يقرأ حاليا
تحليل: خطاب ملكي يدعو لقطع الطريق على مشعلي الفِتن وفتح صفحة جديدة مع الجزائر
FR

تحليل: خطاب ملكي يدعو لقطع الطريق على مشعلي الفِتن وفتح صفحة جديدة مع الجزائر

أكد حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، أن الخطاب الملكي لهذه السنة بمناسبة عيد العرش المجيد، جاء مُختلفاً وجريئاً مُخالفا كل التوقعات، خاصة وأنه يأتي في ظرفية وطنية مليئة بتحديات إقليمية متقلبة، ودولية مضطربة، وهذا ما لامسه الخطاب الملكي بكل شجاعة ومصداقية خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع الأشقاء في الجزائر، حيث جدد الدعوة لبناء علاقات جديدة خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين.

 

وأوضح بلوان، المحلل السياسي، في تصريح خص به “نقاش 21″؛ أن “الخطاب الملكي كان شجاعا وجريئا من خلال العودة مرة أخرى الى دعوة الجزائر على أعلى مستوى لطي صفحة الخلاف المفتعل، حيث توجه مباشرة الى الرئاسة الجزائرية لبداية عهد جديد من التعاون والتٱزر المثمر بين البلدين، خاصة وان القواسم المشتركة بين الشعبية قوية الى حد التلاحم وان الحدود بين الشعبين لا يمكن أن تلغي الاخوة والروابط العائلية بين الأشقاء المغاربة والجزائريين”.

” فهي دعوة صادقة اخرى ويد ممدودة من العاهل المغربي للاشقاء في الجزائر من أجل التعاون ورأب الصدع وتجاوز مخلفات الماضي، كما دعا المغاربة الى مواصلة حسن الجوار والحفاظ على الحس الاخوي اتجاه اشقائهم الجزائريين”، يضيف بلوان.

وأشار بلوان في حديثه؛ إلى أن” العاهل المغربي استغل مناسبة عيد العرش مرة أخرى ليؤكد أن المغاربة سند للجزائر ولا يمكن الا أن يكونوا إلى جانبهم في جميع التحديات المشتركة، وأن هناك جهات مشبوهة تحاول دائما إثارة نار الفتنة بين الشعبين والبلدين ولا يمكن السماح بالإساءة الى الجزائر وشعبها ومؤسساتها، لذلك أكد جلالة الملك أنه حريص كل الحرص للخروج من هذا الوضع الذي لا يخدم مصالح الشعبين الشقيقين”.

تصور استراتيجي

من جهته، اعتبر محمد شقير، المتخصص في العلاقات الدولية، ان خطاب الملك بمناسبة عيد العرش الذي خصص فقرته الأخيرة لمناشدة الرئاسة الجزائرية، من أجل إذابة الجليد بين البلدين وتوقيف شد الحبل بين الدولتين لا يعتبر خطابا للاستهلاك الداخلي او الخارجي بل هو ينبثق عن تصور استراتيجي للدبلوماسية الملكية؛ حيث أن الملك منذ توليه العرش قام بزيارة رسمية إلى الجزائر على أساس اعتبارها ضمن جوار المغرب جغرافيا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا على غرار إسبانيا التي تعتبر ضمن هذا الجوار الجغرافي”.

” كما أن تطبيع العلاقات مع الجزائر، يؤكد شقير، في تصريح هاتفي لـ“نقاش 21”، على أنه” يدخل ضمن مكونات الدبلوماسية الافريقيةالملكية، والتي خصص لها العاهل المغربي حيزا مهما في اطروحته الجامعية، حيث تعتبر الجزائر أحد مقومات انفتاح المغرب على منطقته المغاربية والعربية فهي رؤيته الشرقية نحو المشرق العربي” .

“وبالتالي فإن سياسة اليد الممدودة التي ينتهجها العاهل المغربي تقوم على مرجعية جيو استراتيجية وفي نفس الوقت على أسس سياسية تتمثل في تطوير قواته العسكرية وعقد تحالفات اقليمية ودولية اي أنها هذه اليد الممدودة هي ممدودة من موقع قوة وليس من موقع ضعف” يقول شقير .

وختم شقير، مشيرا إلى أن هذه السياسة هي نوع من إحراج النظام الجزائري، الذي جعل من المغرب عدوا استراتيجيا في عقيدته العسكرية والسياسية، وواجه كل المبادرات الملكية إلى التفاهم والقطيعة، واستعداء المغرب إعلاميا وسياسيا، الشيء الذي رد فيه العاهل المغربي من خلال هذا الخطاب بأن المغرب لا يشكل خطرا بالنسبة للشعب الجزائري؛ محذرا من أن هذه الحرب الإعلامية التي تقوم بها بعض الجهات سواء بالجزائر أو المغرب قد تؤدي إلى إشعال الفتنة بين شعبين شقيقين تجمع بينهما روابط تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة ومتطورة”.

الخطاب الملكي.. العلاقة مع الجارة الجزائر

وجاء في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش: الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا، حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما.

بل نريدها أن تكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى.

إقرأ أيضا

وبهذه المناسبة، أهيب بالمغاربة، لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين؛ الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كل الظروف والأحوال.

أما فيما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين.

وإن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا.

وبالنسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين.

وإننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.

انتقل إلى أعلى