يقرأ حاليا
المغرب وسياسة تعدد الشركاء الدوليين.. هل تنجح المملكة في تحقيق التوازن بين أقطاب متنافرة؟
FR

المغرب وسياسة تعدد الشركاء الدوليين.. هل تنجح المملكة في تحقيق التوازن بين أقطاب متنافرة؟

تعدد الشركاء وسياسة المصالح، أصبح عنوان السياسة الخارجية للمملكة، فالأخيرة لم تعد تقبل بدور الدولة الضعيفة، بل أصبحت ترمي إلى أن تبصم اسمها داخل المجتمع الدولي، خاصة وأنها أضحت قطبا استثماريا ضخما للعديد من الدول الأجنبية وعلى رأسها “الصين، أمريكا، روسيا، فرنسا، والمملكة المتحدة…”.

 

ولعل آخرها ما كشفت عنه الشركة الصينية العملاقة “Qingdao Sentury”، عن رغبتها في الاستثمار داخل المغرب بمبلغ يصل إلى 300 مليون أورو لإنتاج إطار عجلات السيارات والشاحنات في المغرب.

سياسة لا غبار عنها، من الواضح أنها ستمكن المملكة من تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية ستعود بالنفع على القضايا الجوهرية للبلاد، لكن السؤال الذي يظل مطروحا، كيف يمكن للمغرب أن يحقق التوازن بين هذه الدول، خاصة وأن بينها صراع اقتصادي وسياسي ورغبة في ريادة العالم.

وفي هذا السياق، أكد حسن بلوان، محلل سياسي، في تصريح لـ “نقاش21”، أن “المغرب يعد من أول الدول العربية التي نهجت سياسة دبلوماسية متوازنة تقوم على تنويع الشراكات منذ الخطاب الملكي الذي تم إلقائه في القمة المغربية الخليجية”.

وأوضح المتحدث أن “الملك حدد سياسة المغرب الخارجية القائمة على تنويع الشركاء، خاصة فيما يتعلق بالبحث عن شركاء جدد والتحالف مع قوى استراتيجية قوية في الشرق، مع الحفاظ على شركائه التقليديين داخل المعسكر الغربي كأمريكا وفرنسا”.

واعتبر  بلوان أن “هذه السياسة بدأت تأتي ثمارها على مستوى الدبلوماسية المغربية، وانعكست إيجابا على القضية الوطنية للمغرب، كما أن الدول الغربية أصبحت تتفهم حق المغرب في الانفتاح على باقي الدول، خاصة الصين وروسيا لكن دون التفريط في العلاقات التقليدية”.

وأشار المحلل السياسي في خضم حديثه على أن “المغرب في إطار الانفتاح على دول أوروبا الشرقية، ودول إقليمية في الشرق الأوسط، كـ تركيا وإسرائيل، دون أن ننسى العلاقات المتميزة التي تربطه مع دول الخليج، وما لها من تأثير سياسي واقتصادي في الساحة الدولية والمنطقة الإقليمية”.

“كما أعتقد أن السياسة أعطت أكلها في مجموعة من القضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية، كما تبوء المملكة مكانة متميز حتى أصبحت مجموعة من الدول تتهافت على برم شركات معه، خاصة وأن شركاته تقوم على الربح الثنائي كما أن موقعه الاستراتيجي جعله قبلة للاستثمارات الأجنبية”، يقول حسن بلوان.

وفي سؤال حول الحرب الروسية الأوكرانية، وهل عكست حقا الإشكال المغربي المتمثل في عدم قدرته على الانضمام إلى أي معسكر، خصوصا وأن له شراكات مع كل الأطراف المتنازعة، أوضح المحلل السياسي، أن “المغرب كان محايدا مع التأكيد على وجوب حل الخلاف والحفاظ على وحدة أراضي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة”.

وتابع: “هذا الموقف المتوازن جعل من المملكة حليف موثوق بالنسبة لروسيا التي لها موقف مهم داخل مجلس الأمن كما أنها تلعب دور كبير في ملف الصحراء المغربية وبالتالي الدولتين يتفهمان الموقف المغربي الذي لم ينحز إلى أي طرف من أطراف النزاع”.

إقرأ أيضا

وأضاف المتحدث، “الحرب الشرسة التي تقودها أمريكا والدول الغربية ضد روسيا تستثني المغرب، على اعتبار أنها تتفهم المواقف المغربية المبنية على الحياد والتوازن، علاوة على أن المغرب حليف استراتيجي لجميع الدول وبالتالي يبني سياسته الخارجية على أساس أن المغرب شريك موثوق ومستقر وبوابة لولوج الشرق الأوسط والقارة الإفريقية كما يشكل حلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا وبين الشرق والغرب”.

وفي معرض تصريحه شدد بلوان، على أن “الدبلوماسية التي تخوضها المملكة تبقى متوازنة وتأخذ مسافة بين جميع الأطراف، كما أنها تجنب المملكة الدخول في صراعات غير مرغوب فيها وفي نفس الوقت تسجل نقاط أخرى في رصيد الدبلوماسية المغربية التي تستثمرها المملكة في قضيتها الأولى ألا وهي قضية الصحراء المغربية”.

وأوضح المتحدث أن “الديبلوماسية المغربية تضيف على لغة المصالح لغة المبادئ القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للشركاء، وتنويع الشركاء وإعادة ضبط العلاقات الخارجية”.

وفي ختام تصريحه أكد المحلل السياسي، أن “دخول أصدقاء المغرب في الشرق أو الغرب في حرب أو صراع لا يعني أن المغرب طرفا فيه، وأعتقد أن الدبلوماسية المغربية تتحرك برزانة على اعتبار أن البحث عن علاقات رابح رابح هي التي تحدد طبيعة عقيدة الدبلوماسية المغربية ومهما اختلف حلفاء المغرب الاستراتيجيون فهذا لا يؤثر على علاقات المغرب مع شركائه خاصة وأن هذا يدخل ضمن قراره السيادي”.

انتقل إلى أعلى