ارتفعت أسعار الغاز بالقارة الأوروبية، بسبب انخفاض التزود بالغاز الروسي، بفعل الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، إذ ارتفعت أسعار هذه المادة الطاقية بشكل صاروخي، ما انعكس بشكل سلبي على القدرة الشرائية للمواطنين الأوروبيين، ووقوع اضطراب في الأسواق العالمية المخصصة للغاز.
وفي هذا السياق، قالت صوفي، مواطنة فرنسية وموظفة في شركة للهندسة، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، بأنها “أصيبت بالذعر، بسبب ارتفاع ثمن فاتورتها من الكهرباء، حيث وصلت التكلفة إلى 330 يورو بينما كانت تدفع قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية 120 يورو شهريا فقط”.
وأضافت صوفي، على أنها “صارت تراقب استهلاكها اليومي من الكهرباء والغاز بشكل دقيق وتبقي حرارة البيت منخفضة، كما أصبحت تبحث عن طرق جديدة لتوفير الطاقة الغير مكلفة، مثل تركيب الألواح الشمسية والزجاج العازل”.
وعلى غرار صوفي، “أصبح الكثير من البلجيكيين والفرنسيين والإيطاليين يدركون أهمية نقص الغاز، الذي أصبحت تعيشه القارة الأوروبية، حيث كان الغاز متوفرا ورخيصا في سنة 2020 ويتراوح سعره بين 20 يورو لكل ميغاواط في الساعة، بينما الأن بسبب الحرب القائمة في أوكرانيا ارتفع إلى حوالي 100 يورو”.
ويقول غراهام فريدمان، محلل في دراسة سوق الغاز، بأنه” لم يشهد قط فترة بهذا الاضطراب، الذي تعيشه الدول الأوروبية بفعل انخفاض مخزونها من الغاز، الذي لن يكفي لسنة 2023 بسبب إقبال المواطنين في ألمانيا على استعماله بكثرة. بسبب برودة الطقس والشتاء”.
ويقول المتحدث نفسه، مؤكدا” رغم تسابق الدول الأوروبية للتزود بالغاز من أمريكا ودول أسيا وإفريقيا، إلا أنه لا يوجد ما يكفي من الغاز في العالم لتعويض الغاز الروسي، لهذا يجب على الأوروبيين أن يتعودوا على استعمال الفحم في التدفئة عند انخفاض درجة الحرارة، وأن يتأقلموا مع ارتفاع أسعار الغاز”.
وتوضح لورا بايج، الخبيرة في قطاع الغاز، لوكالة فرانس بريس، بأنه “كلما كان الشتاء أكثر برودة، سيتعين شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال، وستشتد بالتالي المعركة بين أوروبا والقارة الأسيوية حول التزود بمصادر الطاقة”.
