يقرأ حاليا
بوريطة يحدد شروط نجاح القمة العربية بالجزائر.. ويكشف توجيهات الملك
FR

بوريطة يحدد شروط نجاح القمة العربية بالجزائر.. ويكشف توجيهات الملك

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن القمة العربية بالجزائر، ستنجح إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية، وتجاوزنا الاستفزازات التي لا حاجة منها، وإذا البلد المضيف تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو الأعراف وإذا كان هناك تلاعب بكل القواعد فبالتأكيد سيكون هناك فشل”.

 

وقال  الدبلوماسي المغربي في حوار له مع “سبوتنيك عربي” إن  “المغرب ينظر إلى القمة العربية كحدث مهم، لكنها ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما محطة لإعطاء الزخم للعمل العربي، وسنكون مخطئين إذا اختزلنا العمل العربي في القمم فقط”.

وأوضح بوريطة أن “ما يجب القيام به، هو استغلال الزخم الذي توفره القمة للعمل في فترة ما بين القمم، وهذا هو الأساس. لا نتفق مع من يقول إن القمة تنعقد بعد فترة غياب. نعم كانت فترة غياب في عقد القمم، لكن من الخطأ أن يكون غياب في العمل العربي المشترك. وفعلا، كانت هناك تحديات لم نواجهها، واليوم، إذا تساءلنا عن سبب غياب مواجهة الدول العربية لـ”كوفيد 19″، أو مواجهة قضية الأمن الغذائي، فلن نجد إجابات، وهذا يحتاج تفاهما وتطويرا للرؤية، أو كما يقول الملك “الدبلوماسية هي مسألة وضوح وطموح”. 

وتابع بوريطة في رد له على وجود إشكالية داخل غرفة الاجتماع المغلقة بين المغرب والجزائر، وما الذي تم تجاوزه الآن بين الوفدين: “وإذا اتفقنا أن هذه قمة جامعة الدول العربية، ولها قواعدها وشروطها، فهناك مسؤوليات وحقوق بالنسبة للدولة المضيفة والبلدان المدعوة، وكل يجب أن يحترم دوره وغيره، وهذا هو المنطلق الخاص بالمغرب”.

وأضاف الوزير أن “المغرب ساهم بشكل إيجابي، في اجتماعات كبار الموظفين والمندوبين الدائمين، لإثراء القرارات والعمل على الخروج بنتائج مفيدة، واستمر بهذا المنطق، لأن تعليمات الملك أن نشارك بشكل بناء. لكن إذا كان هناك خروج عن إطار المسؤوليات، فواجب المملكة هو أن تنبه إلى ذلك، وأن ترجع الأمور إلى نصابها، وهذا ما حدث، وفي كل مرة، عند الخروج عن المسار، تذكر بأنه يجب الرجوع إلى المسار الصحيح”.

وبخصوص توجيهات الملك محمد السادس بخصوص الرؤى الخاصة بالمغرب في هذه القمة، فأكد بوريطة أنها “توجيهات واضحة”، موضحا: “تعتبر القضية الفلسطينية ذات أهمية. فمن منطلق رئاسته لمجموعة القدس، يعطي الملك هذا الملف مكانة خاصة. كما ساهم الوفد المغربي، بشكل نشيط وبناء، في إثراء القرارات حول هذه المسألة.

إقرأ أيضا

وتابع أن “المغرب ناقش النقطة الثانية المتعلقة بالملفات الاقتصادية، في إطار اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي خرج ببعض الاقتراحات حول التعامل مع القارة الإفريقية والاستراتيجية الغذائية. أيضا المغرب لديه اهتمام خاص بالملف الليبي وكذا اليمني، ويركز على مواجهة التحديات واحترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها الوطنية، وتقوية أجهزة البلدان العربية كضرورة لمواجهة التحديات”.

من جهة أخرى، لفت بوريطة إلى “حساسية التوقيت الذي تنعقد فيه القمة العربية التي تأجلت لأكثر من عامين، بسبب الجائحة”؛ حيث أكد أن “السياق الإقليمي والدولي صعب جدا، ويشمل ما هو مزمن وحاد، وعلى رأسه القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي المحتلة، وكذلك للأماكن المقدسة في مدينة القدس وغيرها، فضلا عن الظروف الصعبة في دول عربية أخرى؛ مثل ليبيا واليمن والعراق وسوريا والسودان والصومال.. واللائحة طويلة، بالإضافة إلى المستجدات الدولية؛ حيث توجد حالة من الاستقطاب الحاد”.

وأبرز بوريطة أنه “في الحقيقة، الواقع الدولي يشهد أزمات متعددة في جوانب مختلفة؛ بيئية وسياسية وأمنية وغيرها. وأيضا تنتظر وتتساءل الشعوب العربية، والأجيال الجديدة في العالم العربي، حول مخرجات القمة العربية”.

انتقل إلى أعلى