يقرأ حاليا
مغاربة مصابون بـ “كورونا طويلة المدى”.. أرق وقلق ورهاب
FR

مغاربة مصابون بـ “كورونا طويلة المدى”.. أرق وقلق ورهاب

corona-covid-ni9ach21-maroc-vaccin

“اختناق لا يطاق خاصة ليلا، ما يجعل نومي متقطعا ومرات كثيرة مستحيلا على الرغم من أن نتيجة التحليل المخبري سلبية” بهذه الكلمات اشتكت مريم.ل من حالة الأرق التي لا زالت تلازمها على الرغم من مرور 6 أسابيع على تعافيها من فيروس “كوفيد19”.

أما سميرة، 43 عاما، فتحكي لـ “نقاش21″ عن القلق الذي أصاب والدتها أثناء الإصابة بالفيروس وبعد التعافي منه، ” قضت والدتي فترة الحجر بالمستشفى، كانت تعاني ضيقا في التنفس وآلاما مبرحة على مستوى مفاصلها، غثيانا وإسهالا، بعد تعافيها، أصبحت تخاف ملامسة أي شيء وتتوتر عند الاقتراب من أي شخص، حتى أحفادها باتت تتفادى تقبيلهم مخافة أن ينقلوا لها أي عدوى محتملة”.

بعد التعافي من الإصابة بفيروس كورونا، قد تظهر على المرضى أعراض وتأثيرات طويلة الأمد قد تتطلب بعض العلاجات، وفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية، وتتمثل أبرز أعراض “كورونا طويلة الأمد” في الإرهاق وفقدان التركيز وبعض المشاكل النفسية كالقلق والخوف الشديد.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صدر أواخر شهر يوليوز 2021، إن “آثار الوباء على الصحة العقلية ستكون طويلة الأمد وبعيدة المدى”، متابعا أن “القلق بشأن انتقال الفيروس والتأثير النفسي لعمليات الإغلاق والعزل الذاتي ساهما في التسبب بأزمة صحية نفسية إلى جانب الضغوط المرتبطة بالبطالة والمخاوف المالية والعزلة الاجتماعية”.

ما بعد التعافي.. أرق وقلق

دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز خدمات الصحة النفسية بشكل عام، وتحسين الوصول إلى الرعاية باستخدام التكنولوجيا. كما حضَّت على تحسين خدمات الدعم النفسي في المدارس والجامعات وأماكن العمل والعاملين على الخطوط الأمامية لمكافحة “كوفيد 19”.

فيصل الطهاري، أخصائي نفسي، يرى أنه من الصعب الجزم بأن جميع مصابي كورونا يكونون معرضين للإصابة بالاضطرابات النفسية وأعراضها، حيث تبقى البنية النفسية لكل إنسان واختلافها من شخص لآخر هي المحدد وإن كان سيتأثر نفسيا أو لا.

“حِدة أعراض الإصابة بـ”كورونا” عاملٌ محدِّد أيضا، ذلك أن من عانوا أكثر وولَجوا المستشفى وقضوا فترتهم العلاجية به وعانوا من ضيق التنفس والالتهاب الرئوي وغيرها من الأعراض الصعبة، هم أكثر المعرضين للاضطرابات النفسية، ناهيك عن القلق من الموت بسبب الوباء الذي لا دواء له” يشرح الطهاري لـ “نقاش 21”.

وأكد المتحدث أن عددا لا بأس به ممن تعافوا من “كورونا”، مصابون فعلا بأعراض القلق والأرق وكَرَب ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم والتغذية، وفوبيا “كورونا”، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من اكتساب مناعة مرحلية بعد الإصابة والتعافي إلا أن هناك عددا كبيرا يأخذون احتياطات أكثر، خاصة مع وجود حالات أصيبوا به مرتين.

أما بخصوص الإصابة بأعراض الاكتئاب، أوضح المعالج النفسي أننا لسنا أمام دراسات مثبتة وأرقام واضحة، وأضاف ” انطلاقا مما نُعايِنُه من خلال الحالات من الملاحظ أن هناك أعراضا نفسية تصاحب هاته الشريحة حتى بعد التعافي من الفيروس كليا”.

من جانبه، يرى مصطفى الناجي، الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الأشخاص الذين لهم سوابق في الاضطرابات النفسية يكونون مؤهلين أكثر للإصابة بمثل هذه الأعراض، ناصحا بأهمية الاستفادة من الاستشارة الطبية والتتبع أثناء العلاج وما بعد التعافي من كورونا.

لم ينف الناجي خلال حديثه لـ “نقاش21″، أن هناك الكثير من الأسئلة لا جواب لها أقلُّه مرحليا على اعتبار أن الوباء لا يزال مستمرا ولا يزال المتعافون تحت التتبع والمراقبة، ومن اللازم متابعة الحالات على المديين المتوسط والطويل لفهم الكثير من الأمور وإيجاد أجوبة شافية لها.

إقرأ أيضا

عليكم بهذه الخطوات

لا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من كوفيد 19، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل قلبية وعصبية، وفق منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أنّ حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمر.
بالنسبة لفيصل الطهاري، فمن اللازم العمل بعدد من النصائح عقب التعافي من المرض، واعتبار أنها تجربة ومرَّت ومحاولة الاستفادة دائما من الجانب الإيجابي، وأن الجسم اكتسب مناعة ضد الفيروس بعد الإصابة والتعافي، مع استدراك الأخطاء المرتكبة في حماية الجسد بشكل أكبر واتخاذ احتياطات أكثر دقة.

ونصح الطهاري بممارسة الأنشطة اليومية بشكل عادٍ والعودة للعمل بعد التعافي وممارسة الرياضة وتناول أطعمة صحية. كما نصح بتمارين الاسترخاء والتنفس لإعادة تأهيل الرئتين وتخفيف الضغط والتوتر.

“في حالة وجود ضغط نفسي رهيب، ننصح بعض الحالات التي تعافت من “كورونا” بالاستفادة من المرافقة النفسية”، متابعا أن هناك عددا كبيرا من الأطباء والمعالجين النفسيين ممن يعملون على توفير متابعة عن بعد بالنسبة للمرضى والتخفيف من معاناتهم وشرح الأعراض التي تظهر عليهم.

إلى ذلك دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إجراء مزيد من البحوث حول هذا الموضوع الذي لا يزال غير مفهوم بما يكفي والاهتمام بالذين يُعانون منه وتأهيلهم.وقال المدير العام للمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” إنّه مع تحوّل الاهتمام إلى حملات التلقيح، “لا ينبغي إهمال “كوفيد” طويل الأمد”، وأضاف أن تأثير “كوفيد” طويل الأمد على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جلياً، وعلى الرغم من تعزيز مستوى البحث إلا أنه “لا يزال غير كاف” على حد قوله.

انتقل إلى أعلى