يقرأ حاليا
أنا بُوحدي مضوّي لبْلاد.. برنامج “البيجيدي” الانتخابي
FR

أنا بُوحدي مضوّي لبْلاد.. برنامج “البيجيدي” الانتخابي

RNI-Ni9ach21-Maroc-elections-parlement

صدق ونستون تشرشل عندما قال: الناس لا تكذب أبدا بقدر ما تكذب بعد عملية مطاردة أو أثناء الحرب أو قبل الانتخابات”

هذه المقولة المأثورة تنطبق بالكمال والتمام على مدبج افتتاحية في الموقع الرسمي لحزب العدالة التنمية تكيل الهجوم على اختيارات سياسية وتنظيمية داخلية لا تهم إلا حزب التجمع الوطني للأحرار بالدرجة الأولى، ولكن يبدو أن هذا الأخير عبر اشتغاله الميداني وجاذبيته السياسية واستقطابه لنخب وفاعليين أقوياء في الميدان الانتخابي قد أوجع الحزب المريض وزاد من جراحه وهو يرى مكاسب السلطة تسحب من تحت أقدامه.

عبد الواحد النقاز، المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بتمارة.

 

المثير للشفقة في هذه الافتتاحية الركيكة أنها تجاهلت كل أعراف الكتابة السياسية الرصينة التي تناقش الأفكار والبرامج والمبادرات وراحت تمتح من قاموس ” زنقوي لا يليق بحزب يقود الحكومة ويدعي الأخلاق والمرجعية الإسلامية والعمق الفكري والكدح الإصلاحي، وباقي المقولات الاستهلاكية التي تنهار أمام شمس الحقيقة.

مُدبج الافتتاحية أنهك نفسه وهو يحاول أن يقول إن حزب التجمع الوطني للأحرار لم يقم بشيء سوى بفتح الحزب لمنتخبين قادمين من أحزاب أخرى وبالتالي فهو بدون كفاءات وبدون نخب قادرة أن تنزل إلى ميدان التباري الانتخابي وبالتالي هو حزب لا علاقة له بالتنظيم ولا بالسياسة.

على العموم تجربة الفاعلين مع حزب العدالة والتنمية في هذا المجال معروفة فالحزب مند زمن، مع الأسف، يؤسس دعايته الانتخابية على أساس الهجوم وشيطنة الفاعليين الحزبيين انا بوحدي مضوي لبلاد ”  .

هذه الممارسة كنا ننتقدها ونحن أعضاء في الحزب، فقد استعملت بطريقة مقيتة مع الاتحاد الاشتراكي، وأتذكر في انتخابات 2002 كيف كان مرشحو الحزب يكذبون على مرشحي الاتحاد الاشتراكي ويقولون انهم كفَرة يتبولون على القران الكريم …

نفس الممارسة استعملت مع حزب الأصالة والمعاصرة وجميع المغاربة يعرفون حرب البسوس التي خاضها “البيجيدي” ضد “البام” مستعملا فيها كل الأسلحة الفتاكة من اتهام اعضاء الحزب بالتجارة في المخدرات وتلقي أموال من جهات اجنبية، وفجأة اختفت هذه الاتهامات وظهر سعد الدين العثماني وهو يرفع وثيقة زواج متعة سياسي مع “البام” شهر قبل الانتخابات المقبلة وعلى محياه علامات الايجاب والقبول.

واليوم، ودون مقدمات تحولت مدفعية القصف إلى حزب “التجمع الوطني  للأحرار” وسوف يقال فيه في الأيام المقبلة ما لم يقله مالك في الخمر، وبالأمس القريب كان يقول الأمين العام السابق للحزب أن لا حكومة دون وجود عزيز اخنوش لأنه رجل عملي وكفء دو مصداقية.

فعجبا لهؤلاء الذين يتقنون لعبة تغيير الأقنعة دون حياء.

لكن الملاحظ اللبيب يدرك أن البيجيدي يحارب مسبقا أي فاعل يرى فيه فرصة للمنافسة السياسية أو التناوب السياسي الذي يعد ركن من أركان الاختيار الديموقراطي الذي إرتضاه المغاربة بعد المصادقة على دستور 2011، وروح هذا الاختيار هو التعددية السياسية ومبدأ التداول على السلطة.

والان نعود الى أراجيف وأكاذيب كاتب الافتتاحية المغوار، الذي عاب على الحزب استقطابه لفاعليين سياسيين من أحزاب أخرى ومنها البيجيدي الذي كان يفاخر أن لا أحد يغادره واليوم بات المغادرين أكثر من الوالجين، ونتحدى قيادة الحزب وكتاب افتتاحيات الموقع الإلكتروني ان يفصحوا عن الكم الهائل من الاستقالات التي يعرفها الحزب على الصعيد الوطني…

عموما النزيف الداخلي للحزب الأغلبي لا يهمنا، لكن يهمنا ألا يصدّر حزب رئيس الحكومة مشاكله الداخلية نحو الأحزاب الأخرى ومنها التجمع، كممارسة للتهرب من تقديم حصيلة 10 سنوات في تدبير الشأن العام للمغاربة، ومن الفشل البيّن في تنزيل الشعارات الرنّانة على أرض الواقع.

وبخصوص الاستقطابات السياسية فنقول لكم إنها تهافت التهافت كما قال إبن رشد في رده الشهير على الغزالي.

فالحزب عندما تحمل رئاسته عزبز أخنوش كان حزبا متوسطا، نوابه في البرلمان لا يتجاوزون 37 ومع ذلك هزموا 125 ، وهذه حكاية أخرى سنعود لها في موعد لاحق.

وقد كانت رغبة القيادة الجديدة واضحة في تحول الحزب إلى حزب كبير يقوم بتغطية شاملة لكل الدوائر الانتخابية والتي تفوق 90 دائرة، وبالتالي فتح الباب لكل المغاربة سواء كانوا منتخبين أو سيخضون تجربة الانتخابات لأول مرة. وطبيعي أن نجد وكلاء لوائح جدد في المناطق التي لم يفز بها الحزب في الانتخابات السابقة.

ولكي نزيدكم من شعر بيتا، نقول لكم أن الحزب حرص على ترشيح أغلب نوابه السابقين في دوائرهم التي فازوا بها في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة ليس كحال قيادة البيجدي التي تتنقل على الدوائر في إطار الزواج المسيار.

فتارة يترشح العثماني في انزكان ثم يقفز بلا مقدمات الى المحمدية واليوم يريد أن يترشح في العاصمة الرباط. والحال نفسه ينطبق على يتيم الذي تنقل ما بين بني ملال والدار البيضاء وابوزيد ما بين سيدي عثمان والجديدة والعمراني ما بين خريبكة والرباط والداودي ما بين فاس وبني ملال، وعشرات الحالات والتي آخرها الشوباني الدي يقيم في الهرهورة وغدا سوف يترشح في ميدلت بعد إزاحة البرلماني السابق.

إقرأ أيضا

والمثير للشقفة السياسية ما قام به العضوان في مجلس المستشارين عبد العلى حامي الدين ونبيل الشيخي اللذان فضلا القفز قبل نهاية الولاية لضمان مقعد في مجلس النواب، في ممارسة سياسية معيبة وشاذة على الأحزاب الجادة.

فهل هذا هو التنزيل الديموقراطي للدستور، وهل هاته هي الأخلاق السياسية والممارسات الفُضلى التي تُزيِن البرنامج الانتخابي للحزب؟؟؟

كما أن كاتب الافتتاحية يتحدث عن استقبال الاحرار لملتحقين من أحزاب أخرى وقد نسي أو تناسى كيف احتفى البيجيدي باستقطاب سمير عبد المولى ونجيب الوزاني من البام وكيف رشح الممثل ياسين احجام سنة 2011، والغريب أن كل هؤلاء لم تعد لهم علاقة مع الحزب وبالتالي حق فيه قول الشاعر نعيب زمانا والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا ” ..

وختاما، وبكل تجرد، نقول بكلمة، أنه عندما قرر رئيس الحزب عزيز أخنوش الحزب الترشح في الانتخابات المحلية بمدينة أكادير، وما أدراك ما الانتخابات المحلية فقد دشن ممارسة سياسية غير مسبوقة من قيادة سياسية من وزنه، وهي الخطوة لم يجرأ عليها كل قادة البيجيدي الذين يتبجحون بالشعبية.

كلمة أخيرة إلى شباب الحزب الذين مع الأسف ليسوا الا وقودا لكي تبقى القيادة وشيوخ الحزب مٌترفلة ومتنعمة في المناصب دون عائد أو محاسبة أو حصيلة أخبركم أن قيادة الأحرار زكت ثلاثة من قيادة شبيبة الحزب، وهم شباب أقل من 40 سنة بقيادة لوائح محلية في البرلمان، في كل من ورزازات والناظور وابن سليمان، ومازال العاطي يعطي

فهل يا ترى سوف نرى قادة شبيبة “البيجيدي” وكلاء لوائح محلية في الانتخابات التشريعية المقبلة؟؟

نتمنى أن يجيبنا كاتب الافتتاحية المتهللة.

انتقل إلى أعلى