يقرأ حاليا
نحن إخوة فُرّق بيننا.. من هم الدّخلاء الذين يقصدهم محمد السادس في خطابه؟
FR

نحن إخوة فُرّق بيننا.. من هم الدّخلاء الذين يقصدهم محمد السادس في خطابه؟

Le-roi-Mohammed-VI-maroc-ni9ach21

“نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”، بهذه العبارات توجه الملك محمد السادس مخاطبا الشعب المغربي والقيادة الجزائرية، بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش المجيد.

وعلى الرغم من أن الملك محمد السادس أكد على عدم رغبته في العتاب أو تلقين الدروس، إلا أن تفاصيل الخطاب الملكي كانت مليئة بالرسائل القوية الموجهة للجارة الجزائرية ولرئيسها عبد المجيد تبون، واضعا الأصبع على الجرح ومؤكدا أن الدخلاء هم من كانت لم اليد الطُّولى للتفريق بين بلدين ليسا فقط جارين بل توأمان.

فمن يا ترى كان يقصد الملك بالدخيل المُفرِّق بين الإخوة؟

بالنسبة، للدكتور عبد الفتاح الفاتحي، فعاهل البلاد بعث برسائل جد واضحة تيسيرا للدخول في مفاوضات حقيقية من أجل تطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، وحين يتحدث الملك عن الجسم الدخيل وهو الذي يتسبب في أزمة الثقة بين البلدين فإنه حتما كان يقصد تنظيم جبهة “البوليساريو”.

ولأن الجبهة الانفصالية تجعل من التراب الجزائري مستقرا لها، فإن ذلك هزَّ في الحقيقة أحد أهم الأسباب لانعدام الأمن وحسن الجوار والذي يبقى من مسؤولية القيادة الجزائرية.

مدير”مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، أوضح لـ “نقاش21″، أنه على الرغم من جسامة مسؤولية الجزائر في مساعدة جبهة “البوليساريو” على استهداف المملكة، إلا أن الملك أبدى تسامحا كبيرا لتغليب روح التوافق والتفهم لحل مثل هذه المشكلات بالشكل الذي لا يزيد من توتر العلاقات بين البلدين.

إن سياق تقييم تقديم الجزائر لدعم سخي لهذا الجسم الدخيل بغاية التفرقة بين شعبين لهما علاقة تاريخية عريقة يعد مخاطرة خطيرة، وقد حان للجزائر أن تعيد تقييم سلوكها بالشكل الذي يعزز مبادئ حسن الجوار والثقة والوفاء بها.

“البوليساريو” في مرمى نيران محمد السادس

صحيح أن الملك كان واضحا في خطابه، حين اعتبر أن أمن الجزائر من أمن المغرب، مؤكدا أن المغرب لن يكون مصدرا لأي شر أو استهداف للجارة الشرقية، وفق المحلل السياسي نوفل البوعمري، وهو بذلك يجيب على كل التكهنات التي كانت تنتظر تصعيدا مغربيا في الخطاب الرسمي للدولة بل تأسَّف العاهل المغربي على التراشق الإعلامي والدبلوماسي الذي حدث بين البلدين، آخره كان في قمة عدم الانحياز.

ويرى البوعمري متحدثا لـ “نقاش21” أن الملك يضع الموقف الرسمي على مسافة مما حدث ومن كل ما يحدث من تشنج، وهنا كان واضحا من خلال ما جاء في هذا الخطاب برفض أي جسم دخيل بين البلدين وفي المنطقة برمتها.

وخلص الخبير بقضية الصحراء المغربية، أن الملك محمد السادس حينما يتحدث عن الجسم الدخيل فهو يقصد تنظيم “البوليساريو” الذي انتهى تواجده بالمنطقة ولم يعد له أي مبرر لاستمرار ولا لدعمه من طرف النظام الجزائري الذي حان الوقت ليتخلص من عقد الماضي وينظر للأمام ويتجه مع المغرب انطلاقا من خارطة الطريق التي وضعها الخطاب الملكي، وهي خارطة طريق مفتوحة، فيها دعوة صادقة للحكام الجزائريين من أجل الحوار، ووضع كل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين والشعبين على طاولة النقاش بشكل مفتوح.

إقرأ أيضا

رشيد لزرق

بدوره، أكد رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن الملك كان يقصد “البوليساريو” باعتبارها دخيلة لا مكان لها بين البلدين الجارين وصناعتها تُفرّق بين الإخوة.

وأفاد المحلل السياسي ضمن حديثه لـ “نقاش21″، أن الملك محمد السادس بعث برسالة واضحة وصريحة للجارة الجزائر بضرورة فتح الحدود لكون إغلاقها صار وضعية شاذة تهدم بناء الثقة، وتتعارض مع جهود المغرب للاستقرار على مستوى المواثيق الدولية خاصة معاهدة مراكش لبناء المغرب العربي التي نصت على حرية تنقل الأشخاص والممتلكات.

وزاد لزرق خلال حديث جمعه بـ “نقاش21″، أن المغرب ليس كما تحاول بعض وسائل الإعلام تصوره بكونه بلد المخدرات بل بلد يعيش بالتنمية، وأن الشر لن يأتي من المملكة لكونها حريصة على أمن واستقرار الجزائر، لهذا ينبغي فتح باب العمل الجماعي في مواجهة هذه التحديات عبر تغليب الحكمة.

وختم المتحدث كلامه قائلا، إن المغرب لا يريد معاتبة أحد على فتح الحدود لمواجهة الأخطار الأمنية وخدمة المصالح العليا، على اعتبار أن المغرب والجزائر توأمان يمكنها تحقيق التكامل عبر العمل السوي لخدمة تطلعات الشعبين.

انتقل إلى أعلى