يقرأ حاليا
“الكلاشات” في السياسة.. بين غياب اللباقة وطغيان الشعبوية!
FR

“الكلاشات” في السياسة.. بين غياب اللباقة وطغيان الشعبوية!

انتقلت “الشتائم السياسية” من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التصريحات الصحافية والجلسات البرلمانية والاجتماعات الحزبية. وتصدر السياسيون المشهد بأقوالهم التي تصل حد السب. آخرها مهاجمة عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية للقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، بسبب تصريحات حديثة له.

 

عبر بنكيران يوم أمس في مؤتمر جهوي لحزبه، عن رفضه لتصريحات العلمي الأخيرة التي انتقده فيها، ورد عليه بالقول “انت عيب أن تكون في السياسة في المغرب، كبرنا بالحمار، وإذا كنت أنا ذئب شارف أنت غير حمير”.

كما استفز بنكيران العلمي بتذكيره بقضايا سابقة كانت تحوم حوله بخصوص صعوبات في شركته، وقال له “أتمنى تكون حليتي مشاكل الشيكات بدون رصيد”. مضيفا أن العلمي طلب منه دخول الحكومة، وهو من وعده برئاسة البرلمان.

وكان رشيد الطالبي العلمي، القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، قد وصف هو الاخر بنكيران بـ”الحلايقي” الذي يسب ‏الأشخاص ويشجع على الفوضى بدل طرح البدائل. مضيفا: “في 2013 أخنوش ولد الناس ‏وبغيتو يكون معايا ‏فالحكومة، شوية لا راه دار البلوكاج، والآن ما كيسواش والمحروقات ‏وكذا، آش هاد التحول ‏فالمواقف؟”. كما حكى قصة الذئب التي كانت تحكيها له جدته، مشبها بنكيران بـ”الذئب الشارف”.

وفي اتصال هاتفي مع المحلل السياسي محمد شقير، أكد لـ“نقاش21”، أن “عودة بنكيران إلى الساحة السياسية من خلال ترأسه لحزب العدالة والتنمية، أدت بشكل كبير إلى عودة الخطاب الشعبوي، الذي انتُقد من طرف العديد من المحللين والمسؤولين، والذي ميع إلى حد ما الساحة السياسية” على حد تعبيره.

وأضاف شقير أن” طريقة بنكيران في التعامل والتحاور السياسي تقوم بالأساس على التجريح”.

بنكيران والعلمي ليسا هما الوحيدان اللذان تراشقا بالشتائم، فالنائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية بمجلس النواب محمد أوزين، كان قد وجه وابلا من الانتقادات إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال إحدى الجلسات العمومية للأسئلة الشفهية الشهرية، متسائلاً عن حقيقة جرأة حكومته وصدقها وإبداعها في التخفيف عن المواطنين في ظل الأزمة الحالية، “وتطفي العافية لي في جيوب المغاربة”.

وكان عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، ومحمد أوزين قد تراشقا بالكلام مؤخرا، إذ هاجم أوزين وهبي، بسبب عدم قدرته على الإجابة على سؤال نائبة باللغة الأمازيغية، فيما رد عليه وهبي بما عرف بفضيحة “الكراطة” التي كانت سبب إعفائه من حكومة بنكيران.

إقرأ أيضا

النائبة ريم شباط، عن حزب “جبهة القوى الديمقراطية” المعارض، وابنة السياسي والنقابي الشهير حميد شباط، ألقت سابقا في مجلس النواب المغربي مداخلة عقّبت فيها على عرض عزيز أخنوش، وطالبته بأن “يتّقي الله في فقراء المغرب”، واستعانت بآيات من القرآن الكريم لانتقاد سياسته الحكومية.

وقال عبد المنعم لزعر في مداخلة هاتفية مع “نقاش21”، إن “الملاسنات بين الأحزاب السياسية هي جزء من استراتيجية التواصل السياسي، والتي يكون هدفها التدمير المتبادل للفرص السياسية للأحزاب السياسية، واستهداف مصادر الثقة والروابط التي تربطها بالناخبين، التراشق يحيل إلى الصراع السياسي”.

وفي هذا الإطار، شبه محمد شقير هذا التراشق بالكلمات بين السياسيين بحرب الكلاشات بين مغنيي الراب”. مضيفا ” أن هذا الوضع ليس صحي”. 

وقال المتحدث نفسه إن الخطاب السياسي بالمغرب عرف تراجعا كبيرا، نظرا لأن الساحة السياسية مليئة بأشخاص ليست لهم ثقافة سياسية ويعتمدون على قاموس الشتائم لتحريك عواطف وأحاسيس الجمهور السياسي، الذي بدوره لا يتوفر على فكر سياسي، الأمر الذي سيزبد من تمييع الساحة السياسية” .

انتقل إلى أعلى