يقرأ حاليا
مواقف الدول الداعمة لمغربية الصحراء.. هل تملك المملكة “ضمانات” الحفاظ على ثباتها؟
FR

مواقف الدول الداعمة لمغربية الصحراء.. هل تملك المملكة “ضمانات” الحفاظ على ثباتها؟

الصحراء المغربية

تتوالى المواقف المؤيدة للمملكة المغربية في قضيتها الوطنية المتعلقة بوحدتها الترابية، ولعل آخرها كان الموقف التاريخي لجمهورية كينيا، التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو الوهمية، وتتبنى في المقابل موقفا محايدا شكل “صفعة” للبوليساريو وصنيعتها الجزائر.

 

دبلوماسية المملكة أضحت أكثر تحركا في اتجاه كسب مواقف مؤيدة لصالح الرباط، ودفع الدول الشريكة للخروج من مواقفها الرمادية والاصطفاف إلى جانب الطرح المغربي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء والإقرار بالحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع.

مكاسب كثيرة هي التي حظيت بها المملكة، فمجموعة من الدول الإفريقية أصبحت تقر بمغربية الصحراء، حتى الأكثر تشددا منهم دخلوا على الأقل إلى منطقة الحياد. لكن  السؤال الذي يطرح نفسه هو ما مدى ثبات هذه المواقف مع مرور الوقت وتغير الرؤساء. وهل للمغرب ضمانات لاستمرار هذه المواقف؟

في هذا السياق أكد خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح هاتفي لـ “نقاش21” أن “أنظمة دول العالم الثالث تتميز بعدم الاستقرار مما يزيد من احتمالية تغير مواقفها في مجموعة من القضايا خاصة مع تغير الرؤساء، سواء من خلال الانقلابات العسكرية أو الانتخابات الرئاسية”.

وأشار شقير إلى أنه “يجب التمييز بين فترتين فيما يتعلق بالدول الإفريقية. فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، التي تتميز بانعدام الاستقرار السياسي، والتي تميزت بوجود العديد من الانقلابات العسكرية. لكن منذ الألفية بدأت تعرف معظم الدول نوعا من الاستقرار، حيث أصبحت الانتخابات هي الفيصل في صعود الرؤساء”.

المواقف التي سجلت لصالح المملكة حسب المحلل “ستبقى مستقرة، بخلاف المواقف السابقة التي كانت لرؤساء سابقين، والتي تميزت بتدخل العديد من المؤثرات بما في ذلك توزيع الأموال، التي كانت تعد سياسة ممنهجة من طرف النظام الجزائري الهادف إلى حشد مواقف لصالحه”.

مراحل تم تجاوزها، كما أن السياسة الخارجية المغربية أضحت تعتمد على أسس جديدة، يقول شقير موضحا “من بينها تغليب المصالح الاقتصادية على باقي المصالح، مما جعل مجموعة من الدول الإفريقية تناصر الموقف المغربي، على اعتبار أنه يبقى منطقي. فهو معروض على المنتظم الأممي الذي لم يقر بموقف من هذا النزاع، لكنه اعتبر مبادرة الحكم الذاتي الحل الأكثر واقعية ومصداقية”.  

واعتبر المتحدث ذاته، أن “هذه المعايير أساسية لثبات مواقف الدول الإفريقية. ومن بين المتغيرات الأساسية التي طرأت على هذا المستوى هو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.

موقف بالنسبة لخبير العلاقات الدولية “غير الكثير من المواقف سواء الإفريقية أو غيرها، وجعل الرؤساء يتبنون الموقف الأمريكي بأي شكل من الأشكال وربما الموقف الكيني خير مثال”.

“ومن بين أهم المؤشرات الدالة على ثبات المواقف تجاه القضية الوطنية هو تدشين قنصليات في الأقاليم الجنوبية، مما عزز الموقف المغربي، وجعل من الصعب التراجع، رغم ما تنهجه الدبلوماسية الجزائرية من أجل التأثير عليها”، يقول شقير.

إقرأ أيضا

وتابع المصدر نفسه في حديثه مع “نقاش21”، أن “الدول الأوربية أكثر ثبات في مواقفها بالنظر لعدم وجود مؤثرات يمكنها التأثير على موقفها. ومن المعروف أن الأنظمة الأوروبية تقوم على أسس أكثر وضوحا، وسياستها الخارجية تقوم على أساس المصالح المشتركة”.

كل هذه المعطيات تجعل المواقف الأوروبية أكثر ثبات من المواقف الأفريقية، فالمتغير الأساسي الذي أدى إلى تغيير مواقفها هو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وشدد محمد شقير، على أن “الدول الأوربية تعتبر أن مصالحها مع مغرب قوي، مغرب يتحول بشكل من الأشكال إلى قوة إقليمية ناهيك عن الشراكات الجامعة بين المملكة وهذه الدول، على مجموعة من الأصعدة سواء السياسية، الاقتصادية، التنموية أهم بكثير، ويصعب جدا التضحية بها من أجل كيان وهمي لا يتوفر على مقومات الدولة.

وأقر خبير العلاقات الدولية على أنه “سواء مواقف الدول الإفريقية أو الأوربية، تعتبر أن حل نزاع الصحراء الذي طال أمده لن يكون إلا في إطار المبادرة المغربية”.

وفي ختام تصريحه، أكد على أن “المملكة تعتبر بوابة لإفريقيا، وقيام دولة قوية في هذه المنطقة هو مكسب، ويمثل عامل استقرار للمنطقة، سواء تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب، أو الاتجار بالبشر أو المخدرات”. كما أن السياسة المغربية القائمة على رابح-رابح تضمن استقرار مواقف معظم الدول، إلا في حالات نادرة وهذه الحالات لا يقاس عليها.

انتقل إلى أعلى