يقرأ حاليا
برودة الحملة الانتخابية.. هل هي إستراتجية جديدة أم خوف من الخطأ؟
FR

برودة الحملة الانتخابية.. هل هي إستراتجية جديدة أم خوف من الخطأ؟

في كل حملة انتخابية، ومع اقتراب يوم الاقتراع، يشتد الصراع بين الأحزاب السياسية، وتشتعل معه حرارة النقاش، ما يدفع قيادات بعض الأحزاب لتبادل الاتهامات كما وقع في انتخابات 2016، لكن على العكس من ذلك، حملة 2021 بعد 5 أيام على انطلاقتها، الهدوء هو سيد الموقف.”

 

وقد ذهب بعض المتابعين للشأن السياسي، للتأكيد على أن  الحملة الانتخابية لاستحقاقات 8 شتنبر القادم باردة، ويغيب عنها النقاش والدفاع عن البرنامج، مبرزين أن “ما نشاهده  اليوم هو مجرد استعراض لوعود تلتقي فيها كل الأحزاب.” 

 

 فيما ذهب البعض، إلى الحديث عن “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، وأن الحملة ستتصاعد وتيرتها مع اقتراب يوم الاقتراع  للاستحقاقات الانتخابية 8 شتنبر”.

 

غياب القيادات السياسية

 

في هذا السياق، قال زكرياء الابراهمي أستاذ علم الاجتماع، بجامعة القاضي عياض مراكش، “عندما نتحدث عن المغرب، يمكن أن نعود بالذاكرة إلى انتخابات 2016 أو عند انتخابات 2011، وسنرى أن حدة التدافع السياسي قلت بنسبة كبيرة والخروج عن حدود اللياقة السياسية يكاد يكون اليوم ضعيفا، مقارنة مع ما حدث بين شباط وبنكيران والعماري”.

 

وأوضح  السوسيولوجي ذاته، في حديثه مع “نقاش 21” إلى  أن غياب هذا التدافع السياسي بين الأحزاب مراده إلى “تراجع  القيادات السياسية التي صنفت ضمن ” الشعبوية ”  عن مسرح السياسة بالمغرب، بعد أن حولت النقاش السياسي إلى حفلات للفرجة بعيدا عن تقديم برامج سياسية وواضحة للمغاربة، أو تقديم بدائل واضحة للتغيير والإدارة والإصلاح والدفع بعجلة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد.”

 

“زد على ذلك أن الفاعلين السياسيين اليوم واعون بدرجات كبيرة بحجمهم الحقيقي داخل دائرة الفعل والقرار السياسيين، وأعتقد أن وثيقة النموذج التنموي الجديد وتوجه الدولة نحو ميثاق وطني للتنمية تسبب بشكل واضح في التأخر الأحزاب السياسية عن تقديم برامجها” يقول الإبراهيمي.

 

الصمت لتجنب الأخطاء!

 

ومن جهته، أكد عبد المنعم لزعر أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بكلية الحقوق السويسي جامعة محمد الخامس الرباط، أن سبب هذه “البرودة” التي تعيشها الحملة الانتخابية لـ2021، يرجع بالأساس إلى  اختلاف الاستراتيجيات التي اعتمدت من طرف الأحزاب، مقارنة مع الاستحقاقات التشريعية السابقة لسنة 2016 .”

 

 وأشار لزعر في حديثه مع “نقاش 21″، أنه “خلال الانتخابات التشريعية السابقة استثمر خصوم حزب العدالة والتنمية ف،ي عدد من الاستراتيجيات من بينها استراتيجية النبذ والعزل تجاه هذا الحزب ومن بين تعبيرات هذه الاستراتيجية مسيرة الدار البيضاء التي سبقت الحملة الانتخابية، وقد ساهمت هذه الاستراتيجية في شحن الحملة الانتخابية في الانتخابات التشريعية السابقة بموجات طاقية صراعية وإقصائية، وعدائية خاصة بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية، هذه الاستراتيجية استفاد منها حزب العدالة والتنمية انتخابيا حيث كانت لها نتائج عكسية وحفزت التصويت العقابي والاحتجاجي.”

 

“خلال الانتخابات التشريعية الحالية تغيرت الاستراتيجيات خاصة تجاه حزب العدالة والتنمية، وتم اعتماد استراتيجيات لا تقوم على التركيز الطاقي على حزب العدالة والتنمية وإنما يتم التركيز على تفاصيل الميدان الانتخابي، بمعنى أن الجميع أصبح يشتغل في صمت وذلك لتجاوز الأخطاء التي ارتكبت خلال الانتخابات التشريعية السابقة وأدت لتعزيز الحضور التمثيلي لحزب العدالة والتنمية وتقوية حظوظه للفوز بالانتخابات التشريعية للمرة الثانية على التوالي. لذلك يلاحظ بأن الحملة الانتخابية تمر في هدوء شديد” يقول لزعر.

 

 

انتقل إلى أعلى