يقرأ حاليا
ارتفاع ظاهرة العنف الزوجي بالمغرب.. أخصائي نفسي: تطور إلى جرائم قتل
FR

ارتفاع ظاهرة العنف الزوجي بالمغرب.. أخصائي نفسي: تطور إلى جرائم قتل

قال عزوز التوسي، أخصائي في علم النفس الاجتماعي، إن “ظاهرة العنف الزوجي، منتشرة في كل ربوع العالم وخاصة في الدول السائرة في طور النمو، من بينها المغرب، إذ أصبحنا نشاهد كل يوم في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام عن تزايد حالات العنف داخل بيت الزوجية، الذي من المفترض أن يكون عش الحب والأمان، وليس حلبة عراك، تنتهي بجريمة قتل بشعة أو عملية انتحار في صفوف الزوجين”.

 

وأكد عزوز التوسي، لـ “نقاش 21”، أن “الدراسات النفسية المتعلقة بهذا المشكل، ركزت على العنف الذي يمارسه الزوج وتغافلت عن العنف الذي يصدر عن الزوجة”، مشيرا الى، أن “العنف الزوجي والأسري هو ظاهرة تفاعلية، ناتجة عن المحيط الاجتماعي الذي نشأ فيه الشخص المعنف أو المعنف”.

وأضاف المتحدث نفسه، أن “الكثير من النساء اصبحوا يطبعون مع العنف الزوجي، بسبب ضعف تقدير الذات والهشاشة النفسية والثقافية التي يستغلها الزوج، من أجل ممارسة هيمنته على الزوجة، من خلال التقليل منها، حيث يشعرها بانها من دونه لا تساوي شيء، ويجعلها تعيش في معزل عن محيطها الخارجي، ما يجعلها تصاب بمجموعة من الامراض النفسية الخطيرة، أبرزها الاكتئاب الحاد وانفصام في الشخصية، ما يدفع الزوجة إلى وضع حد لحياتها أو قتل زوجها”.

وتابع الخبير حديثه، قائلا،” الزوجة التي تظهر رفضها للعنف عندما يمارس عليها في المرة الأولى، وتفرض شخصيتها واحترامها تلك اللحظة، تشعر الزوج بقيمتها وتقديرها لذاتها، ما يجعله يتوقف عن هذه الممارسات الغير المرغوبة، عكس الزوجة التي تطبع مع العنف، تصبح غير مرغوبة والدائرة الأضعف في العلاقة”.

وأشار عزوز التوسي، أن “العديد من النساء اللواتي يتعرضن للعنف، لا يذهبن لمراكز الشرطة للتبليغ، إلا في حالات ناذرة، ما يجعل الزوج المُعنف يستمر في جنوحه، مستشعرا من هذا الفعل رجولته وقوة شخصيته، في حين تجده في محيطة العملي لا يمارس هذا العنف مع أبناء جلدته، و يظهر عن طيبته و صفاء سريرته”.

إقرأ أيضا

وأضاف التوسي، أن “المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية المتمثلة في الفقر والبطالة، ليست دائما هي الأسباب الرئيسة لهذا المشكل، لأن جوهره يكمن في البيئة التي نشأ فيها المعنف، التي تجعله يورث هذا الفعل و قد يورثه الى الاجيال المقبلة”.

وطلب عزوز التوسي، من النساء و الرجال عدم التطبيع مع العنف أو سكوت عنه، لأنه مشكل حقيقي يهدد أجيال بأكملها، وخاصة في عصر الغزو التكنولوجي، كما طلب من الدولة و المجتمع المدني القيام بحملات تحسيسية من اجل توعية الشباب من خطورة العنف الزوجي و تعميم تدريس التربية الجنسية في المدارس.

انتقل إلى أعلى