يقرأ حاليا
تحليل: نبرة معاداة المهاجرين تزداد حدة بأوروبا.. واتساع رقعة أفكار اليمين المتطرف داخل “القارة العجوز”
FR

تحليل: نبرة معاداة المهاجرين تزداد حدة بأوروبا.. واتساع رقعة أفكار اليمين المتطرف داخل “القارة العجوز”

طفا على السطح نقاش قديم/جديد حول دور الأحزاب اليمينية المتطرفة في نشر فتيل الحقد والكراهية داخل المجتمعات الأوروبية، خاصة بعد مقتل 3 أشخاص من الجالية الكردية إثر تعرضهم لإطلاق نار من طرف رجل يبلغ من العمر 69 سنة لدوافع يشتبه أن تكون عنصرية، خاصة وأن الشخص سبق وأن هاجم بالسلاح الأبيض مخيما للمهاجرين في باريس قبل سنة.

 

الحادث ليس الأول من نوعه، بل إن الأحزاب اليمينية المتطرفة أضحت في السنوات الأخيرة تبني حملاتها الانتخابية على معاداة الإسلام والمهاجرين بصفة خاصة، والأغرب هو الشعبية التي حظيت بها هذه الأفكار “المتطرفة”، التي اعتبرها البعض تدعو للعنصرية والكراهية.

وفي هذا السياق، أكد حسن بلوان، محلل سياسي،  في تصريح لـ “نقاش21” أن “وصول اليمين إلى الحكم وتنامي ظاهرة التطرف اليميني في أوروبا أصبح واقعا فرضته مجموعة من التغيرات والتحولات المجتمعية بجميع الدول الأوروبية”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “الانتخابات الأخيرة لمجموعة من الدول الأوروبية، أظهرت أن الأحزاب المتطرفة بدأت تكتسب شعبية كبيرة والذي يميزها معاداة الأجانب خاصة العرب والمسلمين”.

واعتبر بلوان أن “ما حدث في فرنسا مؤسف للغاية ويدخل في هذا السياق”،  مضيفا “الانتخابات الأخيرة استطاع أن يحتل فيها مراتب متقدمة كما أن النتائج داخل البرلمان قلصت من أغلبية الرئيس ايمانويل ماكرون”.

وقال المحلل السياسي إن “الأحزاب اليمينية وجدت في مجموعة من السلوكيات المشينة للأجانب والذين فشلوا في الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية سببا وذريعة لضرب ما تبقى من الأجانب”.

وتابع: “ما وقع للأكراد يدخل في هذا الباب، خاصة مع عدم الاستفادة من هامش الديمقراطية والحرية، بالإضافة إلى عدم الاندماج التام في المجتمعات والمؤسسات الأوربية وهذا أدى إلى ما وقع في باريس”.

وأشار المتحدث إلى أن “ما وقع في باريس ومجموعة من الدول الأخرى يميط اللثام عن حقيقة الديمقراطية الأوروبية التي تدعي الانفتاح على مجموعة من الثقافات والأعراق”.

وأردف المتحدث أن “هناك مجموعة من الأحداث التي أظهرت حقيقة هذه المجتمعات وحقيقة مجموعة من المسؤولين الذين يعانون من عقدة التفوق”.

إقرأ أيضا

“وكمثال نستحضر خطاب المسؤول عن السياسة الخارجية، الذي تحدث على أن أوروبا هي حديقة من العالم المتحضر وما عداها عبارة عن أدغال وتخلف، بالإضافة التعاطي مع المونديال المنظم لأول مرة في دول عربية مسلمة وكيف نظر إليها العالم الغربي وتعاطى معها الإعلام الغربي”، يقول حسن بلوان

وختم المحلل السياسي تصريحه بأن “ما وقع في باريس سيتكرر مع تنامي ظاهرة اليمين المتطرف وما يعرفه المجتمع الأوروبي من تغير جذري”.

جدير بالذكر أن ثلاثة لاعبين من المنتخب الفرنسي ويتعلق الأمر بكل من أوريليان تشاويميني، وكينغسلي كومان، وراندال كولو مواني، تعرضوا لانتقادات واسعة وحملات عنصرية شككت في انتمائهم بعدما ضيع اثنان منهم فرص ضربات الجزاء بينما مواني أضاع فرصة للتسجيل في آخر دقيقة من عمر المباراة، النهائية من مونديال قطر. 

وللإشارة، فقد اندلعت مجموعة من الاحتجاجات من طرف الجالية الكردية وسط العاصمة الفرنسية باريس احتجاجا على مقتل 3 أكراد، مما أدى إلى العديد من الخسائر المادية.

انتقل إلى أعلى