في ظل استمرار مسلسل تزايد الانتصارات الدبلوماسية والاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، و تزايد الإشادة بالحكم الذاتي كخيار وحيد وأساس صلب لحل هذا النزاع المفتعل، يسعى المغرب لترسيخ منظوره المتكامل والذي يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.
وهو الأمر الذي أكده الخطاب الملكي، حسب الأكاديمي والمحلل السياسي، عتيق السعيد، إذ رسخ توجه المملكة في الدفاع عن مغربية الصحراء، في إطار منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة، مبرزا أن “الصحراء المغربية، وبعد 47 عاما على ملحمة المسيرة الخضراء، ما زالت تواصل بعزيمة وإصرار المضي قدما في تنفيذ مسيرات متواصلة بهدف تكريم المواطن المغربي، خاصة في هذه المناطق الجنوبية، وذلك من خلال مواصلة النهوض بالمجال الاقتصادي، ودعمه بمشاريع التنمية البشرية بغية صيانة كرامة أبناء الصحراء، وخاصة الأجيال الصاعدة، وتعميق حبهم وارتباطهم بوطنهم”.
وسجل غتيق السعيد، الخبير في العلاقات الدولية، أن الخطاب السامي دعا، في هذا الإطار، القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، وذلك بما يسهم في تيسير فتح آفاق جديدة تعزز من سبل النماء والرخاء، وتحقق كل مقومات الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.
وأبرز السعيد أن الملك أكد على أن “الصحراء المغربية عبر التاريخ الطويل تعد صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية بين المغرب وعمقه الإفريقي، ما يحفز على السعي الدائم من خلال العمل التنموي المنتج للازدهار الاجتماعي والاقتصادي، وترسيخ هذا الدور التاريخي وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل، بما يخدم كل شعوب القارة الإفريقية، التي يحرص المغرب بقيادة جلالة الملك على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة وينسجم مع طبيعة العلاقات المتميزة، التي تجمع المغرب، بدولها الشقيقة”.
