يقرأ حاليا
منزل العلامة ابن خلدون في مزاد البيع.. فضيحة ثقافية تهزُّ مدينة فاس
FR

منزل العلامة ابن خلدون في مزاد البيع.. فضيحة ثقافية تهزُّ مدينة فاس

رجَّت مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام القليلة الماضية، بخبر إعلان بيع منزل مُؤسس علم الاجتماع، ابن خلدون، الكائن بزنقة الطالعة الكبيرة، أسفل درب سيدي الدراس، في مدينة فاس القديمة؛ وهو المنزل الذي يكتسي رمزية كبيرة، إذ حَلَّ به ابن خلدون إثر زيارة له لمدينة فاس، ويوجد بداخله الكثير من كتبه، وبقلبه ألَّف جزءً هاما من مقدمته الشهيرة.

 

وأثار خبر طرح منزل المؤرخ العربي الشهير، ولي الدين بن خلدون، للبيع من قبل العائلة المالكة، جدلا كبيرا في ارتباطه بموضوع حماية التراث في المغرب؛ الشيء الذي دعا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لانتقاد الخبر، مُستخدمين هاشتاغ “منزل ابن خلدون”.

وطالب نُشطاء التواصل الاجتماعي، وعدد من الشخصيات العامة على حساباتهم الشخصية، بتدخل الجهات الوصية، لاقتناء المنزل وتحويله لمتحف، أو صرح ثقافي على غرار منزل ابن خلدون المُتواجد في تونس، مُؤكدين على كونه يُمثل “جزءً أساسيا من ذاكرة مدينة فاس وتاريخ المغرب بصفة عامة، وأنه يُمثل إرثا حضاريا وثقافيا لكافة المغاربة، وليس فقط لمُلاكه”.

وفي السياق ذاته، دخلت وزارة الثقافة على خط الخبر المُتداول، بإصدار وزير الشباب والثقافة والتواصل، مهدي بنسعيد، تعليماته، “بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ هذا الرياض، بتدعيم جدرانه أولا، ثم إدراجه ضمن برنامج ترميم الدور الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة بفاس”.

وأوضحت الجهة الوصية نفسها، أنه “من الصعب الجزم بصحة ما يتداول حول هذا البيت، في ظل غياب الوثائق المكتوبة أو الشواهد المادية التي تؤكد أن هذا المسكن كان فعلا مسكنا للعلامة ابن خلدون”، فيم باشرت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة فاس مكناس، “تحقيقا معمقا وخبرة تقنية بتنسيق مع المصالح المختصة”.

وبحسب عدد من المصادر التاريخية، إن مؤسس علم الاجتماع، عبد الرحمن ابن خلدون، قضى فترة مُهمة من حياته في المغرب، خصوصا بجامع القرويين، الذي يُعتبر أقدم جامعة في العالم، حيث كان يدرس بها.

أما مروان مهياوي، أحد ذوي الحقوق في منزل ابن خلدون، كشف أنه بعد إعلان عائلته طرح البناية للبيع، اتصلت به مصالح وزارة الثقافة وعقدت معه لقاء مستعجلا حول الأمر، مردفا أنه “غالباً إن وزارة الثقافة ستقتني هذا العقار، وأن المنزل بالرغم من أنه لم يخضع في السابق إلى أي ترميم، فإنه لا يزال في حالة جيدة”.

إقرأ أيضا

وأضاف مهياوي، في حديث إعلامي، أن “لجنة من الخبراء ستُعاين البناية، من أجل رفع تقرير بشأنها إلى الوزارة المعنية”، مشيرا إلى أن عائلته اقتنت هذا العقار سنة 1969 بعد أن تعاقبت على ملكيته أربع عائلات قبل عائلته.

وتجدر الإشارة، أنه بحسب محمد بن عبد الجليل، أستاذ التاريخ، فإن السلطات الثقافية في تونس، حاولت مرارا اقتناء منزل ابن خلدون المُتواجد بقلب مدينة فاس، بهدف ترميمه وتحويله إلى مكتبة خاصة بمؤلفات ابن خلدون، إلا أن كافة جُهودها باءت بالفشل.

انتقل إلى أعلى