يقرأ حاليا
موسم الحصاد.. حرب كسر العظام في الاتحاد الاشتراكي حول من يقطف الوردة؟
FR

موسم الحصاد.. حرب كسر العظام في الاتحاد الاشتراكي حول من يقطف الوردة؟

مع اقتراب انعقاد المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، اشتد الصراع بين مختلف قياداته من أجل الحصول على الكتابة الأولى للوردة، فبعدما أعلن ادريس لشكر سابقا عن عدم ترشحه، يعود سيناريو نيله الولاية الثالثة للواجهة، فيما تحدت حسناء أبوزيد تحكم الأخير في مفاصل الحزب بإعلان ترشحها، وسارع بنعتيق لتقديم ملفه، وانتقد شقران التعديلات الأخيرة للجنة التنظيمية التي تخدم الولاية الثالثة.

 

فشل التناوب

صرح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي في أكثر من خرجة إعلامية بأنه سيغادر دفة تسيير الحزب بعد انقضاء فترة الولاية الثانية خاصة وأن قوانين الحزب قد نصت على ذلك. لكن على الرغم من ذلك فقد تم تعديل هذه المقتضيات لفسح  المجال لولاية ثالثة.
هذه الخطوة يقول الباحث في العلوم السياسية، أحمد شقير، في حديث مع نقاش21، تذكر بما جرى به العمل في أنظمة يتم فيها تعديل الدستور للسماح للرئيس بولايات إضافية قد تمتد إلى وفاته وهو ما يتنافى مع أي منطق ديمقراطي يقوم على التداول بالتناوب على المناصب إلى جانب إضعاف آليات الديمقراطية الداخلية وترسيخ ظاهرة الشخصنة داخل الأحزاب المغربية.
ولعل هذا ما أثار عدة انتقادات قياديين داخل الحزب كبنعتيق النقابي السابق والوزير السابق ورئيس الحزب العمالي السابق المنشق عن الحزب، قبل أن يرجع للاندماج في قيادته بعد حل تنظيمات الحزب العمالي.
ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي، حسن بلوان، أن “التعديلات الاتحادية “الأخيرة  مفصلة أساسا على مقاس الكاتب الأول الحالي رغم إعلانه لمرات عديدة أنه لا ينوي الترشح، ورغم أنه لا زال لم يقدم ترشيحه إلى حدود الآن.
وأضاف المتحدث ذاته أن ما يجري داخل الوردة يخفي الصراعات الطاحنة بين أجنحة حزب عبد الرحيم بوعبيد الذي قاد التناوب التوافقي ورفع شعار التناوب الجديد خلال الانتخابات الأخيرة، وفشل في التناوب على القيادة.

الخلف

قال محمد شقير أنه من الصعب التنبؤ بالاسم الذي سيخلف لشكر خاصة بعدما تم الترخيص للولاية الثالثة، إذ على ضوء هذا المستجد وإذا ما جدد الرئيس الحالي ترشيحه للرئاسة فسيكون من الصعب على منافسيه
الفوز عليه لتحكمه في آليات تسيير الحزب وهو الذي سبق أن أزاح اليازغي بكل ثقله وتجربته التنظيمية، مضيفا أن لشكر يمتلك كل وسائل بسط السيطرة على التنظيم خاصة بعد إبعاد وإقصاء العديد من قياداته
المعروفة وتجميد عضوية بعضها ونشاطها داخل الحزب .
أما إذا تراجع لشكر عن الترشح فإن الحظوظ بحسب شقير، ستذهب إلى الشخصية التي يدعمها لشكر وأتباعه  كبنعتيق في حين تبدو حظوظ أبو زيد ضعيفة إلا إذا تدخلت هناك عناصر خارج الحزب وضغطت لتحقيق توجه آخر.
في نفس السياق يرى بلوان أن طرفي الصراع الحقيقيين هما حسناء أبو زيد والكاتب الأول الحالي لشكر الذي لا يفوت فرصة دون الهجوم عليها وإنكار عضويتها في أجهزة الحزب، فيما ردت حسناء الصاع باللجوء الى
القضاء للطعن في قرار التمديد، إلا أن ميزان القوة والولاء داخل الحزب لم يسعفها، فالكفة تميل إلى ادريس لشكر الذي استطاع أن يحسم القرار بأغلبية ساحقة في المجلس الوطني.
 يبدو أن الظرفية السياسية الحالية تخدم لشكر بحكم تجربته التنظيمية داخل الحزب وتجربته داخل الحكومة وكذا شبكة علاقاته مع مكونات النخب السياسية الحالية، وتبقى أبو زيد مرشحة قوية تحظى بمصداقية في المشهد السياسي لم تخدمها التوازنات الداخلية في حزب الوردة.

 

انتقل إلى أعلى