يقرأ حاليا
“دبلوماسية القنصليات”.. استراتيجية عززت شرعية الصحراء المغربية
FR

“دبلوماسية القنصليات”.. استراتيجية عززت شرعية الصحراء المغربية

يتواصل مسلسل فتح القنصليات بالصحراء المغربية، ولعل قرار جمهورية تشاد بفتح قنصلية عامة لها بالداخلة آخرها. زخم دبلوماسي منقطع النظير يعزز سيادة المملكة على الإقليم، ويكسبها دعما إقليمياً ودولياً يجعل من طرح الحكم الذاتي أكثر صلابة وقوة.

 

في هذا السياق، أكد المحلل السياسي، حسن بلوان، في تصريح لـ “نقاش21” أن افتتاح مجموعة من القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة يشكل “أهم النجاحات التي طبعت الدبلوماسية المغربية خلال السنتين الأخيرتين”.

خطوة مهمة تأتي حسب المتدخل لتؤكد “الحقوق التاريخية والقانونية المشروعة للمملكة المغربية، كما أنها تأتي في ظل اتساع دائرة الدول المعترفة بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية ومساندته المطلقة في وحدته الترابية”.

“إن فتح أغلب الدول الإفريقية لقنصليات في مدينتي العيون والداخلة، يؤكد بلوان أنه “لا يخلو من إشارات رمزية ودلالات قانونية تعترف بمغربية الصحراء، وهو ما يعكس تزايد الثقل المغربي داخل القارة، وفي المقابل انحسار الفكر الانفصالي المدعوم جزائريا”.

دبلوماسية ينهجها المغرب متمثلة في افتتاح قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تعزز سيادتها على المنطقة. طرح يؤكده القانون الدولي خاصة اتفاقية جنيف 1963، التي تعتبر أن فتح قنصلية في بلد ما يعد إقرارا بسيادته على أقاليمه المدرجة ضمن حدوده السياسية. كما أن مفهوم السيادة الخارجية لا يمكن تزكيته إلا من خلال اعتراف المجتمع الدولي، الذي يتزايد لصالح الرباط.

رجوع المغرب إلى بيته الإفريقي شكل قرارا مهما في سياسة المملكة، فمنذ ذلك الحين”، حسب حسن بلوان، “وضع نصب عينيه أهدافا استراتيجية تتمثل في زيادة التعاون الثنائي مع الدول الإفريقية، ثم إعادة إحياء مؤسسات الاتحاد الإفريقي والدفاع عن القضايا العادلة للقارة السمراء”.

“ناهيك عن محاصرة الفكر الانفصالي في أروقة الاتحاد وصولا إلى طرد هذا الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي الذي دخل خلسة وغدرا وفق سياقات معينة، وساهم داعموه في تقسيم القارة الإفريقية وعرقلة وحدتها، وتكامل تنميتها الشاملة”، يقول المحلل.

استراتيجية فتح القنصليات الإفريقية في الصحراء المغربية، يوضح المحلل السياسي، بلوان، “أنها جاءت إطار استكمال خطوات المرحلة الأولى من الإستراتيجية المغربية لحسم هذا النزاع المفتعل إفريقيا، وصولا إلى طرد الكيان الهلامي من مؤسسات الإتحاد”.

إقرأ أيضا

وأكد المتحدث ذاته، في تصريحه أن المغرب ضمن “حياد مجموعة من الدول الإفريقية التي كانت داعمة للموقف الجزائري وأصبحت تتبنى الحياد في الملف”.

وبالتالي اكتمال النصاب لحسم هذه المعركة يقول المحلل “بات قاب قوسين أو أدني، والأكيد أن نجاح المغرب في حسم النزاع إفريقيا كفيل لحسمه في باقي القارات الأخرى التي تعرف هي أيضا اتساع دائرة التأييد المغربي في وحدته الترابية”.

وجذير بالذكر أن المغرب نجح إلى حد بعيد في هذه الدينامية خاصة مع استحضار أن نصف الدول الإفريقية الأعضاء تعترف بمغربية الصحراء عمليا وواقعيا من خلال هذه التمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة.

انتقل إلى أعلى