يقرأ حاليا
الاتفاق العسكري مع إسرائيل.. أرعب الأعداء وقوى مكانة المغرب إقليمياً
FR

الاتفاق العسكري مع إسرائيل.. أرعب الأعداء وقوى مكانة المغرب إقليمياً

يتجه المغرب إلى توطيد أكثر علاقاته مع إسرائيل، إذ تعد المملكة أول بلد عربي يوقع مذكرة دفاع مع تل أبيب، وذلك خلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتش.

هذا الاتفاق الذي وقعه عبد اللطيف لوديي الوزير المنتدب لدى رئاسة الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، وغانتش، سيشكل، وفقا لقصاصة نشرتها صفحة “فار -ماروك”، المقربة من الدوائر العسكرية المغربية، “إطارا للتعاون المستقبلي في مجالات التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، عبر خلق قنوات رسمية بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية للبلدين، ووضع الأرضية القانونية للتعاون الصناعي والتقني وتبادل الزيارات والتكوينات والتمارين المشتركة”.

الاتفاقية التي وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي بالتاريخية، وأكد على أن العلاقة المغربية والإسرائيلية ضاربة في القدم، وأنها متجذرة في تراث الجالية المغربية اليهودية، موضحا بأن الاتفاقية الموقعة ستفتح “الطريق أمام مبيعات عسكرية محتملة وتعاون بعد أن رفعت الدولتان مستوى العلاقات الدبلوماسية العام الماضي”.

وقال غانتس، للصحفيين، في مطار بن غوريون بإسرائيل قبيل إقلاع طائرته أثناء اتجاهه للمملكة: “سننطلق إلى المغرب في زيارة هامة وتاريخية، وسنوقع على اتفاقيات تعاون وسنواصل تعزيز العلاقات بين البلدين”.

وفي هذا السياق، يرى الخبير المغربي المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، أنه في إطار التنافس الإقليمي بين كل من المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية، فإن عقد اتفاق تحالف مع إسرائيل يشكل تهديدا في نظر النظام الجزائري الذي اتخذ من استعداء المغرب عقيدة عسكرية الشيء الذي جعله يسارع إلى  اتخاذ خطوات تصعيدية تمثلت في إغلاق الحدود الجوية وقطع العلاقات الدبلوماسية و توقيف العمل بأنبوب الغاز المغاربي”.

عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل 

بدأت العلاقات المغربية الإسرائيلية على مستوى منخفض عام 1993، بعد توقيع اتفاقية “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

في  10دجنبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية التي توقفت لـ20 سنة،  منذ عام 2000.

واتفق المغرب وإسرائيل نهاية العام الماضي على “مواصلة التعاون في عدة مجالات، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين”.

 وقد دشّن وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، أول زيارة رسمية عالية المستوى إلى المغرب منذ قطع العلاقات بين الطرفين قبل نحو 20 عامًا.

تقوية مكانة المغرب إقليمياً

“زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب وتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين تهم المجال العسكري والاستخبارات، يعتبر تجسيدا وتكريس لتحالف عسكري وأمني وسياسي سيقوي من مكانة المغرب في المنطقة ويميل ميزان القوى لصالحه في مواجهة ليس فقط الجزائر بل أيضا اسبانيا بوصفها قوة إقليمية” حسب الخبير في المجال العسكري محمد شقير.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “التحالف مع إسرائيل يندرج ضمن تحالف ثلاثي أشمل مع الولايات المتحدة التي ترمي إلى العودة بقوة بشمال أفريقيا بكتابة مفتوحة على أفريقيا، وذلك في إطار استراتيجية أمريكية جديدة تهدف إلى محاصرة التنظيمات الإرهابية بأفريقيا، خاصة بدول الساحل و مزاحمة النفوذ الأوربي في المنطقة بالإضافة إلى مواجهة التوسع الصيني بدول أفريقيا”.

وأكد شقير على أن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء،  والشراكة العسكرية المغربية الأمريكية، إلى جانب الشراكة العسكرية الاستخباراتية والأمنية مع إسرائيل، هو تقوية المغرب كحليف استراتيجي لكلا القوتين في القارة الإفريقية، وبالخصوص بمنطقة شمال أفريقيا والمنطقة المتوسطية”.

أسلحة إسرائيل للمغرب

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن “إسرائيل وافقت على تلبية طلب المغرب لإمداده بعدة أنواع من الأسلحة المتطورة، منها طائرات قتالية مسيرة ومنظومة حديثة للدفاع الجوي”.

وذكرت القناة الـ”12″ العبرية في تقرير نشرته، يوم الخميس 25 نونبر، أن “إسرائيل كانت ترفض تلبية مطالب المغرب بهذا الشأن، لكن هذا الأمر بات ممكنا في ظل تدفئة وتعزيز التعاون بين الدولتين”.

ووفقا لتقرير القناة الـ”12″، جاء ممثلون عن الحكومة المغربية إلى الاجتماع مع غانتس بقائمة تضم أنواع الأسلحة الإسرائيلية التي يرغبون في اقتنائها، بما في ذلك طائرات “هيرون” المسيرة، ورادارات من إنتاج “شركة إلتا”، ومنظومات Skylock المضادة للطيران المسير، ونسخة محدثة من طائرات “إف-5″، ناهيك عن منظومات “برق-8” للدفاع الجوي القابلة للنشر برا.

وأشار التقرير إلى أن الصناعات الدفاعية الإسرائيلية ستتسلم مئات ملايين الدولارات ضمن إطار هذه الصفقة المزعومة، لافتا إلى أنها تأتي على خلفية تصاعد التوترات بين المغرب وجارتها الجزائر.

وأكد التقرير أن إسرائيل والمغرب خلال زيارة غانتس إلى الرباط اتفقتا على إجراء تدريبات مشتركة بين جيشيهما.

ردود إيجابية للعلاقات بين المغرب وإسرائيل

قال حسن بلوان، محلل سياسي خبير في العلاقات الدولية، “تتوالى ردود الفعل الإيجابية حول تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وإسرائيل، خاصة مع تجدد الزيارات الإسرائيلية للرباط من أعلى المستويات بدءً بزيارة وزير الخارجية وصولا إلى وزير الدفاع”.

“وفي هذا السياق تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بين البلدين تهم تطوير البنيات التحتية الدفاعية وتنسيق الجهود الاستخباراتية لمواجهة التحديات المشتركة خاصة التهديد الإيراني في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل الأفريقي” يقول بلوان.

وشدد المتحدث ذاته، على  أنه “بغض النظر عن ردود الفعل الإقليمية المناوئة للتعاون والتقارب المغربي الإسرائيلي، فإن تكثيف الزيارات الإسرائيلية يفتح الباب امام المغرب لإعادة ضبط علاقاته الخارجية بما يتماشى مع المصالح الاستراتيجية للدولة المغربية، وعلى رأسها الدفاع عن وحدته الترابية”.

وأبرز بلوان في تصريح للجريدة الالكترونية “نقاش 21” أن “انفتاح المغرب على الصناعات العسكرية الدقيقة والمتطورة وتنويع مصادرها (أمريكا وإسرائيل وتركيا…) يظهر حجم الدعم والمكانة التي تحظى بها قضية الصحراء المغربية وتطلع المغرب الى الحسم النهائي لهذا النزاع المفتعل”.

3 نقاط حول التقارب بين المغرب وإسرائيل

كشف الخبير حسب بلوان، أنه  يمكن النظر لهذا التقارب والتعاون المغربي الإسرائيلي وفق 3 معطيات أساسية، أولها  يقول بلوان إنه “لا يمكن أن “نتحدث عن تطبيع بين المغرب وإسرائيل بمفهومه المجرد، بقدر ما يمكن أن نتحدث عن استئناف العلاقات بين البلدين التي يلعب فيها اليهود المغاربة دورا كبيرا بحكم تقلدهم مناصب حيوية في إسرائيل وتمسكهم الدائم بالهوية والمؤسسات المغربية وولاؤهم التام لقضايا المغرب المقدسة وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”.

“وثانيا، من حق المغرب أن يعيد ضبط علاقاته الخارجية وإعادة ضبط موقعه الدبلوماسي، خاصة مع المستجدات الإيجابية التي عرفتها قضية الصحراء المغربية من جهة، ومن جهة أخرى تحول المغرب الى قوة إقليمية هادئة لا يمكن تجاوزها أو الاستهانة بقدراتها” يقول بلوان.

وأبرز المتحدث ذاته، في النقطة ثالثة، أن “التعاون العسكري والاقتصادي والدبلوماسي المغربي لا يستهدف أي دولة من دول الجوار، لأن المغرب وفي لمبادئه الدبلوماسية العريقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، رغم المزاعم والتهديدات الجزائرية والاتهامات المفبركة التي لا تقدم فيها دليلا واقعيا او حجة مقنعة، اللهم مواصلة العداء المرضي اتجاه المغرب وسيادته ووحدته الترابية”.

المغرب مصنع إفريقيا للأسلحة

 أبرز بلوان الخبير في مجال العلاقات الدولية، أن المغرب اتجه  نحو الصناعات العسكرية الذاتية منذ مدة، وأعتقد أن المملكة المغربية انتهت من إرساء البنيات التحتية للإنتاج الصناعي الحربي، وانتقلت بسرعة الى المرحلة الثانية في البحث عن شراكات استراتيجية مع الدول المحتكرة للتقنيات العسكرية الحديثة والدقيقة خاصة أمريكا وإسرائيل مع استحضار النموذج التركي في هذا الباب”.

“وزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي  للمغرب، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية غير مسبوقة بالنسبة للجانبين يدخل في هذا السياق، فلأول مرة تجتمع القيادات العسكرية المغربية مجتمعة مع ضيف اجنبي بما يوحي أن هناك شراكات نوعية مع إسرائيل تجاوزت التنسيق والتعاون الثنائي الى تركيز دعائم صناعات عسكرية في المغرب خاصة في مجال الطائرات بدون طيار التي قلبت جميع الموازين في الصراع المفتعل بالصحراء المغربية” حسب الخبير في العلاقات الدولية.

وأشار المتحدث ذاته، أن “المغرب طريقه بثبات في اختيار شُركائه الاستراتيجيين من خلال توقيع شراكة وتعاون عسكري استراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية يمتد من 2020 وإلى 2030 ومن أهم محاوره دعم الصناعات العسكرية الذاتية المغربية خاصة في الأسلحة النوعية والدقيقة، وهو الأمر نفسه الذي كان موضوع محادثات بين المغرب وإسرائيل منذ استئناف العلاقات بين البلدين وقد توجت هذه الاتفاقيات أمس مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي”.

وأبرز الخبير العسكري ، أن المغرب يسعى إلى “تقعيد ركائز الصناعات الدفاعية لمجموعة من الأسباب والمداخل:  أولا “المدخل الدفاعي الذي تحتمه مستجدات وتحديات قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد توالي التهديدات والاستفزازات الجزائرية وصنيعتها البوليساريو التي تدق دائما طبول الحرب”.

“المدخل الاقتصادي، يضيف بلوان، “الذي تحتمه الدينامية الجديدة التي دخلها المغرب في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي، خاصة بعد توجهه نحو العمق الإفريقي، وبذلك يطمح المغرب من أن يصبح مصدرا أساسيا للسلاح الى أفريقيا باعتبارها سوقا واعدة من الناحية الاقتصادية”.

وختم المتحدث ذاته، ثالثا  “المدخل السياسي والذي “ينسجم مع بداية تحول المغرب إلى قوة إقليمية صاعدة حققت نجاحات معتبرة في مجموعة من المجالات، ولا ينقصها الا صناعة عسكرية يمكن أن تقلب جميع قواعد العلاقات والترابطات في المجال المتوسطي”.

 

انتقل إلى أعلى