يقرأ حاليا
تلقيح التلاميذ.. بين رهان السلطات وتخوف أولياء الأمور
FR

تلقيح التلاميذ.. بين رهان السلطات وتخوف أولياء الأمور

نفت وزارة التربية الوطنية ما نشرته عدد من المواقع الالكترونية من قبيل اعتمادها لـ”تصور خاص بعملية تلقيح التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة، وتوفر معطيات واضحة حول المراكز المعتمدة للتلقيح على صعيد كل جهة، وكذلك حول المدة الزمنية للعملية على مستوى كل إقليم أو عمالة”.

وفي اتصال لـ”نقاش 21″ مع مديرية التواصل بوزارة التربية الوطنية، أكدت بالقول “لم يتم إلى حدود الساعة إصدار أي وثيقة رسمية بهذا الخصوص، وكل ما يتم تداوله هو مجرد فرضيات ووثائق لم يتم اعتمادها رسميا”.

ومنذ مطلع الأسبوع المنصرم، بادرت عدد من المواقع الالكترونية في الكشف عن استراتيجية وزارة التربية الوطنية لضمان الدراسة الحضورية بنسبة 100 بالمائة قبيل انطلاق الدخول المدرسي بالمؤسسات العمومية والخصوصية والبعثات ومراكز التربية غير النظامية؛ وقيل إن “هذا المخطط نص على إحداث لجنة جهوية يترأسها مدير الأكاديمية، وتضم رئيس قسم الشؤون التربوية، ورئيس المركز الجهوي لمنظومة الإعلام، ورئيس مصلحة التواصل وتتبع أشغال المجلس الإداري، وطبيبتي الأكاديمية”.

بين رهان وزارة التربية الوطنية وتخوف أولياء الأمور

تراهن وزارة التربية الوطنية على الإقبال على مراكز التلقيح للخضوع للتطعيم ضد فيروس “كورونا” من أجل تقليل مخاطر انتشار الفيروس داخل المؤسسات التعليمية، لتأمين الدخول المدرسي المُرتقب، في ظروف صحية ملائمة، ولاستئناف الدراسة بشكل طبيعي وضمان استمراره، في أفق تحقيق المناعة الجماعية لجميع مكونات المجتمع المغربي.

وفي الوقت الذي تباينت فيه آراء أولياء الأمور بين متخوف من عملية التلقيح، وبين راغب في التلقيح ولكن منتقد لقلة المراكز المُخول لها ذلك؛ عبَّر سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بالقول: “نراهن على استفادة أكبر عدد من الطلبة والمتدربين من التلقيح، ولذلك وجهنا إليهم دعوة للانخراط في هذه العملية”.

من جهته، رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، قال إنه “بخصوص تلقيح التلاميذ مع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي الجديد، فإن استراتيجية وزارة الصحة مرنة وتواكب المعطيات والمعلومات والدراسات العلمية المُنجزة في هذا الصدد”.

وأشار بلفقيه، في لقاء إعلامي، إلى أهمية تلقيح الأطفال بين 12 و 17 سنة للتمكن في أقرب الآجال من تحصين 80 في المائة من الساكنة، قصد تحقيق المناعة الجماعية؛ مطمئنا المترددين بأن اللقاح مادة علمية سليمة له آثار جانبية قليلة، ومنفعة كبيرة على الفرد والمجتمع.

الهدف هو كسر سلسلة تفشي الدلتا

عز الدين الابراهيمي، عضو اللجنة العلمية لتدبير كورونا، قال في لقاء إعلامي، إن الهدف من تلقيح الفئة ما بين 12 و 17 سنة هو كسر سلسلة تفشي الدلتا ولا سيما مع الدخول المدرسي، مردفا بالقول: “أتفهم مخاوف الكثيرين، وتردد البعض ومناهضتهم لها، لذا يجب القيام بعمل تواصلي لشرح أهمية العملية وأنها آمنة للأطفال كما كانت آمنة للكبار، فبطبيعة الحال فأنا سألقح لابنتي ذات الرابعة عشر ربيعا كما فعل ابني ذو الثامنة عشر، لأني أؤمن بأن هذه اللقاحات ناجعة وآمنة”.

إقرأ أيضا

وفي السياق ذاته، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إنه بالرغم من “تسجيل إصابات قليلة في صفوف الأطفال، بفيروس دلتا المتحور، فإنها كانت حالات خفيفة في مقارنتها مع الكبار، إذ لم نر قط طفلا في المستشفى كل أسبوع أو أسبوعين، بل سنصبح نرى طفلا خلال اليوم في المستشفى وأطفالا آخرين في أقسام الإنعاش”.

وأوضح حمضي، أنه إذا لم يكن هؤلاء الأطفال والشباب محميين من خطر الإصابة بالمرض، فإن المؤسسات التعليمية ستُغلق، إذ أنه فيما قبل كان يجب تسجيل ثلاث حالات على الأقل من أجل إقرار إغلاق مؤسسة تعليمية، لكن مع المتحور دلتا، يكفي أن تسجل حالة واحدة فهي كفيلة أن تتسبب في بؤرة وبائية.

ويرى الباحث في النظم الصحية، أنه “كلما لقحنا هذه الفئات العمرية كلما تمكنا من الوصول إلى المناعة الجماعية والقضاء على الجائحة، ونستطيع العودة إلى الحياة شبه الطبيعية”.

أما فيما يخص الدخول المدرسي 2021-2022 فإن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قررت انطلاق الدراسة بشكل فعلي يوم10 شتنبر 2021.

انتقل إلى أعلى