يقرأ حاليا
هل يحل المغرب مكان الجزائر بعد الإعلان عن استغلال غاز تندرارة ؟
FR

هل يحل المغرب مكان الجزائر بعد الإعلان عن استغلال غاز تندرارة ؟

يبدو أن النزاع بين المغرب والجزائر قد اتخذ عدة مظاهر، من تسابق نحو التسلح إلى حرب إعلامية ودبلوماسية ليتخذ مظهر حرب طاقية. إذ عمِلت الجزائر في إطار التصعيد مع المغرب على توقيف أنبوب الغاز المغاربي في خطوة منها لحرمان المغرب من عائدات مالية وفي نفس الوقت محاولة شل إنتاجه للكهرباء، غير أن هذه الخطوة سرعان ما رد عليها المغرب من خلال عقد اتفاقية مع شركة بريطانية لاستغلال غاز تندرارة.

 

اختناق طاقي

قال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، أنه بعد محاولة الجزائر الضغط على قدرة المغرب للتزود من حصته الطاقية التي كان يحصل عليها سنويا من استغلال أنبوب الغاز، واجه المغرب الجارة بالإعلان عن استغلال غاز منطقة تندرارة التي تتوفر على احتياطي غازي سيسهل من جهة تزود المملكة بحصة من احتياجاتها من الغاز وكذا عدم توقف إنتاجها للكهرباء وفي نفس الوقت إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الذي أصبح في ملكية المغرب بعد انقضاء مدة 25سنة على إنشاءه.

وبهذه الخطوة يكون المغرب قد فوت على الجزائر خطة لخنقه طاقياً وتوقيف إنتاجه للكهرباء، وهي الخطوة التي وصفها المحلل السياسي حسن بلوان، بالمهمة من حيث التوقيت، إذ لا زال المغرب محورا أساسيا لعبور الغاز بحكم الموقع الجغرافي والأمن الاستراتيجي، بالإضافة إلى أنه يتوفر على موارد واحتياطات مهمة في مصادر الطاقة رغم صعوبة الإنتاج، وبذلك أفشل المغرب جميع الخطط التي حاول بها النظام الجزائري خنقه اقتصاديا من خلال قطع امدادات الغاز كمادة حيوية تشهد مجموعة من المناطق في أوروبا نقصا حادا فيها، وابتزازا كبيرا من قبل الدول المصدرة (روسيا والجزائر)، خصوصا أن هذه الأخيرة تحاول أن تحاكي السياسة الروسية في مجال الغاز تجاه أوروبا من خلال تطبيق نفس الأجندات مع المغرب.

المغرب محل الجزائر

يؤكد الباحث شقير أنه من الصعب أن يحل المغرب كمزود لأوروبا بالغاز مادام لا يتوفر لحد الآن على حجم الثروة الغازية التي تتوفر عليها كل من الجزائر وليبيا في المنطقة المغاربية.

وهو نفس التوجه الذي أكده حسن بلوان، معتبرا أنه من الصعب الحديث عن احتياطيات كبيرة يمكن أن تلبي جميع طلبات الشركاء الأوربيين، قبل أن يستدرك، أن المغرب سيبقى وجهة للاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز وجميع مصادر الطاقة الأخرى، بالإضافة إلى أنه سيبقى طريقا أساسيا لعبور هذه المادة الحيوية نحو الاتحاد الأوروبي ونحو بريطانيا التي تنتمي إليها الشركة المستغلة لحقل تندرارة.

غير أنه إذا ما تم اكتشاف آبار للغاز في مناطق أخرى من المغرب سواء في البحر أو بالصحراء تكون بكميات ضخمة فيمكن آنذاك أن يشكل منافسا للجزائر في المستقبل.

إقرأ أيضا

ويضيف المتحدث أن دور المغرب سيتعزز في إمداد الغاز نحو أوربا في حالتين أساسيتين، الأولى عندما تتأكد الاحتياطيات الواعدة لشركات التنقيب في المناطق الشرقية والجنوبية وكذلك في الجرف القاري المغربي على المحيط الأطلنتي، والثانية عندما يكتمل مشروع الربط القاري بين نيجيريا والمغرب كمشروع واعد وطموح يمكن أن يقضي على منطق الإبتزاز الجزائري رغم المشاكل التقنية التي تعترضه.

خسائر

“إن الجزائر بعمى وحقد قادتها في محاولة للضغط على المغرب بتوقيف العمل بأنبوب الغاز قد كبدوا بلادهم خسائر مالية من جراء تحويلهم إلى تشغيل أنبوب ثاني لن يلبي كل حاجات أوربا من الغاز نظرا لضعف قدرته الاستيعابية والتوريدية لكن أهم خطأ ارتكبه هؤلاء القادة هو فقدان ثقة الشركاء الأوربيين في النظام الجزائري وضعف تقديره وتبصره الذي قاده عداؤه للمغرب التضحية وتهديد المصالح الحيوية لأوروبا وإقناعهم بأن هذا النظام لا يستطيع أن يميز في علاقاته الخارجية بين الحيوي والضروري مما يجعل منه شريكا  بدون مصداقية يغلب العاطفة على منطق المصلحة العليا للدول”، يقول شقير.

بالإضافة إلى ذلك فإن الجزائر ستفقد موارد مالية مهمة للاقتصاد الجزائري الذي يعرف مشاكل وتحديات، لكن حكام العسكر يمكن أن يضحوا بجميع مصالح الشعب الجزائري مقابل إرضاء نزواتها المرضية المجبولة على العداء للمغرب. يقول بلوان.

انتقل إلى أعلى