يقرأ حاليا
تحليل.. تحديات أمنية وجيوسياسية تواجه المغرب في سنة 2023
FR

تحليل.. تحديات أمنية وجيوسياسية تواجه المغرب في سنة 2023

مع حلول السنة الجديدة تحديات أمنية واستراتيجية كبيرة هي التي في انتظار المملكة المغربية، خاصة مع التحولات الجيوستراتيجية بالمنطقة وما تشهده العلاقات المغربية الجزائرية من توتر خصوصا مع تخصيص الأخيرة ميزانية عسكرية ضخمة تعد الأكبر في تاريخ القارة السمراء.

 

وحسب مهتمين بالمجال الأمني، فالمغرب يقع اليوم في قلب مواجهة مجموعة من التحديات المرنة، وعلى رأسها الهجرة أو تحركات بعض الحركات المتطرفة، إلى جانب تحديات مرتبطة بمكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات كالإتجار في البشر والمخدرات وغيرها.

محمد الطيار، خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، اعتبر في تصريح لـ “نقاش21” أن “المغرب يسير بخطى ثابتة ومركزة في هذا الجانب حيث تم الإعلان في الأشهر الأخيرة عن دخول المغرب مجال الصناعات العسكرية”.

وأوضح المتحدث أن “المغرب طور من ترسانته العسكرية وبالتالي هو على استعداد تام على المستوى العسكري لمواجهة أي تحديات أو مخاطر فيما يتعلق بالدفاع على وحدته الترابية”.

وأمنيا، بعد تصريحات الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، أكد خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية أنه من بين أهم القضايا المطروحة هي استرجاع “المناطق العازلة شرق الجدار الأمني والتي أصبح المغرب يسيطر عليها بشكل تام منذ تملص الجزائر وجبهة البوليساريو الوهمية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1991”.

وأوضح المتحدث أن “المنطقة أصبح يسيطر عليها الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة الملكية بشكل كامل وتام، واضحت المنطقة محرمة على عصابات البوليساريو وعصابات الجريمة المنظمة التي كانت تنشط داخل هذه المنطقة تحت رعاية البوليساريو والجزائر”.

“وبالتالي المسألة المطروحة مستقبلا هي استرجاع هذه الأراضي التي تركتها المملكة المغربية تحت مراقبة الأمم المتحدة بعد اتفاق وقف إطلاق وقف النار”، يقول محمد الطيار.

وتابع: “هناك أيضا تحديات على المستوى الأمني داخل منطقة الساحل الإفريقي، وبحكم أن المغرب تربطه حدود مع موريتانيا التي تعد أحد دول الساحل الخمس فالمخاطر قد اشتدت وارتفعت”.

إقرأ أيضا

وأوضح المتحدث أننا اليوم “نتحدث عن إمارة داعش في منطقة الساحل، بالإضافة إلى وجود مناطق سيطر عليها تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين الذي ينسب نفسه للقاعد”.

وأشار الطيار في معرض تصريحه، أن “نسبة تهريب المخدرات، والكوكايين والتهريب ارتفعت بشكل مهول، لذلك فإن حدة المخاطر ارتفعت خاصة مع إعلان فرنسا عن انسحابها من منطقة الساحل ووضعها حدا لعملياتها العسكرية داخل هذه المنطقة”.

وفي ختام حديثه أكد خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن “الإصلاحات التي عرفتها المنظومة الأمنية داخل المملكة المغربية، والتي همت جميع المستويات كفيلة للتصدي لكل المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تواجهها المملكة خلال هذه السنة”.

جدير بالذكر أن المغرب خلال السنوات الأخيرة عمل على نهج سياسة استباقية فيما يتعلق بالتعامل مع هذه التهديدات من خلال وضع استراتيجية لمواجهة الوضع، أما فيما يخص الهجرة ومع تحول المغرب من نقطة عبور إلى نقطة استقرار عمل على نهج سياسة مرتبطة بالتشريعات القانونية وتسوية وضعية المهاجرين بالإضافة إلى الانفتاح على الجانب الإنساني فيما يتعلق بهذه الفئة.

انتقل إلى أعلى