يقرأ حاليا
مرض الرهاب الاجتماعي يعصف بالأطفال والشباب إلى دائرة العزلة والوحدة
FR

مرض الرهاب الاجتماعي يعصف بالأطفال والشباب إلى دائرة العزلة والوحدة

هناك من لا يفرق بين التوتر والرهاب الاجتماعي داخل المجتمع المغربي، ما جعل هذا الاضطراب السلوكي يتفاقم كتيرا، وخاصة في صفوف الأطفال والمراهقين في السنوات الأخيرة بالمغرب.

 

  ويتجلى الفرق بين الحالتين في الأعراض التي تصاحبهما، فبالنسبة للتوتو، فهو إحساس بالخجل أو الخوف في موقف معين فقط، بينما الرهاب الاجتماعي، فهو حالة نفسية يعيش صاحبها في قلق وخوف دائم لا ينتهي، ما يجعله يعيش في عزلة عن الناس والمحيط الذي يعيش فيه.

وتقول الأخصائية النفسية، إيمان أوخير، إن “الرهاب الاجتماعي، هو اضطراب في السلوك يصيب الأطفال والمراهقين، وخاصة إذا كان الطفل أو الشاب قد تعرض لحادث مؤلم سواء العنف أو التنمر أو حتى الاغتصاب في مرحلة الطفولة، فإن هذا الاضطراب يتطور بشكل كبير، ليصبح مرض نفسي، بحكم أن معظم العائلات لا تنتبه بشكل كبير لمثل هذه السلوكيات، حيث يعتبرون لجوء أبنائهم إلى العزلة أو البعد عن المحيط الاجتماعي بمثابة مشكل بسيط، قد يتغير عندما يصل هؤلاء الشباب إلى مرحلة عمرية معينة”.

وأكدت أوخير، في حديثها مع “نقاش 21”، أن” أعراض هذا الاضطراب، تبدأ عندما يصبح الأطفال أو الشباب لا يرغبون في الذهاب إلى المدرسة، ومتشبثين بالبقاء في المنزل، وكذلك عندما يمتنعون من زيارة الأسرة وتجنب لقاء الأصدقاء والناس، فهنا يجب على الأسرة أن تتدخل بالتواصل مع أبنائها ومعرفة ما يعانون منه، وكذلك التواصل مع مستشار نفسي من أجل مساعدة الطفل من الخروج من تلك الحالة المرضية، التي قدم تساهم في تدمير مستقبله وتجعله يرتمي وسط أحضان المخدرات أو التفكير في الانتحار في حالة عدم اللجوء إلى العلاج”.

وأضافت الأخصائية النفسية، بأن” هناك العديد من الناس يربطون هذا المشكل النفسي والسلوكي، بالفشل الدراسي، ما يجعلهم يمارسون شيء من العنف والسلطوية على أبنائهم، بحيث يساهمون في تفاقم مشكل الرهاب النفسي أو الاجتماعي الذي يصعب علاجه، إذا تطور و امتد لسنوات طويلة”.

إقرأ أيضا

وأشارت إيمان أوخير، بأن “هذا الاضطراب يصيب 2 في المئة من الأطفال، نحو العالم بشكل سنوي، وتظهر أعراضه من طريقة حديثهم وتصرفاتهم رفقة الناس، حيث تجدهم يفضلون السكوت خوفا من أحكام الأخرين أو عند الكلام ينطقون بكلمات متبعثرة وغير مفهومة، مع الشعور بالدوار والتعرق واحمرار الوجه والصعوبة بالتواصل عن طريق العين أثناء الحديث المباشر، ما يجعل هذه الفئة من الناس لا يستطيعون بناء علاقات صحية لا على مستوى المحيط الأسري أو الدراسي وحتى العملي، في حالة  تقدم السن دون معالجة هذا المشكل”.

ونصحت الدكتورة إيمان أوخير، “الأباء باستشارة مختصين نفسيين من أجل مساعدة أبنائهم من الخروج من هذه الحالة المرضية الخطيرة، بالإضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضة والمشاركة في الندوات والأعمال المسرحية والفنية، لأن هذه الأنشطة المختلفة تساهم في بناء الشخصية الاجتماعية للطفل، وتخرجه من الشعور السلبي الذي يخزنه داخله ويسيطر على حياته”.

انتقل إلى أعلى