يقرأ حاليا
مناورات الأسد الأفريقي.. شوكة في حلق خصوم المملكة ومحاولات جيمس إنهوف باءت بالفشل
FR

مناورات الأسد الأفريقي.. شوكة في حلق خصوم المملكة ومحاولات جيمس إنهوف باءت بالفشل

يبدو أن إحداث مناورات الأسد الأفريقي بالمملكة المغربية أمر أضحى يشكل “إزعاجا” للسيناتور الأمريكي، جيمس إنهوف، المعروف بدعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية، بعد أن طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم تنظيم النسخة القادمة من مناورات الأسد الأفريقي بالمملكة المغربية.

وعلل إنهوف، الذي يعتبر “لوبي ضغط أمريكي” ممول من طرف الجزائر، طلبه هذا بأن المغرب يضع مجموعة من “العراقيل” في طريق التوصل إلى حل يخص ملف الصحراء المغربية.

الرد لم يتأخر كثيرا قبل أن يؤكد الجنرال الأمريكي، ستيفن تاونسند، أنه من الصعب إيجاد مضيف جديد للنسخة المقبلة من مناورات الأسد الأفريقي يحل محل المملكة المغربية، التي تعتبر شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية.

أمر يضع العديد من التساؤلات حول ما تتميز به المملكة المغربية من مميزات تجعلها قادرة على تحمل مسؤولية استضافة هذا الحدث دون غيرها، علاوة على الأسباب الكامنة وراء تخوف خصوم المملكة من استمرار هذه التدريبات فوق الأراضي المغربية، تساؤلات وأخرى نقلناها لخبراء “نقاش21” للإجابة عنها.

أكد المحلل السياسي، حسن بلوان، مجيبا عن إمكانية تغيير مكان مناورات الأسد الأفريقي أنه أمر “غير وارد من الناحية السياسية أو العسكرية وكذلك التقنية. فهذه المناورات العسكرية تعكس التحالف السياسي الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، كما أن هذه المناورات راكمت رصيدا مهما بين الجيوش المشاركة من مختلف مناطق العالم، بالإضافة إلى أن الأماكن التي تتم فيها تستجيب من الناحية التقنية لحاجيات المناورات الأضخم في القارة الأفريقية.”  

وأضاف المتحدث موضحا لـ”نقاش21″ أنه لكل هذه الأسباب لا يمكن أن تضحي الولايات المتحدة الأمريكية بمناورات الأسد الإفريقي وتنقلها من المغرب، الذي يتمتع ببنيات تحتية مهمة ويتوفر على جيش قوي بالإضافة إلى أجواء الاستقرار المضمونة.

بدوره أقر الخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريحه لجريدة “نقاش21” أن “تغيير مكان قيام مناورات الأسد الإفريقي أمر صعب، على اعتبار أن هذه هي النسخة 18 لهذه المناورات. وبالتالي اقترابها من إتمام العقدين على انطلاقها، بالإضافة إلى هذا فالمغرب تم اختياره لتنظيم هذا الحدث لاعتبارات جيو سياسية وجيو عسكرية”.

وأوضح المتحدث في معرض حديثه أن “المغرب قوة إقليمية تتوفر على العديد من المقومات التي تسمح له بتنظيم هذه المناورات. فالأراضي التي تجري فوقها هذه المناورات تتميز بمجموعة من المميزات سواء برية، بحرية، أو جوية. علاوة على العمق الصحراوي الذي يتوفر عليه البلد والذي يتقاطع ومسرح العمليات التي من الممكن أن تتدخل فيه القوات الأمريكية وغيرها من الجيوش الحليفة، وبالتالي فاختيار المغرب لم يكن فقط لصدفة سياسية أو لاعتبارات ظرفية”.

بالإضافة على ذلك فإن ما شهدته العلاقات المغربية الأمريكية من تقارب في السنوات القليلة الماضية خاصة بعد عقد اتفاقية أبراهام، عامل ينضاف لعوامل أخرى ويجعل من الصعب إلغاء الاتفاق بجرة قلم، بل إن القرار يتخذ من طرف المؤسسات العليا داخل البلد. 

إقرأ أيضا

ولعل هذا ما أكده المسؤول العسكري الأمريكي ستيفن تاونسند بقوله “المغرب كان مضيفا رائعا”، مضيفا أن للمغرب قدرات هائلة على استقبال المناورات، مؤكدا أن لها “قدرات عسكرية عالية جدا بالإضافة إلى البنيات التحتية وميادين الرماية.. إنه مضيف رائع”.

وأردف المحلل السياسي، حسن بلوان، مجيبا عن تساؤلات “نقاش21” أن “ما يغيض الجزائر أكثر هو إدخال منطقة المحبس لتشملها المناورات خلال النسختين الأخيرتين. وما يخيفها من استمرار هذه المناورات هو المكاسب السياسية والعسكرية والأمنية التي يحققها المغرب وقواته المسلحة من خلال التدريب على تقنيات الحروب الذكية والاتفاقيات العسكرية والأمنية التي توقع على هامشها، بالإضافة إلى تأييد الدول المشاركة فيها لمغربية الصحراء. لذلك جن جنون الجزائر وحركت بيادقها المأجورين إعلاميا وسياسيا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.

وتجدر الإشارة إلى أن مناورات الأسد الأفريقي أجريت فوق الأراضي المغربية خلال هذه السنة في الفترة الممتدة ما بين 20 إلى 30 يونيو بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وقد جرت في كل من القنيطرة، أكادير، المحبس، طانطان وتارودانت، بمشاركة فرق عسكرية تمثل 18 دولة بحوالي 7 آلاف و500 جندي من مختلف القوى المشاركة.

انتقل إلى أعلى