يقرأ حاليا
جواز التلقيح..نقاش ساخن ومساءلة للقانون
FR

جواز التلقيح..نقاش ساخن ومساءلة للقانون

اندلعت شرارة نقاش محتد حول مدى دستورية فرض جواز التلقيح ولم تنطفئ، بين من يرى أن الإجراء قانوني ومن يعتبره مجانبا للصواب والقانون، فما رأي المتخصصين في قرار قد يحرم المواطنين من الإلتحاق بوظائفهم، ويمنع آخرين من الإستفادة من خدمات الأصل فيها المساواة بين الجميع.

 

قرار دستوري
قال المحامي والناشط الحقوقي محمد الهيني في تصريح لنقاش21، أن هذه الإجراءات فرضتها عدد من الدول المتقدمة، مؤكدا أنه “بحسب تفاصيل البلاغي الحكومي، يظهر أن السلطات منحت الصلاحية للقائمين على المقاهي والحمامات وباقي الفضاءات لطلب الجواز من المواطنين، لأن “ما يمكنش نوضعو شرطي في كل مقهى”.
وأضاف المتحدث “نحن نعيش في ظل إجراءات احترازية اقتضتها حماية الصحة العامة”، مشيرا أن المحاكم الفرنسية أضحت تعتبر مثل هذه الإجراءات أمرا مسلما، كما أن هذا الإجراء بحسب الهيني لا يحتاج أشخاصا لهم الصفة الضبطية، لأن الأمر لا يتعلق بالتحقق من الهوية أو البحث في السوابق، وإنما بتوفر الجواز من عدمه، مضيفا “لماذا لا تثار هذه النقاشات ضد القائمين على الفنادق الذين يطالبون الزبناء ببطاقة الهوية”.

وأكد المحامي أن الإجراء الذي قررته السلطات الصحية، “دستوري وقانوني سليم ولا  يعني فرض التلقيح الإجباري فهو يكرس حرية التلقيح واختياريته لكن ذلك لا يتعارض مع فرض تدابير وقائية في الأماكن العامة هدفها حماية المصلحة العامة، ومن يتمسك بمصالحه الخاصة فليحمي نفسه بعيدا عن الجمهور  حتى لا يساهم في الاضرار بالصحة العامة” .

مجرد قصاصة
ومن جانبه قال عبد الرحيم العلام، الباحث في القانون الدستوري، والعلوم السياسية، أن القرار يفتقد للصبغة القانونية لأن الحكومة لم تصدر بلاغا منشورا بموقع الحكومة، وإنما جاء القرار على شكل قصاصة إخبارية تفتقد للحجية القانونية، وتخالف قانون الطوارئ الذي يؤكد أن التدابير المتخذة لا ينبغي لها أن تحول دون استفادة المواطنين من المرافق الحيوية، وتخالف قانون الإعلان عن حالة الطوارئ، الذي يتيح للحكومة والولاة والعمال القيام بتدابير تدخل في اختصاصات الشرطة الإدارية، وليس إقحام أرباب المقاهي وحراس الأمن في المؤسسات…

ويرى العلام  أن القرار يطرح تحديا مرتبطا بالجهة المخول لها طلب الجواز، لأن الأمر يتعلق بمعطيات خاصة، فلا يمكن لأي أحد أن يطلب هوية ومعطيات شخص آخر (الاسم، تاريخ الازدياد، نوع التلقيح..)، أو مطالبة المرتفق بالإدلاء ببطاقته الوطنية.

وتساءل المتحدث ذاته، هل ستعمل السلطات على وضع رجل شرطة داخل كل مرفق وكل إدارة؟، وهو أمر يستحيل تطبيقه على أرض الواقع”.

واقترح العلام بدل اللجوء إلى إجبار الناس على “جواز تلقيح” أن “يتم تقسيم الفضاءات التي يرتادها المواطنون إلى قسمين، الأول يرتاده الملقحون والآخر يرتاده غير الملقحين، معتبرا أنها وسيلة مثلى لحفظ الحريات والمعطيات الشخصية، وفي نفس الوقت ضمان السلامة.

إقرأ أيضا

قرار فرض جواز التلقيح، قد تمتد سلبياته إلى أبعد مما طرح العلام، فالعلاقة مثلا بين حارس الأمن في بعض الأماكن وبين مرتاديها قد تتطور إلى درجة التعنيف، بسبب رفض المواطنين تسليم وثائقهم، وإصرار الحارس أو النادل في المقهى…على تسلمها”.

 

انتقل إلى أعلى