كرد على إسبانيا التي قررت في وقت سابق تزويد المغرب بالغاز الطبيعي، أعلنت الجزائر، يوم أمس الأحد 3 يوليوز 2022، أنها ستقوم بمراجعة اتفاقيات الغاز مع إسبانيا، مع تحديد أثمنة جديدة.
الجزائر تستغل الغاز كورقة ضغط على إسبانيا، بعد موقف الأخيرة من الصحراء المغربية، والتي أعلنت أنها تدعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي، إذ أكد رئيس مجلس إدارة شركة “سونطراك” الجزائرية توفيق حكار، أن “الشركة ستراجع أسعار الغاز مع اسبانيا، مستغلة بذلك الأزمة التي خلفتها الحرب الروسية و الأوكرانية.
وهدد توفيق حكار في ندوة صحافية، كل من يقوم ببيع الغاز الجزائري لدول أخرى بتوقيف التوريد، مشيرا إلى أنه يجب أن تستفيد الجزائر من ذلك” في إشارة لإسبانيا التي بدأت بتزويد المغرب”.
و أضاف المتحدث، أن هناك بنودا في عقود التزويد بالغاز تؤكد على ضرورة الموافقة من شركة سونطراك على إمكانية بيع الغاز إلى وجهة أخرى مشيرا في ذلك إلى المغرب.
وقد سبق أن أكدت شركة “إيناجاس” الإسبانية، التي تزود المغرب بالغاز عبر خط الأنبوب المغاربي-الأوروبي، أن “عملية التصدير تضمن أن هذا الغاز ليس من أصل جزائري”.
وقررت الجزائر السنة الماضية، عدم تجديد الاتفاق القاضي بتصدير الغاز من الجزائر إلى إسبانيا مرورا بالأراضي المغربية عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، مما أوقف إمدادات المغرب من هذه المادة الحيوية، خاصة مع تدهور العلاقات بين البلدين والتي صلت إلى حدود القطيعة الديبلوماسية.
و تجدر الإشارة، إلى أن هذه الضغوطات التي يمارسها النظام العسكري الجزائري على اسبانيا، تأتي في سياق الأزمة السياسية والديبلوماسية التي تفاقمت بين البلدين بسبب دعم اقتراح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب بشأن قضية الصحراء المغربية.
وللاستغناء عن الغاز الجزائري والروسي، قامت إسبانية، بالبحث حول إمكانية استراد الغاز القطري، وذلك خلال زيارة أمير قطر إلى البلاد، إذ أوضحت حكومة سانشيز أنها تبحث عن بناء “تحالف استراتيجي” حسب ما جاء في وسائل اعلام اسبانية.
وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية في تصريح لـ“نقاش21” إن “الجانب الإسباني فطن إلى هذه الضغوط والمناورات، التي تمارسها الجزائر، لذلك حاول منذ شهر أبريل أن ينوع مصادر الغاز الطبيعي سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من شركاء جدد خاصة قطر.
ضغط الغاز الجزائري
قال بلوان المتخصص في تحليل العلاقات الدولية، إن “قطر لاعب دولي جديد في ما يتعلق بالطاقة، مشيرا إلى أن “زيارة أمير قطر إلى مدريد يثبت هذه الاستراتيجية الجديدة التي تخدم بشكل أو بآخر القضية المغربية على اعتبار أن أوروبا لا تريد أن تعزل ورقة الغاز الروسية بضغوط أخرى لحليف روسي آخر خاصة الجزائر”.
إإذن منذ أبريل وإسبانيا تحاول أن تخفف من ضغط الغاز الجزائري، الذي تراجعت مقتنياته بطريقة كبيرة والاعتماد أكثر على الغاز الأمريكي والغاز القطري، يضيف بلوان مشيرا إلى أن “بالنسبة للغاز القطري ستستفيد منه إسبانيا ويستفيد منه المغرب على اعتبار أنه دخل إلى سوق الطاقة العالمي، إذ سيستفيد من الخط المعكوس لأنبوب الغاز “المغرب العربي”.
