يقرأ حاليا
محللون: من مصلحة الجزائر استمرار التوتر مع المغرب
FR

محللون: من مصلحة الجزائر استمرار التوتر مع المغرب

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن بلاده لم تتلق استجابة من المغرب بخصوص التوضيحات التي طلبتها من الرباط حول ما قام به السفير المغربي في الأمم المتحدة.

 

ورفض الرئيس الجزائري، خلال لقاء صحافي، إبداء المزيد من التعليقات حول الموضوع، حين سأله صحافي حول ما جاء في خطاب الملك محمد السادس الأخير بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش.

وكان العاهل المغربي دعا من جديد الجزائر وقيادتها إلى فتح الحدود بين البلدين الجارين، مؤكدا أن المغرب والجزائر أخوان فرق بينهم دخيل.

الملك محمد السادس توجه للمغاربة والجزائريين بالقول: “نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”.

وفيما بدا تهرُّبا من دعوة العاهل المغربي لإقامة حوار وفتح الحدود المغلقة في وجه المسافرين والمركبات منذ 1944، أكد الرئيس الجزائري أن بلاده على استعداد للعب دور الوساطة بين المغرب وجبهة “البوليساريو” الانفصالية واحتضان الجزائر للقاء بينهما بما يرضي الطرفين”.

الحاكم هو العسكر

تعليقا على رد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على المبادرة الملكية، يرى المحلل السياسي نوفل البوعمري، هذا الرد كان متوقعا خاصة بعد العدد الأخير لمجلة “الجيش” التي وجهت الرئيس تبون وحددت موقف المؤسسة العسكرية من مبادرة اليد الممدودة.

وأوضح البوعمري أن تبون جاد فقط ليؤكد الموقف المسبق الذي عبَّرت عنه “مجلة الجيش”، فضلا عن تأكيده لمعطى سياسي أساسي هو أن الحاكم الفعلي في الجزائر هم العسكر وأن المؤسسات خاصة منها الرئاسة هي مؤسسات صورية أمام سطوة العسكر وقوة نفوذهم.

وأشار نوفل البعمري، الخبير في مجال حقوق الإنسان في تصريح لـ “نقاش21″، أن الأمر لا يتعلق بهروب أو برفض لليد الممدودة بل يتعلق برغبة جزائرية في استمرار التوتر مع المغرب لأنه ورقة سياسية يتم استغلالها داخليا لإرهاب الحراك ولتخوين مطالبه في التغيير، وكذلك لتبرير استمرار الجيش في التحكم بمختلف مقاليد الحكم بالجارة، لأن أي مطلب لطي صفحة الماضي بين المغرب والجزائر فيه طي لصفحة العسكر، هكذا يتم النظر في الجزائر للمبادرة المغربية.

هروب إلى الأمام

من جانبه قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، إن الجزائر ليست جاهزة ديبلوماسيا ولا سياسيا حتى تُبلوِر رؤية جديدة للتعاطي مع دول الجوار المحيط بها.

“أعتقد أن الجزائر ستواصل حتما تدبير علاقات الجوار بمنطق عقيدة موغلة في الذاتية، وأنَّ تهرُّب الرئيس الجزائري لم يتأسس على دفع موضوعي يمكن مناقشته” يقول الفاتحي لـ “نقاش21″.

إقرأ أيضا

ويرى المتحدث أن المغرب أخذ علما بالرد الجزائري وسيتصرف وفق ذلك في التعاطي مع مختلف القضايا التي تحمي مصالحه بالشكل اللازم”.

وأوضح الفاتحي أن رهن الدعوة الملكية بتشنج جزائري باستدعاء سفيرها هروب إلى الأمام وأن عدم الرد المغربي على ذلك هو تأكيد على أن من مصلحة الجزائر ألا تصطاد في مياه الانفصال في الصحراء، وأن المغرب لم يعد يقبل لها بذلك في المحافل الدولية بعد أن حقق توازنا كبيرا لصالحه على المستوى الدولي.

 

 

انتقل إلى أعلى