أكد أحمد عصيد، الكاتب والناشط الحقوقي، أن “النتائج التي أفرزتها انتخابات الثامن شتنبر متوقعة بشكل كبير، لأن المؤشرات السابقة لهذه الاستحقاقات أكدت بأن الأحرار و”البام” والاستقلال، سيحتلون المراتب الأولى، لكن ما لم يكن متوقعا هو انهزام حزب العدالة والتنمية بهذا الشكل، وفقدانه 112 مقعدا برلمانيا.
واعتبر عصيد أن طريقة سقوط الإسلاميين في المغرب استثنائية، وتختلف كُلياً عن التجربة المصرية والتونسية، قائلا: “كيفما جاو بصناديق الاقتراع كان خاصهم يمشيو بصناديق الاقتراع”، مضيفا: “المؤسف أن بعض الأصوات من داخل المغرب، ومن خارجه تتبنى نظرية المؤامرة حول هزيمة “البيجيدي””.
“هؤلاء لا يقبلون الهزيمة، ولا يتصورون أن الشعب سيرفض الإسلاميين بصناديق الاقتراع،”، يضيف عصيد، لكن” الأجدر بهم أن يتقبلوا الهزيمة، وإعادة النظر في بعض التوجهات الإخوانية للحزب ونبذها، والعودة للوطن، والقيام بمراجعة شاملة في المرجعية التي يتبناها الحزب، وفي الأيديولوجية التي يتبناها لكي يكون حزباً وطنياً مغربياً، يحمل برنامجاً سياسياً، بعيدا عن استعمال الدين في السياسة، لأنه أمر مرفوض”.
وأشار المتحدث ذاته، في حوار مصور مع “نقاش 21″، إلى أن “هناك اتفاقية دولية سيتم التوقيع عليها من طرف الدول في الأيام القادمة، حول حظر استعمال الدين في السياسة، لأن المنتظم الدولي”، يقول عصيد “لاحظ بأن العديد من بؤر التوتر والحروب، والصراعات التي تهدر طاقات الشعوب، سببها الرئيس هو استعمال الدين في السياسة، وخاصة في شمال افريقيا والشرق الأوسط”.
وحدد عصيد، 5 أسباب وراء اندحار حزب العدالة التنمية في المغرب، من بينها “السخط الشعبي على “البيجيدي”، والسبب الثاني تخلي كتلة مهمة ناخبة من داخل الحزب أبرزها الدراع الدعوي للحزب “حركة التوحيد والإصلاح”، ثم ثالثا أن “قيادات “المصباح” تعرضوا في مواقع التواصل الاجتماعي لانتقادات واسعة.
كما أن “عمل حزب التجمع الوطني للأحرار، ساهم بشكل كبير في هزيمة إخوان العثماني، والسبب الخامس، يضيف عصيد أن “البيجيدي” لم تكن حملته الانتخابية بتلك القوة المألوفة، بعدما ضعف استغلال القفف التي كان يستعملها لاستمالة أصوات الناخبين”، على حد تعبيره.
