يقرأ حاليا
بالصوت. خلفيات قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب
FR

بالصوت. خلفيات قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب

قررت الجزائر، يوم أمس الثلاثاء 24 غشت الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وهو ما يدل على أن التوتر بين المغرب والجزائر بلغ مستوى يُنذر بتصعيد أكبر. التفاصيل مع محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش.

وأفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؛ “وإذ يعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها”.

وفي رده على القرار، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن “الموقف المغربي واضح من خلال عدد من الخطب الملكية لجلالة الملك محمد السادس، وكان آخرها خطاب عشرين غشت” مشيرا إلى ما أكده ذلك الخطاب من دعوة إلى الحوار والإشارة إلى أن “المغرب يعتبر استقرار الجزائر وأمنها من استقرار المغرب وأمنه، واستقرار المغرب وأمنه من استقرار الجزائر وأمنها”.

القرار الجزائري كان منتظرا

وفي هذا السياق، اعتبر محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن “الدينامية المتجددة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية والانتصارات الديبلوماسية المتوالية التي حققتها المملكة المغربية، أصابت حكام الجزائر بالارتباك والصدمة النفسية، جعلتهم يتخذون قرارات انفعالية طائشة، لعل آخرها ما أعلن عنه وزير خارجيتهم عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتبارا من يوم أمس الثلاثاء”.

“القرار الجزائري كان منتظرا، نظرا لطبيعة التلميحات والقرارات المتخذة من طرف حكام الجزائر في الشهور الأخيرة التي كانت تسير في هذا الاتجاه، خاصة بعد أن تولى المدعو العمامرة مقاليد وزارة الخارجية الجزائرية” يزيد بنطلحة في حديثه لـ”نقاش 21″.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن “الدبلوماسية الجزائرية التي ترتهن إلى جيوسياسية تنهل من قاموس الحرب الباردة، نجدها دائما لا تبحث عن حلول عقلانية وواقعية انتصارا للتاريخ المشترك، بل إنها تتخذ دائما من عداء المغرب أيدولوجية ثابتة وموجهة لكل انشغالاتها الدولية والدبلوماسية”.

إقرأ أيضا

إلى ذلك، اعتبر بنطلحة أن “طبيعة صناعة القرار في الجزائر، يُغرف من سياسة غير واقعية، بل يتبنى أفكارا تنهل من قاموس الحرب الباردة، ومن تمركز مفرط نحو الذات، يجعلها تعاني من هذيان الزعامة الإقليمية الوهمية”.

“حكام الجزائر باتخاذهم لهذا القرار، يظهر أنهم يعيشون على هول صدمة وإحباط كبيرين، مع العلم أن جل المراقبين والملاحظين كانوا ينتظرون ردا حكيما من حكام الجزائر، يكون في مستوى الخطاب التاريخي الذي وجهه ملك البلاد بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش” يؤكد المتحدث نفسه.

وكان الملك محمد السادس، خلال خطاب العرش، يوم السبت 31 يوليوز المُنصرم، قد تأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية التي تسيء لكل من المغرب والجزائر، داعيا في هذا السياق إلى الانفتاح على مستقبل مشترك للعمل سويا دون شروط من أجل علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار؛ داعيا الأشقاء الجزائريين إلى ضرورة الإنصات إلى منطق الحكمة والمصالح العليا من أجل إرساء غد أفضل بين البلدين.

وأكد عدد من المحللون السياسيون على أن الملك محمد السادس، التزم أمام العالم أجمع، وأمام التاريخ برغبته في بناء علاقات جيدة ومتينة رفقة الجارة الشرقية للمغرب، لافتين إلى أنها ليست المرة الأولى التي يمد فيها الملك يده للجزائر وقيادتها للمضي قدما بالدولتين وعلاقاتهما نحو الأمام.

انتقل إلى أعلى