يقرأ حاليا
بنكيران.. سياسة الإنطباعات ومعارضة المعارضة!
FR

بنكيران.. سياسة الإنطباعات ومعارضة المعارضة!

 “بنكيران شخصية انطباعية، وما يقوم به ليس سياسة وإنما انطباعات نفسية” تقول حنان رحاب عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي في اتصال مع “نقاش21″، في سياق حديثها حول الهجمة الأخيرة لبنكيران على الكاتب الأول للوردة، في وقت تجنب زعماء الأحزاب الموجودة في الحكومة.

 

وقالت رحاب أن حزبها انتقل من الرتبة السادسة إلى الرابعة خلال الاستحقاقات الأخيرة، بينما نزل المصباح من الرتبة الأولى إلى الثامنة، مؤكدة أن رغبة بنكيران في ألا يشبه مصير حزبه حزب الاتحاديين قد تحققت، “فحزبه انتقل من 125 مقعدا، إلى 13 مقعدا دون الحديث عن حالته في مجلس المستشارين، فيما انتقل الاتحاد من 20 إلى 34 مقعدا”.

وأبرزت السياسية الاتحادية بلغة فيها الكثير من “التشفي” أن بنكيران الذي وصف لشكر ب”الغدار” نسي أنه لم يفوت فرصة إلى وسحل فيها حزبه قبل انتخابات 8 شتنبر بحثا عن “البوز”.

أية معارضة

 من الصعب تفسير السلوك السياسي والخطاب الإعلامي للأمين العام المستجد لحزب العدالة والتنمية، بحسب تعبير حسن بلوان، الباحث في العلوم السياسية، فالرجل لا يفلت أي فرصة لشن الهجمات على خصومه السياسيين ومقربيه الحزبيين أيضا، وفي هذا السياق يأتي هجومه الأخير على زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي الذي وصفه بأقدح النعوت، مع العلم أن حزب الوردة يتموقع إلى جانبه في المعارضة ومن المفترض التنسيق بين الزعيمين لانتقاد الحكومة وتقييم سياساتها العمومية.

وزاد المتحدث في اتصال مع نقاش21، من المعروف أن بنكيران يبني خطابه السياسي على مواجهة أخنوش زعيم التجمع الوطني ورئيس الحكومة، بالإضافة إلى خصومته القديمة مع حزب الأصالة والمعاصرة، لكن أن يوجه بنكيران مدفعيته الثقيلة في اتجاه غريمه داخل المعارضة والنيل من حزب الاتحاد الاشتراكي فهذا يعكس التقلبات المزاجية التي يبرع فيها زعيم حزب المصباح الذي يدير هذا الأخير وفق المحددات القديمة التي أوصلته إلى أسفل ذيل الأحزاب السياسية بعدما تربع على قمتها لعشر سنوات.

وأوضح الباحث أن خطاب بنكيران تغير  منذ رجوعه إلى قيادة حزب العدالة والتنمية على مستوى الشكل والمضامين التي كان يتناولها إبان عزلته السياسية والتنظيمية، وكذلك على مستوى الأشخاص والجهات التي كان يستهدفها. فقبل الثامن من شتنبر كانت خرجاته الإعلامية المثيرة موجهة ضد أخنوش وحزب الحمامة بالإضافة إلى إخوانه في الحزب وقيادته التي كانت تتعرض للهجوم بطريقة سريالية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضا

أما الآن يتابع المحلل السياسي، فقد تغيرت المعادلة بشكل تام بعد الانتخابات، حيث غابت مجموعة من المواضيع التي كان بنكيران يشحد بها رماح الانتصار ضد خصومه، وانصب تركيزه على قضايا هامشية أو صراعات شخصية لاقتناعه بمكانة الحزب وحجمه على هامش المشهد السياسي المغربي.

وزاد بلوان، إن المثير أن سبب نكبة الحزب هو تصرفات بنكران الصدامية مع الخصوم والمقربين، وبالرغم من ذلك لا زال زعيم المصباح يدير الحزب بنفس الطريقة الشخصانية التي أوصلته إلى نكبة الثامن من شتنبر.

انتقل إلى أعلى