يقرأ حاليا
فيديو: الملح بالعرائش.. مَورُوث إنسانِي مُهدد بالزوَال وقصَّة تَمزجُ الماء بالتارِيخ
FR

فيديو: الملح بالعرائش.. مَورُوث إنسانِي مُهدد بالزوَال وقصَّة تَمزجُ الماء بالتارِيخ

على بُعد ثلاثة كيلومترات من مدينة العرائش، على ربوة في مدخل المدينة شمالا، تتواجد المنطقة الرطبة لحوض نهر اللوكوس، التي تُعد أقدم المناطق المغربية لاستخراج المِلح واستعماله الصناعي في تصبير السمك؛ فضلا عن كونها تُعتبر واحدة من المواقع التي تفصح عن إرث حضاري قديم، وعن أرقى الثقافات والحضارات التي مرت بها، ومن أهم المنشآت الصناعية للملح تاريخيا في غرب البحر الأبيض المتوسط.

 

هنا في هاته المنطقة استوطنت الحضارات الفينيقية والرومانية، قبل سنوات طِوال مرَّت، وترامت في كتابة جزء من تاريخ الموقع؛ فظل المِلح شاهدٌ على التاريخ، ونشاط اقتصادي يحفظ لقمة عيش جُملة من الأسر؛ فضلا عن كون المنطقة التي تزخر بالمناظر الطبيعية تعتبر محط اهتمام مجموعات من الطيور المهاجرة والمُعشّشة، بما في ذلك العديد من الأنواع النادرة أو المهددة عالميًّا.

“العربي” واحد من ساكنة المنطقة، قضى 45 سنة من عُمره يشتغل في استخراج الملح، في كافة المراحل؛ وهو اليوم ببساطة عيشه وأسلوبه، يعمل بما أوتي به من وسائل مُتواضعة، للحفاظ على واحدة من أقدم المهن التقليدية التي بدأت تترامى في طي النسيان.

بابتسامة خافتة تُخفي الكثير من الهشاشة، يروي العربي لـ”نقاش 21″ مراحل عمله اليومي في استخراج الملح وتركه يتبخر بالشمس، لاستخلاص الملح، “كنت أشتغل مع شركة هنا، لكنها تعرضت للإفلاس وذهبت حال سبيلها، وبقيت أنا وشخصين آخرين فقط، نعمل في إطار تعاونية للمنطقة، نقوم بكافة المراحل بوسائلنا البسيطة، ونطلب رزق الله في بيعها”.

إقرأ أيضا

يعمل العربي وشخصين آخرين في مساحة ممتدة على حوض نهر اللوكوس، في مقربة في المنطقة الأثرية، على تأمين جُل الملح الذي يُباع في أكياس صغيرة بمناطق قريبة من مدينة العرائش، من قبيل سوق الأربعاء والزمامرة.

وفي سنة 1996 تم إدراج المنطقة الرطبة لحوض نهر اللوكوس التي بها ملاَّحات ليكسوس، في الخطة الرئيسية للمناطق المحمية في المغرب، فيما تم الاعتراف به كموقع ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية، ناهيك عن اقتراحه ضمن دراسة لتصنيف عشرين موقعًا جديدًا في المغرب كمناطق رطبة ذات أهمية دولية.

ويتوافد قِلة من الأجانب والمُواطنين المغاربة على المنطقة، للحصول على المِلح في صيغته الأولية، المشبع بالمغنيزيوم، الصالح بِحسبِهم لعدد من الاستعمالات الاستشفائية والعلاج الطبيعي لعدد من الأمراض الجلدية، فضلا عن استعماله في الاسترخاء.

انتقل إلى أعلى