أكد فاعلون في القطاع الصحي أن تثمين الموارد البشرية يعد محورا أساسيا ضمن عملية إعادة تأهيل المنظومة الصحية.
وشدد هؤلاء الفاعلون، في حوار مع الوكالة الرسمية “لاماب” على هامش اليوم الدراسي المنظم حول ” إعادة هيكلة وإصلاح المنظومة الصحية ” من قبل فيدرالية الأطباء العامون لجهة الرباط -سلا -القنيطرة بشراكة مع الفيدرالية الوطنية للأطباء الممارسين ، على الانخراط من أجل إنجاح هذا الورش اعتبارا لكون الأطر البشرية الصحية تعد فاعلا أساسيا في المنظومة الصحية.
وفي هذا الصدد، أكدت العزيزي فاطمة، طبيبة عامة بالقطاع الخاص، ورئيسة الفدرالية المغربية للأطباء الممارسين، على أن إعادة تأهيل المنظومة الصحية يتوخى توفير الشروط الملائمة للممارسة وتأهيل المراكز الطبية والمستشفيات، وكل ما يتعلق بالموارد البشرية، خاصة وأن مجموعة من المناطق النائية تعرف خصاصا على مستوى الأطر الصحية، إضافة إلى الموارد المالية من خلال توفير الأدوية والأدوات الطبية وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية.
وتابعت أنه ” وجب التركيز على المسار الطبي باعتباره أحد النقاط الأساسية التي تأخذ الحيز الكبير في إعادة تأهيل المنظومة الصحية “، مسجلة وجود ترابط بين المنظومة الصحية والحماية الاجتماعية كون توفير المناخ العام لتطبيق هذه المنظومة الصحية بالشكل الصحيح سيخول استشفاء بشكل أفضل.
وأضافت أنه ” من الجيد أن المنظومة الصحية تخول للحاصلين على بطاقة الراميد للمساعدة الطبية، الاستفادة من الاستشفاء بالقطاع الخاص، دون أن يبقى هناك فرق بين القطاعين، وبالتالي تحقيق نوع من العدالة الاستشفائية “.
ومن جهته، أبرز رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، بوبكري محمدين، أن المنظومة الصحية تقوم على أربعة مرتكزات أساسية، التي تتجلى في تعميم أرضية العلاجات على التراب الوطني من خلال خلق مجموعات صحية ترابية، وتقديم تحفيز للموارد البشرية، وإعطاء دور للحكامة، من خلال خلق مؤسسات الحكامة، إضافة إلى إخراج المنظومة الصحية من الوضعية الحالية إلى عالم الرقمنة.
ولفت إلى أن إنجاح القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية يفرض التفكير في إشراك المواطنين والفاعلين سواء في القطاع الخاص أو العام، والشركاء الاجتماعيين والسياسيين، والنقابات والجمعيات العاملة بالقطاع الطبي بصنفيه.
وحول كيفية مساهمة تعزيز الرأسمال البشري الصحي في إصلاح المنظومة الصحية، شدد عزالدين الݣميري رئيس فيدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط -سلا- القنيطرة، على أهمية العنصر البشري ضمن المنظومة الصحية، لافتا إلى أنه ” لا يمكن أن تكون هناك منظومة صحية فعالة بدون عنصر بشري”
وأضاف أن وجود عنصر بشري مؤهل يعد ركيزة أساسية داخل المنظومة الصحية، ” كون التغيير مرتبط بهذا العنصر الفعال “، معتبرا أنه ” بوجود حكامة جيدة وإرساء سياسية صحية مستقبلية وبعيدة المدى، تصبح التغييرات تدريجية من أجل بلوغ الغاية من مشروع القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية “.
يشار إلى أن اللقاء الدراسي حول ” “إعادة هيكلة وإصلاح المنظومة الصحية “، المنظم يوم الأحد الفائت، يأتي في إطار الدورة الخريفية الرابعة لفيدرالية الأطباء بالجهة والتي تتمحور حول موضوع تأهيل وإصلاح المنظومة الصحية بالمغرب والهادفة إلى الإنخراط الفعلي في الورش الملكي المتعلق بإعادة تأهيل المنظومة الصحية بالمملكة
