يقرأ حاليا
قضية “بيغاسوس”.. العلاقات الدبلوماسية المغربية والفرنسية على المحك -تحليل
FR

قضية “بيغاسوس”.. العلاقات الدبلوماسية المغربية والفرنسية على المحك -تحليل

يستمر الفتور والجمود في العلاقات المغربية- الفرنسية، وذلك انطلاقا من مواقفها المتذبذبة في قضية الصحراء المغربية، وتقليص السلطات الفرنسية لمنح التأشيرات المقدمة للمغاربة، وصولا إلى ملف اتهام المملكة بالتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس “الإسرائيلي”، والذي قد يزيد من تدهور أكثر للعلاقات بين باريس والرباط؛ ويتطور إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين”.

 

ويأتي هذا، بعدما طالبت النيابة العامة الفرنسية،  الأسبوع الماضي، برفض طلب المغرب ملاحقة صحف مثل لوموند ومنظمات حقوقية دولية مثل العفو الدولية، قضائيا، إثر اتهامات لفقت للمغرب كونها تتجسس على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”.

ونفت الدولة المغربية في مناسبات متعددة اتهامات التجسس، ورفعت دعاوى أمام القضاء الفرنسي ضد وسائل الإعلام الفرنسية التي اتهمتها، وهي لوموند، وراديو فرنسا، وفرانس ميديا موند، وميديابارت، ولومانيتي، ومؤسسة فوربيدن ستوريز. وطالبتها بتقديم البراهين حول تنفيذ عملية التجسس الكبرى هذه”.

وللكشف عن مآلات العلاقات بين المغرب وفرنسا، طرح “نقاش 21” سؤالا جوهريا على محللين سياسيين، وهو هل يؤثر قرار النيابة العامة الفرنسية في ملف “بيغاسوس”، على العلاقات الدبلوماسية المغربية الفرنسية”.

الحلف الاستراتيجي الذي كان بين البلدين يتجه نحو الانفراط

معاكسة مصالح المغاربة

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، المحلل السياسي، والخبير في العلاقات الدولية، إن “هناك مجموعة من المؤشرات تدل على أن الحلف الاستراتيجي الذي كان بين البلدين يتجه نحو الانفراط، بدءً بقضية بيغاسوس مرورا بتوقف الزيارات النشيطة، التي كانت  بين مسؤولي البلدين وصولا الى الهجمات الإعلامية المنسقة التي يتجاوز فيها بعض الصحفيين الفرنسيين الحدود خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية”.

“وبالرجوع إلى قضية بيغاسوس ورفض القضاء الفرنسي للدعوى التي قدمها المغرب ووأد مسار التقاضي في بدايته،” يقول بلوان أنه “يظهر أن هناك تنسيق بين أجهزة الدولة الرسمية من جهة والقضاء والإعلام من جهة أخرى لمعاكسة مصالح المغرب، والحيلولة دون اظهار الحقيقة في هذا الملف المفتعل الذي أسال لعاب بعض الجهات واللوبيات المأجورة والمعروفة بعدائها للمغرب والاسترزاق بقضاياها المقدسة خاصة، إذا تعلق الأمر بالأمن والسيادة الوطنية”.

وسجل بلوان المحلل السياسي، في حديثة مع نقاش 21″،  أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تتجه نحو المزيد من التأزيم قد يفوق ما وصلت إليه سنة 2014، خاصة إذا استحضرنا المؤشرات السابقة.

“والمثير للانتباه أن البرود في العلاقات بين المغرب وفرنسا، يقابله دينامية جديدة في العلاقات بين هذه الأخيرة والجارة الشرقية للمغرب (الجزائر)، مما يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة إذا استحضرنا الإشارة المهمة التي اطلقها الرئيس الفرنسي أمس حول إمكانية الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائر إبان الفترة الاستعمارية” يقول بلوان.

العلاقات المغربية الفرنسية، تمر  منذ الاعتراف الأمريكي المغربية الصحراء، بفترة فتور واضح

الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

قال الخبير  في العلاقات الدولية، والأستاذ الجامعي، محمد شقير، في تصريح هاتفي لـ”نقاش 21″؛ إن “العلاقات المغربية الفرنسية، تمر  منذ الاعتراف الأمريكي المغربية الصحراء، بفترة فتور واضح، انعكس ذلك من خلال تقليص السلطات الفرنسية لمنح التأشيرة لفئات واسعة من المغاربة، بما فيهم الأطر وأصحاب المهن الحرة وغيرهم”.

وأضاف شقير أن أحد الأسباب كذلك في هذا الفتور، هو “السماح بإلقاء أحد ممثلي البروليتاريا لكلمة أمام الجمعية الوطنية في سابقة خطيرة بفرنسا التي كانت تؤيد المغرب في قضيته الوطنية الأولى في حين كان الرد على إبرام المغرب للاتفاقية الإبراهيمية، التي تكرس التحالف الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، هو اتهام السلطات المغربية بالتجسس على الرئيس الفرنسي مما رد عليه المغرب برفع دعوى ضد الصحف التي نشرت هذه الأخبار ونفي الشركة الإسرائيلية لكل تورط بهذا الشأن”. 

إقرأ أيضا

فرنسا لا يمكن أن تفرط في شريك موثوق وذي مصداقية يعول عليه دائما في المنطقة

مستقبل العلاقة

أكد المحلل شقير، أن “القضاء الفرنسي لن يزيد إلا من حدة هذا التوتر، خاصة وأن الفترة القادمة ستكون فترة انتخابات رئاسية بما يرافقها من مزايدات ورهانات تتعلق والتنافس حول الفوز بهذه الانتخابات”.

ومن جهته، أشار بلوان، إلى أنه “رغم كل ما سبق لا يمكن أن ننفي أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تاريخية واستراتيجية ومصيرية، كلما ارتفعت الأصوات والاقلام المأجورة لتسميمها الا وعادت الى طبيعتها وسيرورتها العادية بحكم القضايا والمصالح المشتركة بين البلدين.

وأوضح بلوان، أن “فرنسا لا يمكن أن تفرط في شريك موثوق وذي مصداقية يعول عليه دائما في المنطقة، كما أن المغرب لا يمكن أن يفرط في صوت مهم ووازن داخل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن ويرعى المصالح المغربية في جميع الأوقات بما فيها الأزمات”.

اعتقد ان “العلاقات سترجع الى طبيعتها على المدى القريب وحتى إن استمر الحال كذلك، فان الانتخابات الفرنسية القريبة ستغير مسار العلاقات المغربية نحو الأفضل سواء تمت إعادة انتخاب ايمانويل ماكرون أو أحد منافسيه، لأن مثل هذه العلاقات صلبة ومتينة بين دولتين عريقتين بمؤسساتهما القوية لا يمكن أن تؤثر فيها تقلبات وأهواء شخصية معروفة بمناوراتها العدائية ضد المغرب” يقول بلوان.

انتقل إلى أعلى