يقرأ حاليا
تقرير: استراتيجية المغرب للطاقة المتجددة.. رؤية ملكية تُساير التغيرات الدولية وتعزز الأمن الطاقي
FR

تقرير: استراتيجية المغرب للطاقة المتجددة.. رؤية ملكية تُساير التغيرات الدولية وتعزز الأمن الطاقي

قال الخبير الدولي في مجال الطاقة، عبد الصمد ملاوي، إن “المغرب خلال الفترة الأخيرة واجه مجموعة من المتغيرات جعلت من تسريع وتعزيز الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة ضرورة ملحة”. وقد أكد الملك على وجوب الانفتاح على الآفاق الجديدة في تعزيز إنتاج الطاقات المتجددة والرفع من مردوديتها خلال الاجتماع الملكي المنعقد يوم أمس.

 

وحسب الملاوي في تصريح لـ”نقاش 21″، فإن “المغرب كان لا بد أن يعيد النظر في مجموعة من النقاط والخطط الموضوعة على رأس هذه الاستراتيجية، فالمغرب اليوم يقع ضمن سياق جيواستراتيجي متغير سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي”.

وأشار المتحدث ذاته، أن “اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما لها من تداعيات سلبية على أسعار النفط والمحروقات بصفة عامة، كانت لها تأثيرات على السوق المغربية كذلك”.

واعتبر الأستاذ الجامعي أن “غلق أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي شكل هو الآخر عائقا، خاصة وأن المملكة كانت تستفيد هي الأخرى من هذا الخط من خلال التزود بحاجياتها من الطاقة”.

وأشار عبد الصمد ملاوي، إلى  أن “المملكة تربطها مجموعة من التعهدات في مجال الطاقات والمناخ وأهمها خفض نسبة الانبعاثات الغازية. ويعتبر المغرب أول دولة في محيط الاتحاد الأوروبي له اتفاقيات في هذا الشأن”.

“ولكي يحافظ على هذه الشراكة الاستراتيجية ويعزز موقعه لابد أن يستمر في هذه التعهدات، القائمة على أساس  خفض نسبة الغازات الملوثة إلى حوالي النصف في أفق 2030، مع طموح المملكة في أن تحقق الحياد الكربوني، والتخلي عن الطرق التي تؤدي إلى إنتاج الغازات الدفيئة في أفق 2050″، يضيف الخبير الدولي في مجال الطاقة.

وفي معرض حديثه شدد، عبد الصمد ملاوي على أن “مجموعة من القطاعات الاقتصادية داخل البلاد تحتاج للكهرباء، والمغرب يمر من موجة جفاف غير مسبوقة، وبالتالي المملكة لم تعد قادرة على إنتاج الكهرباء المصنع أساسا من مياه السدود كما كان عليه الأمر، في حين أن هذه المياه أضحت موجهة نحور المجال الزراعي بشكل أكبر”.

تظافر كل المعطيات السالفة الذكر، أدى حسب الخبير في مجال الطاقة، إلى “ضرورة تقييم وتوجيه وتعزيز الاستراتيجية الوطنية الطاقية ليحافظ المغرب على هذا المنحى التصاعدي”.

وتابع: “المغرب يستعد من الآن، إلى العقدين المقبلين حيث سيصبح للمملكة توجه واضح نحو إنتاج الطاقات الخضراء والاعتماد عليها في إنتاج الكهرباء وتحريك مجموعة من القطاعات الاقتصادية”.

إقرأ أيضا

وأبرز المتحدث ذاته، أن “المغرب في الآونة الأخيرة تموقع ضمن البلدان المصنعة للطاقات النظيفة، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري أو العالمي”.

وفي سؤال حول تحقيق المملكة لأمنها الطاقي أكد الأستاذ الجامعي، على أن المغرب توجه “نحو إبرام مجموعة من الشراكات مع مجموعة من الدول الإفريقية والعالمية وأهمها مشروع أنبوب غاز نيجيريا المغرب والذي سيستعمله في إنتاج الكهرباء الذي يعد المحرك الأول للاقتصاد”.

وأضاف ملاوي، “أن المغرب استغل قربه الجغرافي من القارة الأوروبية ووقع مجموعة من الشراكات، كمشروع “إمو” الذي مكن البلاد من الحصول على الطاقة بأثمان منخفضة”.

جدير بالذكر أن الملك محمد السادس ترأس يوم أمس الثلاثاء، جلسة عمل خصصت لتطوير الطاقات المتجددة والآفاق الجديدة في هذا المجال، لا سيما ما يتعلق برفع حصة هذه الطاقات إلى أزيد من 52 بالمائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030.

انتقل إلى أعلى