة” في تقديم الدعم والإرشاد النفسي في مجموعة من المواضيع، والمثير أنها تعرف اقبالا ومتابعة كبيرة من طرف العديد من أفراد المجتمع.

 

ليطرح السؤال حول فعالية ومصداقية مثل هذه المجموعات، وعن مدى أهليتها لتقديم هذه الخدمات، خاصة وأن جلها لا يكشف عمن يقودها أو يسيرها وما إذا كان من يقدم الدعم والنصيحة مختص نفسي أم مجرد شخص غرضه الأساسي تحقيق الربح المادي.

موضوع أثار استغراب الأستاذ الجامعي، وخبير علم النفس الاجتماعي، محسن بن زاكور، حيث أكد في تصريح لـ “نقاش21”، أنه “لابد أولا من توضيح علمي، فالنصائح إن وجهت لإنسان سليم فهي مقبولة من باب صقل الكفاءات والتشاور وترشيد المهارات، وبالتالي ليس في ذلك عيب لكن إن تطاول الأمر داخل هذه المجموعات أو الصفحات لدرجة إعطائها اسم نصائح نفسية فهنا نعترض بشكل جذري”.

وأوضح بنزاكور أنه “من الواجب التشكيك في الأهلية على اعتبار أن المتخصص النفسي لن يسقط في هذا الخطأ”، واعتبر المتحدث أن “كل حالة تعد حالة منفردة، ولها وضع نفس خاص”.

واعتبر الخبير أن “كل شخص يتميز ببنية نفسية، وعاطفية أو إدراكية خاصة كما أن العلاقات الاجتماعية وتاريخ كل الشخصية ومحيطه الأسري يختلف من شخص لآخر، فبالأحرى لدى المريض أو من يشكو من اضطراب نفسي أو عقلي”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “هنا تصبح الأمور أكثر صعوبة، والنصيحة لن تخدم المريض، لأنه يوهم نفسه بأن المشكل قد تمت معالجته، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى قراءة أخرى قد تزيد من التركيب المرضي وليس بالضرورة من الاستشفاء”.

وشدد بن زاكور، على وجوب الحذر من مثل هذه الصفحات، خاصة وأن المؤسسات المسؤولة عن القطاع الصحي لم تقم بأي مبادرة لوقف هذه الخروقات وهذا هو الخطير في الأمر.

و لتوضيح الأمر، أعطى المتحدث مثالا قائلا: “عند قيام طبيب بوصفة طبية، تعترض هيئة الأطباء لتوقيفه ومعاقبته طبقا للقانون، لكن عند الحديث عن المجال النفسي الباب مفتوح، وكأن القطاع لا يوجد من يدافع عنه”.

إقرأ أيضا

تابع: هذه المواقع تشكل خطرا على الشخص العادي بحد ذاته، والأشخاص من هم في بدايات الاضطراب، والأمر واضح فمن الناحية القانونية يجب الإعلان عن الصفة، وخطورة الإقبال على مثال هذه الصفحات تتمثل في زيادة تعقيدات الاضطراب والمرض النفسي”.

وفي سؤال حول إقبال أفراد المجتمع على هذه الصفات المشكوك فيها بغضر إخفاء الهوية، قال خبير علم النفس الاجتماعي أن السؤال يفيد المسكوت عنه داخل المجتمع المغربي وهو أن المعالج النفسي لا يقبل عليه سوى الأحمق”.

وأوضح المتحدث أن “هذه من بين المسائل الخطيرة التي تكرسها بعض الأفكار، من قبيل أنا من وراء الشاشة لا يراني أحد، وبالتالي يمكنني الحديث عن مشكلتي، لكن الإشكال المطروح هو من يتحدث معك خلف الشاشة، وهذا طرح خطير، يؤكد أن الاطمئنان الذي يشعر به الشخص غير صحيح”.

وفي ختام تصريحه، شدد محسن بن زاكور أن “المعالج يشعر بأنه في منطقة الراحة، لكنها ليست حقيقية بل هي سطحية وآنية، وبالتالي لا يبدل المريض مجهود أكبر للتغلب على معاناته الأصلية، لكن المحيط يكتشف فيما بعد أن الأمر أضحى أكثر خطورة عندما تظهر عليه مظاهر سلوكية تكرس مرضه النفسي في أعلى درجاته”.

انتقل إلى أعلى