قد يبدو للبعض أن ما حققه المنتخب المغربي في العرس الكروي المقام بقطر يقتصر فقط على مجال كرة القدم، غافلين عما ساهم به أسود الأطلس من خدمات للمملكة، سواء على المستوى السياسي، أو الدبلوماسي أو الاقتصادي، للتحول الساحرة المستديرة إلى قوة ناعمة عززت حضور المملكة واضحت حديث العالم في جل أرجاء المعمور.
حسن بلوان، محلل سياسي، أكد في تصريح لـ “نقاش21”، أن كأس العالم 2022 “جعل ذكر المغرب على كل لسان من المحيط إلى الخليج، بل أكثر من ذلك حيث أن زعماء العالم أشادوا بهذا الإنجاز مما يعطي زخما دبلوماسيا وسياسيا، وثقافيا وكوريا للمغرب الذي سيستثمره على المستوى الاقتصادي والتعاون الدولي والدبلوماسي”.
وأضاف الخبير، أن “أهم شيء أنه روج لسمعة المملكة وثقافتها كما سيروج لمجال كرة القدم المغربية خاصة وأن الأخير يستعد لاستضافة كأس إفريقيا سنة 2025”.
وأوضح المتحدث في تصريحه، أن “مكانة المغرب تعززت دبلوماسيا، وثقافيا على مستوى القارة الإفريقية والعربية، خاصة وأن مباراة يوم أمس تزامنت مع القمة الإفريقية الأمريكية والتي حرص فيها الرئيس الأمريكي على مشاهدة المباراة مع تشجيعه للمنتخب الوطني رفقة مجموعة من الرؤساء والشخصيات السياسية الإفريقية بحضور رئيس الحكومة المغربية الذي يمثل المملكة في هذا المناسبة.
وقال بلوان: “ما حققته مشاركة المغرب في مونديال قطر ستكون له مكاسب متوسطة وبعيدة المدى خاصة إذا استحضرنا مجموعة من الخطط التي قام بها خصوم المملكة المغربية لتدليس سمعتها وعلى سبيل المثال القضية الفلسطينية التي حاولت بعض الجهات المتاجرة بها غير أن المونديال أثبت العكس، بل إن المحفل الكروي وبفضل الأسود استطاع لم شمل العرب”.
وشدد المحلل السياسي على أن “المغرب طور خلال عقد من الزمن عقيدته الدبلوماسية حيث أصبح الحوار والاعتماد على سياسة جنوب – جنوب ورابح – رابح بالإضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لباقي الدول أهم ما يميز هذه السياسة وهي عقائد جديدة انضافت للسياسة الخارجية للمملكة المغربية”.
“ومنذ هذه اللحظة والمغرب يتبنى سياسة القوة الناعمة في التعامل مع دول القارة الأوربية والإفريقية، ليأتي مونديال قطر ويحقق من خلاله المنتخب المغربي مكسب تاريخي ببلوغه نصف نهائيات المونديال ويجعله محط أنظار العالم”، يضيف حسن بلوان.
وتابع: “المغرب سيحسن من سرعة ودينامية تحركاته الدبلوماسية مع محاولة تسويق الرؤية المغربية خاصة على المستوى السياسي والدبلوماسي”.
وختم محمد بلوان، مبرزا أن “كل هذه المتغيرات تصب لصالح قضية المغرب الأولى ألا وهي قضية الصحراء المغربية، كما سيحول المغرب إلى قوة ناعمة لها القدرة على الدفاع عن مصالحها في مختلف دول وقارات العالم”.
