يقرأ حاليا
الشبيبات الحزبية.. هل ستدعم أحزابها استعدادا للانتخابات أم تفضل الغياب؟
FR

الشبيبات الحزبية.. هل ستدعم أحزابها استعدادا للانتخابات أم تفضل الغياب؟

على اعتبارها تنظيمات موازية للأحزاب السياسية، تتبنَّى تصوُّراتها وتساهم في إيصال أفكارها الأساسية حول مختلف القضايا لفئة الشباب، مع العمل على التأطير والتوعية والاستقطاب، من المفترض أن تبدأ مختلف الشبيبات الحزبية بالمغرب مشوار دعم أحزابها والتعبئة من أجلها قُبَيل أسابيع قليلة من موعد الاستحقاقات الانتخابية.

 

وفي انتظار ما ستُسفِر عنه نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، بدأت الأحزاب المغربية ومنظماتها الشبابية ـ التي تعتبر مَشتلا للأطر والمناضلات والمناضلين، حيث يعتبر حضورهم ضروريا في عمليات التخطيط القبلية للانتخابات ـ، في التَّململ والخروج من فترة الجمود التي كانت تعيشها خاصة خلال عام 2020 المُثقل بتداعيات جائحة “كوفيد 19”.

فكيف يمكن للشبيبات الحزبية أن تدعم أحزابها خلال هذه الفترة المفصلية؟

بالنسبة للمحلل السياسي عادل بنحمزة، فإن دور الشباب اليوم يتعزز بفضل قوة حضورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي منصات ستكون بلا شك فضاءات للتنافس والمواجهة بين مختلف الأحزاب السياسية، ليس فقط لمخاطبة الشباب، بل لمخاطبة طيف واسع من المغاربة.

وسجل بنحمزة ضمن تصريح لـ “نقاش21″، حضور الشباب في تنظيم التظاهرات والمسيرات وتنظيم حلقات النقاش والحوار وفي التواصل المباشر مع الناخبين من خلال توزيع برامج الأحزاب والتعريف بالمترشحات والمترشحين وحث الناخبين على المشاركة والتصويت لفائدة الأحزاب التي ينتمون إليها.

أدوار يؤمن بها شباب حزب “العدالة والتنمية”، ممن يساهمون في الإعداد للانتخابات على جميع المستويات، وينخرطون في اللجان والهيئات التي يُحدثُها ويشكلها الحزب لهذا الغرض، وفق حسن حمورو، رئيس اللجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية.

حمورو أوضح لـ “نقاش 21” أن مساطر وقوانين الحزب لاختيار مرشحيه للانتخابات، تنص على عضوية ممثل عن الشبيبة في لجان الترشيح، مع الأخذ بعين الاعتبار تقديم مرشحين شباب، مبرزا أن الانخراط في الحملة الانتخابية يأتي تتويجا لهذا المسار، تقوم فيه الشبيبة بدورها وواجبها كهيأة موازية للحزب.

“وبالنظر إلى ما يمتاز به الشباب من قدرات على التعبئة والتواصل مع أقرانهم ومع المواطنين، يكون حضورهم لافتا وبارزا خلال الحملة الانتخابية، وليس كحطب للانتخابات كما تفعل ذلك أحزاب أخرى تضطر “لاستئجار” من يوزع منشوراتها الانتخابية” وفق تعبير المتحدث.

أما بخصوص الوسائل اللوجستية فيساهم شباب حزب “العدالة والتنمية” في اقتراح نوعيتها وفي إعدادها، ويتكفل الحزب بتوفيرها وتمويلها، وأكد القيادي في شبيبة حزب “البيجيدي” أن شباب الحزب يشاركون في الحملة الانتخابية بشكل تطوعي، وبخلفية نضالية، ولا ينتظرون مقابلا ماديا أو غيره، لأن رهاناتهم سياسية وديمقراطيّة وليست انتخابية.

أكثر من مجرد مساندة

“منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة”، لا تقوم فقط بمساندة ودعم الحزب في الانتخابات، بل هي جزء لا يتجزأ من الحزب، تقول نجوى كوكوس رئيسة المنظمة، متابعة أنه وإلى جانب باقي تنظيمات الحزب ومكوناته قيادات وقواعد، يقوم شباب الحزب بالتحضير وبمقاربة تشاركية للاستحقاقات سواء تعلق الأمر بالبرنامج الانتخابي أو بالترشيحات حيث سيخلق حزب الأصالة والمعاصرة المفاجئة بعدد الشباب والشابات ممن سيتقدمون سواء بالتشريعيات أو الانتخابات الجماعية والجهوية.

المتحدثة لـ “نقاش21″، تؤكد أن الشباب بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة ليس مجرد شعار بل أولوية، تعلق الأمر بالترافع أو الدفاع عن قضاياهم أو علاقة بالمشاركة السياسية ومراكز القرار، كاشفة أن “البام” سيعمل على تقديم 8 شباب وكلاء اللوائح البرلمانية المحلية، تقل أعمارهم جميعا عن 40 سنة.

أما فيما يخص شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأبرزت إيمان الرازي، أن الشبيبة الاتحادية، لطالما كانت ذراعا شبابيا للحزب وقوة اقتراحية وأداة تنظيمية، وآلية لتصريف خطابه وقناعاته، وقنطرة تربطه بمناضلاته ومناضليه من فئة الشباب.

ولفتت عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، متحدثة لـ”نقاش21″، حرص الشبيبة على دعم الحزب من خلال الحملات الانتخابية سواء على مستوى الشارع والتواجد الفعلي والقرب من المواطنين والتواصل اليومي معهم ليس فقط في فترة الانتخابات بل بشكل دائم من خلال المناضلين المتواجدين بجمعيات المجتمع المدني والذين يحملون هموم الشعب المغربي ويحرصون على نقل معاناتهم وهواجسهم ومطالبهم ومناقشتها ودراستها والبحث دائما عن حلول ناجعة لها.

إقرأ أيضا

بالنسبة للرازي، لا يمكن حصر أدوار الشبيبة الاتحادية في مرحلة الانتخابات التشريعية فقط رغم أن لها دورا أساسيا ومهما في المساهمة الفعلية والجادة في صياغة البرنامج الانتخابي أولا والترويج له من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ودعم مرشحي الحزب في كل ربوع المملكة حيث تنزل الشبيبة الاتحادية بمناضلاتها ومناضليها الشباب جنبا إلى جنب مع مرشحي الحزب في كل خرجاتهم التواصلية مع الساكنة، بل وتكون أحيانا صلة وصل بينهم وبين المرشحين.

“نقوم في الشبيبة الاتحادية بتسجيل فقرات رقمية حول دور الشباب والمشاركة السياسية ومحاربة كل أشكال العزوف عنها ثم الدعوة إلى المشاركة الفعلية باعتبارها الأداة الوحيدة لإيصال صوت الشباب لمن يدبرون الشأن العام، كما نحيي عاليا اعتماد القيادة الحزبية لمبدأ التمييز الإيجابي للشباب في اختيار المرشحين وهذا ما ندعو إليه دائما لكي نساهم في تدبير القرار وليس حصر دور الشباب فقط في تأثيث اللوائح الانتخابية” تقول إيمان الرازي.

قوة تنظيمية

رغم كل ما تحاول منظمات الشبيبات الحزبية القيام به، فليست كل الأحزاب تتوفر على تنظيمات شبابية حقيقية، وفق ما يراه الباحث في العلوم السياسية عادل بنحمزة، معتبرا أن كثيرا منها لا يتوفر على تلك التنظيمات بالحجم والقوة التنظيمية والفكرية التي تمكِّنها من مساندة ودعم أحزابها في محطة مهمة كالانتخابات.

“الحديث هنا في الحقيقية قد لا يتجاوز أحزاب “الاستقلال” و”العدالة والتنمية” و”التقدم والاشتراكية” إضافة إلى “فيدرالية اليسار” بمكوناتها الثلاث، غير ذلك فهي مجرد تنظيمات توجد على هامش الحياة الحزبية الداخلية ولا تملك فرصا للتأثير على قياداتها، هذا الأمر لا يعني أن هناك قصورا في الأشخاص، بل الأمر يتعلق بالسياقات التي أفرزت تلك التنظيمات الشبابية، فالبدايات كانت الغاية منها هي تأثيث البيت الحزبي خاصة بالنسبة للأحزاب الجديدة أو التي تم إعادة تدويرها” يقول المتحدث.

ومن المزمع تنظيم استحقاقات انتخابية شتنبر 2021، ويتعلق الأمر بانتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) والتي على إثرها يُعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي المتصدر لنتائج الانتخابات، بالإضافة إلى باقي المؤسسات المنتخبة وطنياً ومحلياً.

 

انتقل إلى أعلى