التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع نظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، من جديد للمرة الثالثة في ظرف أسبوع فقط، بالعاصمة الإسبانية مدريد. زيارات مكثفة اعتبرها خبير العلاقات الدولية محمد شقير، على أنها “تأتي من أجل تدارك التأخر في عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين”.
وأكد شقير، أن هذا التأخر “يأتي في سياق التوتر الذي نشب بين الجانبين بعد استضافة أحد مستشفيات إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو وما تلاها من تجاذبات سياسية، انتهت بمساندة السلطات الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والتي طرحها المغرب وعارضتها الجزائر البوليساريو”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “تبادل اللقاءات، والسرعة في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد الأزمة الدبلوماسية، يعزى إلى التحضير للقاء الملك محمد السادس، ورئيس الوزراء الإسباني الذي سبق أن أعلن عنه”، مضيفا أن “الأجندة السياسية لكلا الطرفين تسمح بعقد هذا اللقاء”.
وتابع: “هذه اللقاءات تأتي تحضيرا لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة المقبلة برئاسة رئيس الوزراء لكلا البلدين”.
وأردف شقير، المحلل السياسي، أن هذه الزيارات “مرتبطة بالموقف المعادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية من التقارب الإسباني المغربي، ومحاولة نسفه بكل الوسائل”.
وشدد خبير العلاقات الدولية إلى أن “الطرفان يسعيان إلى احتواء تداعيات ما وقع من أحداث دامية إثر الهجوم الذي قام به المهاجرين الغير نظاميين على مليلية والذي نجم عنه سقوط عدد كبير من الضحايا”.
ومن الملاحظ أن الفترة الأخيرة عرفت تبادلا مكثفا في الزيارات بين وزراء خارجية البلدين، حيث كان أول لقاء بينهما في بمدينة فاس بالمغرب وبعدها تم عقد لقاء بمدينة برشلونة على خلفية احتضان إسبانيا لمنتدى الاتحاد من أجل المتوسط ويعتبر هذا اللقاء المنعقد بمدريد الثالث من نوعه.
